التقارير

أميركا بين فَوز بايدن الضعيف وهزيمَة ترامب القَوي!


 

🛑 ✍️ د.إسماعيل النجار ||

 

♦ الولايات ألمتحدة ألأميركية أقوىَ دولة في العالم اليوم تهتَز بفعل الإنقسام العامودي الخطير الذي أحدثهُ دونالد ترامب منذ إنطلاق الإنتخابات الرئاسية الأميركية،

[ وما زاد الطين بَلَّة هو عدم إعترافه بنتائج الإنتخابات الأخيرة ورفضه التخلِّي عن منصبه،

[ والأمر الذي زاد الأمور سوءً رعايته للتظاهرات التي جَرَت أمام مبنى الكابيتال هول وثم إقتحامه والدخول إليه والتسبب بسقوط خمسة قتلَىَ أحدهم شرطي، دفعَت بالنواب الجمهوريين والديمقراطيين على حَدٍ سَواء إلى الإستياء ورفع الصوت إعتراضاً على ما حصل معتبرين بأنه تحدياً للديمقراطية الأميركية ويحُط من هيبتها أما دُوَل العالم أجمَع، فأرتفعت أصوات تطالب بعزل الرئيس بإعتباره شخص غير مُتَّزِن عقلياً وفاقد للأهلية وكانَ على رأس المنادين بعزله رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي،

كل هذا حصل عندما شكلَ ترامب خطراً على وحدة أميركا؟ أما عندما كان يمزق دول العالم ويدمرها ويقتل شعبها كاليمن وسوريا وليبيا والعراق وفلسطين وفنزويلا ويفرض عليها عقوبات جَوَّعَت شعوبها لَم تتحرك بيلوسي ولا كل المعترضين على ترامب اليوم!

[ هذه هي الديمقراطية الأميركية التي يتشدقون بها؟

[ نامسي بيلوسي تطالب بتطبيق القانون على ترامب مع العلم أن المادة 25 من الدستور من الممكن أن تُقيد صلاحياته ولا تعزله، ثانياً : المدة المتبقية هي إثنتي عشرة يوماً غير هيَ كافية لإتمام الإجراءآت القانونية الأمر الذي دفع ببيلوسي الإتصال برئيس الأركان العامة للجيش الأميركي والطلب منه بإسم مجلس النواب عدم إطاعة الرئيس في الأيام الأخيرة المتبقيَة في حال طلب من الجيش شَن حرب خارجية.

♦️ الإنقسام في الشارع الأميركي بَلَغَ حدَّهُ الأقصىَ، ودونالد ترامب أصبَحَ ضعيفاً جداً في سلطَة القرار نتيجة إقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس وتحطيمه من الداخل وسرقة حاسوب خاص برئيسة المجلس تحت مرأى ومسمع كل إدارته وكان هو على رأسهم، ولكن إجراءآت الديمقراطيين ومبالغتهم في تحدي ترامب جعلت منه قائداً شجاعاً بين أنصاره وستجسده رمزاً للحزب الجمهوري إلى الأبَد مما يتيح له العودة للتَرَشُح إلى الإنتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٤.

♦️ يعتبر ترامب حالياً الرجل الأقوَىَ الخاسر أمام الرئيس الفائز الضعيف الذي سيدخل البيت الأبيض على أنقاض ما دمره أمامه سلفه الراحل؟ فمجموع الخطوات الني خطاها ترامب والإجراءآت التي عَمَل عليها خلقت للرجل أزمات شَتَّىَ وأصبحَت أكبر من قدرته على تخطيها خلال سنواته الأربع القادمة أي بمعنى أن ترامب نجح في تفخيخ كامل ولاية بايدن الرئاسية، من خلال إنسحابه من الملف النووي مع إيران وفرض عقوبات وصلت إلى الحد الأقصىَ أوصلت البلدين الى شفير هاوية الحرب وكادت أن تشعل المنطقة، وثم إغتيال الفريق قاسم سليماني الذي تسبب بقصف هيبة أميركا في العراق في عين الأسد، وفرض عقوبات على لبنان، اقرار قانون قيصر ضد سورية، وأخيراً إغتيال الحاج ابو مهدي المهندس في العراق، وفرض عقوبات على رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في ظل توتر أمني كبير،

 

[ فلسطينياً : نقل السفارة الى القدس وإعترافه بها عاصمة أبدية موحدة للكيان الصهيوني وضم أراضي في الضفه الغربية وتشريع الإستيطان.

[ سورياً :

[ تواجد قوات أميركية في الشمال السوري بصورة غير شرعية تمثل إحتلالاً لأرض الغير وسرقة النفط والغاز منها.

[ والقرار المخيف أكثر من أي شيء هو الغاء كافة الإجراءآت والقيود التي كان معمول بها مع تايوان من قِبَل وزارة الخارجية  وإعتبارها غير شرعيه وغير قانونية، مما أثار حفيظة الصين التي هددت بالرد عليها؟

♦️ أميركا المأزومَة حالياً تواجه صعود ثلاثة قِوَىَ عالميةمخيفة هي روسيا والصين وإيران تقف بينهم دولة كوريا الشمالية بسلاحها النووي وتشددها إتجاه الولايات المتحدة، رغم الفارق الكبير بينها وبينهم إلَّا أن التحولات الأخيرة في الصين وروسيا على الصعيدين الإقتصادي والعسكري يقلقان واشنطن كثيراً وخصوصاً أن البرلمان الصيني قد صَوَّتَ منذ أسابيع قليلة على مشروع قانون يجيز للقوات المسلحَة العمل خارج حدود البلاد، في خطوَة فاجئت العالم وتركت تساؤلات كثيرة حول جدوَى هذا التصويت وأهدافه وبأي إتجاه ستكون؟

 

🛑 إذاً أربع سنوات مليئة بالعثرات من غير الواضح كيف سيعمل خلالها جو بايدن في ظل أزمة سياسية وإنقسام داخلي كبير، وهو الذي وعَدَ أن يكون رئيساً لكل أميركا وبأنه سيوحِد الأميركيين! لكن هذا كان قبل أن تقع الجَرَّة في الكونغرس وتنكسِر؟

 

🛑 [ المراقبين يرون أُفُقاً مسدوداً أمام جو بايدن من ناحية عودة المياه الى مجاريها بعد دخوله البيت الأبيض ضعيفاً وخروج منافسه ترامب من البيت الأبيض قوياً، الذي سيعمَل على تقويض سُلطَة بايدن وعرقلَة مشاريعه الإصلاحية في ظل جائحة كورونا وإزدياد عدد الوفيات اليومية، ونسبة بطالة بلغت ال 35 مليون عاطل عن العمل، وقضية المهاجرين، والوصول الى نظام صحي مثالي للأميركيين وعدَ به اوباما أبان حكمه وأفشله ترامب عندما أتىَ رئيساً.

 

♦ أميركا كانت قوية خارجياً عندما كانت قوية داخلياً وجيشها مُوَحَد؟

[ أما اليوم بعدما إنقسَم الجنرالات الكبار بين ترامب وبايدن، على رأس جيش غير عقائدي أكثر من نصفه لَمَم، وبعد تكريس العنصرية ضد السود والمهاجرين والمسلمين اللذين جُلهم إنتخب بايدن يصعب على أميركا أن تلتئم جراحها بالسرعة الممكنة، لتتمكن من مواجهة العالم الخارجي، وخصوصاً الصين وإيران.

 

♦ ترامب الراحل القوي،

♦️ وبايدن الرابح الضعيف،

♦️ وأميركا المنقسِمَة على نفسها، كيف ستأخذ القرارات الصائبة والصعبة؟

وما هو مصير الملف النووي الإيراني؟

[ هل هناك عودة إليه بلا شروط لتخفيف الأزمات عليه؟ أم أن هناك طرداً للمفتشين الدوليين من إيران  وعودة الغليان إلى الواجهة؟

 

🛑 ملفات كثيرة وكبيرة ومعقدَة تنتظر العجوز الأبيض والمتربصين بهِ كُثُر، ومقالي اليوم لا يكفي لسرد كل ما نعرفه ونتوقعه، لكن سأترك للأيام القادمة أن تكشف عن ما تخبئه لنا بين ساعاتِ لياليها ونهاراتها وسأتابع وإياكم الأوضاع لحظةً بلحظة إذا سمحَ الله لنا بذلك.

 

♦  ✍️ د.إسماعيل النجار..

       لبنان[10/1/2021]

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك