التقارير

الأميركيون عَزَّلوا طريق الإنتخابات العراقية القادمة؟


 

🛑 ✍️ د.إسماعيل النجار||

 

♦ عراقنا إلى أين يسير؟

 

♦ خمسة أشهُر تفصل الشعب العراقي عن الإنتخابات النيابية المبكرَة التي قررت الحكومة إجرائها بتاريخ {١٢ أيار ٢٠٢١} قبل بداية شهر رمضان بناءً على إتفاق سياسي جرى مسبقاَ بين كافة الأطراف والكُتَل السياسية العراقية، في ظِل الكثير من التحديات التي يواجهها العراق والغير متفاهم عليها داخلياً، التي يتربع على رأسها الوجود العسكري الأميركي، والوضع الإقتصادي، وتمرد إقليم كردستان على القرارات الحكومية الفيدرالي وإقامة علاقة أشبه بالتطبيع مع الكيان الصهيوني!

ومسألة تحديد مصير الحشد الشعبي كقوَة عسكرية مسلحة تشكل العمود الفقري للبلاد، وإنهيار الإقتصاد، وآفة الفساد المستشري. والكثير الكثير من الملفات المعقدة والشائكة التي يصعُب تعدادها في سطورٍ قليلة بينما هي تحتاج الى حلقات عديدة وشرح طويل لتفنيدها ووضع النقاط على حروفها.

🔖 الأميركيين اللذين مهدوا لتقسيم العراق من خلال إحتلال داعش لنصف أراضي البلاد أثناء حكم باراك أوباما، أسسوا لمرحلة قادمة صعبة بعدما فوجئوا بفتوَى السيد السيستاني الشجاعه والحاسمة التي كانت سبباً رئيسياً لوجود الحشد الشعبي في بلاد الرافدين والذي كان له الدور الأبرَز والفضل الأكبر في دحر داعش وتحرير الأرض.

♦️ بعد التحرير كانت خلافات الفصائل فيما بينها كبيرة جداً وتحديداً بين فريقَي التيار الصدري والحكمة من جهة، وباقي الفصائل الإسلامية الأخرى من جهة أُخرى، وبينهما بقايا البعث والمتلونين اللذين أخذوا {جانباً}؟ مقابلاً للفصائل الإسلامية،

 

♦️ بعد الضغوطات الكبيرة التي مارستها الإدارة الأميركية على حكومة عادل عبدالمهدي والتي أدَّت إلى إستقالته في ظرف دقيق وصعب، كان لا بُد خلالها من تهيئة الظروف لإنتخابات نيابية مبكرَة تجنباً لأي صدام شيعي شيعي أو نشوب حرب مذهبية داخل البلاد في ظل التحريض الأميركي المستمر والتدخل السعودي الإماراتي {وقَبَّة باط شيعية}؟ وبعدما توسعت فجوَة الخلافات السياسية بين التيارات الشيعية السياسية كافة، ومن أجل ضبط إيقاع الحُكم إلى حين إنجاز الإنتخابات المبكرة، ولتجنُب الضغط الأميركي الحاصل وتخفيف توتر ترامب، وإرضاءً للتيار الصدري وتيار الحكمة تَم التفاهم على إسم مصطفى الكاظمي كمرشح أخير، بعدما إعتبرت الفصائل الموالية لإيران أن الكاظمي من الممكن أن يلعب دوراً إيجابياً في تخفيف التوتر والإحتقان رغم معرفتها المسبقَة بآنه أميركي حتى النخاع الشوكي، إلى حين أن تفرز الإنتخابات سلطة سياسية جديدة تحدد أحجام الجميع، الأمر الذي رأى فيه الأميركيين وأعداء إيران رضوخاً لترامب وخوفاً من ردة فعله؟ إستغله البعض داخلياً كوتَر عزَف عليه لتتمايل سياسته ميمَنَةً مرة وميسرَةً مرة أخرىَ، بين الماء واليابسة لتحقيق مآربهم؟

♦️تمهيداً لتسميته زار الكاظمي طهران والتقى المسؤولين الكبار فيها وعاد بخارطة سياسية عليها خطوطاً الحمراء؟

[ كما زار الكاظمي بيروت سراً طلباً للتسهيل وإستمزاج الآراء طُرِحَت عليه بعض التخوفات فوقعَ متعهداً بإنجاز الإنتخابات في موعدها الذي سيحدده مجلس الوزراء وتعهد بعدم المساس أو الإقتراب من مؤسسة الحشد الشعبي لا من قريب ولا من بعيد.

♦️ وافق الكاظمي على خطوط طهران وبيروت الحمراء والتي كانت بالتفاهم والتنسيق وبناءً على طلب من الفصائل المجاهدة وقيادة الحشد وأتت في سياق التنسيق المشترك بين جميع أفرقاء محوَر المقاومةَ حتى أن دمشق وصنعاء بُلِّغوا في الأمر.

[ على هذا الأساس وصل مصطفى الكاظمي إلى رئاسة الوزراء ليصبح العراق محكوماً أميركياً بالكامل عبر الرئاسات الثلاث، ولكن بموجب الخطوط الحُمر الموجوده على خارطته السياسية التي عادَ بها.

