✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 1982 كان العام الفاصل بين حقبة الغطرسة الصهيونية وشعار الجيش الذي كانَ لا يُقهَر، وبين عصر المقاومة الذي أصبَح هذا الجيش يُذَل ويُقهَر ويُقتَل ويُهزَم ويبكي وتوضَع أمامه الخطوط الحُمر وأصبحت نزهته في جنوب لبنان مكلفة تحتاج الى عتاد ضخم وسلاح طيران ودبابات وقوات خاصة نخبوية لأن الفِرَق الموسيقية التي كانَ يجتاحنا فيها هذا العدو الصهيوني لَم يَعُد دورها ناجع أو فعال أو ذات قيمة أمام رجال خرجوا إليهم في آخر الزمان أعاروا جماجمهم لله ووتدوا أقدامهم في الأرض هَزَموا ولَم يُهزَموا ووعدو العدو بما هو أَمَرّْ وأصعب من الذي رأوه كما وعدهم سيد هؤلاء الرجال بأن التجربة الثانية والأخيرة ستكون على أرضٍ مختلفة عن أرض لبنان وفي داخل فلسطين وعلى أرض الجليل تحديداً.
**تأسسَ حزب الله عام ١٩٨٢ وكانت ولادته طبيعية بحُكم وجود إحتلال كان السبب بخروج نُخبَة من أحفاد الإمام الحسين ليشكلوا أشرف وأقدَس مقاومة على وجه الأرض، إتخذت على عاتقها تحرير الأرض وطرد المحتل وحماية الحدود والثروات، فكانت المقاومة الإسلامية في لبنان الجناح العسكري لحزب الله الذي زَلزَلَ إسمه أركان الصهيونية والماسونية والقِوَىَ الخفيه في العالم.
**المرحلة الأولى من العمل المقاوم بدأت بما تيسَرَ من سلاح خفيف ومتوسط وعمليات تدريب للمقاتلين في معسكرات غير مجهزة ومعدات تدريب بدائية للغاية، وكانَ رجال المقاومة يسكنون الجبال وسط الشتاء العاصف والبرد الشديد والقارص في ظل شِح بوسائل النقل والتدفئة التي كانت إذا توفرت تُنقَل بصعوبة كبيره الى رؤوس تلك القِمَم التي كانوا يتخذونها منطلقاً لعملياتهم الجهادية ضد جنود ومواقع العدو الصهيوني وعملائه على تراب أرض جبل عامل والبقاع الغربي.
بدأت العمليات العسكرية بالتزايد وأصبحت المقاومة تخوض المواجهات مع العدو وعملائه بشكل يومي وأحياناً في كل ساعة في مواقع عدة مختلفة حتى وقعت بينها وبين العدو اول مواجهة عسكرية كبيرة عام ١٩٩٣ إثر إعتداء إسرائيلي على الجنوب بعملية عسكرية أسماها (تصفية الحساب) استمرت لإسبوع عجزَ خلالها العدو عن تحقيق اي تقدُم عسكري على الأرض، وفي العام ١٩٩٦ جددَت إسرائيل محاولتها الثانية فشنت عملية عسكرية أسمتها (عناقيد الغضب) إستمرت لإسبوعين وأنسحب الجيش الصهيوني خائباً ذليلاً جَرَّاء صمود وبطولات رجال الله في ميدان المعركة وأنتصر حزب الله للمرة الثانية استمرت العمليات العسكرية بقوة أكبر حتى بلغت ذروتها في العام ٢٠٠٠ فأجبرت العدو الصهيوني على إتخاذ قرار الإنسحاب من جنوب لبنان وترك خلفه عملائه يصرخون والبعض منهم وقف على الشريط الشائك الذي يفصل لبنان عن فلسطين يستغيث الجنود فتح الباب له لكي يفر بجلده من بأس المقاومة.
♦ المقاومة أخلاق ورِفعه وتسامح
**دخل حزب الله المناطق المحررة وسيطرَ على المواقع العسكرية الصهيونية ومقاره الأمنية وسجونه وفتح سجن الخيام وحرر المعتقلين فيه، وبدأ العملاء بتسليم أنفسهم لرجال المقاومة فتم نقلهم عبر شاحنات كبيرة وتم تسليمهم للجيش اللبناني من دون أي إنتقام غريزي او رد فعل من أهالي الشهداء والجرحى والأسرى الموجودين داخل فلسطين أو المحررين،
لقد تعامل حزب الله معهم بكبرياء وكرامة وأتبعوا قول الرسول الأكرم (ص) فلم يضربو أسير او يقتلوه او يقتلعوا شجرة ولم يقتربوا مساساً من ارزاق اللذين قتلوهم وسجنوهم وسرقوا ارزاقهم وقالوا لهم ان العفو عند المقدرة من شِيَم ابناء علي بن أبي طالب وأحفاده وهكذا كان؟
تُركوا للدولة اللبنانية وقضائها ليحكم بينهم وبين اللذين تضرروا منهم.
♦ يُتبَع غداً حزب الله بعد التحرير.
✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت
9/4/2021
https://telegram.me/buratha