[ صحيح أن مصطفى الكاظمي لَم يتجاوز أهم خَطَّين أحمرين هما الحشد وموعد الإنتخابات لكنه فعَل ما هو أخطر بكثير منهما فيما لو تجاوزهما؟

[ ومن أخطر ما قام بهِ الكاظمي هوَ إقالة نخبة الضباط المعادية لحزب البعث وأميركا، وتعيين تلامذة ضباط من الجوكرية واليساريين اللذين هم أقرب للصهيونية من العراق،

أدارة ظهره لإقليم كردستان وغض الطرف عنه وكأنه ليس أرضاً عراقية تاركاً آل البرازاني يتصرفون في الإقليم كدولَة مستقلة ويسرقون النفط ومداخيل المنافذ الحدودية والضرائب، وتعهده لهم بضم بعض المناطق منها كركوك الغنية بالنفط وسنجار وسهل نينوَىَ وغيرهما!

وما زاد الطين بَلَّة حجم التحويلات المالية التي قررتها حكومة بغداد للإقليم في الوقت الذي تعاني فيه الخزينه من ضائقة ماليه كبيرة عجزت عن تأمين رواتب موظفيها.

[ أيضاً عدم القيام بواجباته الدستورية والقانونية فيما يخص تجاوزات السفارة الأميركية وطاقمها بالكامل ونصب أسلحة داخلها في سابقة غريبة عن الأعراف الدبلوماسية الدولية!

🔖 غض النظر عن الجوكرية وتركهم يتمادون حتى وصل بهم الأمر التجروء وارتكاب جرائم قتل بحق قاصر وضابط وجنود آخرين؟

[ السعي لإطلاق سراح إرهابيين سعوديين موجودين داخل سجن الحوت الكبير.

[ ناهيك عن ثبوت ضلوعه وبعض الضباط بإغتيال الشهيدين الكبيرين على أرض مطار بغداد الدولي.

 

♦️ الأميركيين بدورهم هيئوا الأرضيَة لإنتخابات عراقية حامية الوطيس إذا لَم نبالغ ونقول أنها ستكون دمويَة، من خلال ما جرى ويجري في الساحات وفي الناصرية تحديداً، فهم اوعزوا للكاظمي بوجوب تأسيس حزب وطني بزعامته جُل قيادتهِ من عملاء ال cia ومن بقايا البعث البائد بميزانية تجاوزت المئة مليون دولار منهوبة من خزينة الدولَة عبر مؤسسات تخضع مباشرةً لرئاسة مجلس الوزراء، وأنتشرت مقراتِهِ على طول البلاد وعرضها معتبراً ذلك حقاً وطنياً له كما الجميع مستغلاً منصبه وتوافق كافة الأفرقاء حوله!

[ وتابع الأميركيين بالخطوات المتناسقة التي رسموها فوضعوا رئيس هيئة الحشد على قائمة الآشخاص الداعمين للإرهاب في خطوة تستهدف شرعية الحشد الشعبي بعد اغتيال الحاج ابو مهدي المهندس، وإستمالة التيار الصدري وتيار الحكمة وتهديد آخرين وضخ الروح في تنظيم داعش الذي بدءَ يتحرك في عدة مناطق وبشكل يومي ومكثف وخصوصاً داخل الأراضي السورية المتآخمة للعراق، وتهيئَة الشارع المعادي لمحور المقاومة، وإيصال بعثيين الى مناصب رفيعه في الدولة عن طريق الكاظمي وتهيئة الشارع للصدام الأهلي،

[ مع كل ما أسلفت كيف سيكون الجو العام في الإنتخابات النيابية المقبلَة؟

[ أسئلَة جَمَّة نريد طرحها والإجابة عليها،

♦️ العراق إلى أين؟

[ لماذا الفصائل المناوئة لأميركا لم تتداعى لإجتماعات من أجل التفاهم ورسم خارطة طريق؟

[ هل هم متكئين على مَن يفكر عنهم؟!

[ ما هو موقف التيار الصدري من التواجد الأميركي في العراق وتيار الحكمة أيضاً؟

[ ولنفترض أن هناك تباينات وخلافات سياسية بين الأفرقاء الشيعة والوطنيين السُنَّة في العراق، هل هذا ينفي رؤيتهم الموَحَدَة بأن داعش عدو متوحش، وحزب البحث ببقاياه مجرم يجب الإنتقام منه وإبعادهم عن المشهد السياسي العراقي؟!

[ أقل واجب عليهم الذهاب نحو نقاط الإلتقاء المُتفاهم حولها، والإبتعاد عن ما يثير الخلافات من الأمور الأخرى حالياً لحفظ العراق المقاوم ورفع الوصاية الأميركية.

 

[ هل من جواب واضح ليبني الجميع تفاهماً إنتخابياً وطنياً يبعد شبح عودة داعش، والبعث بوجوه أخرىَ ويخرج أمريكا من أرض الرافدين؟

♦️ الجواب عند المسؤولين العراقيين أصحاب القرار؟

[ هل يريدون عراقاً حراً سيداً مستقلاً لا داعش ولا بعث ولا أمريكا فيه ويعيدون إقليم كردستان المتمرد الى الحظيرة ولو بالقوَة؟ أم يريدون إمارات وزواريب وربما عراق سيصبح خمسة دوَل؟

 

♦️ أنا لا أملك جواباً.

 

 🛑 ✍️ د.إسماعيل النجار...

 

      لبنان(11/1/2021)

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك