التقارير

من يقرر مصير المفاوضات بين العراق وامريكا؟!  


محمود الهاشمي ||

 

تبدو طبقة السياسيين العراقيين هم الاكثر اهمالا لمشروع التفاوض مع الاميركان ،حيث  باتوا يتهربون حتى من الاستضافات لدى القنوات الفصائية ومن يحضر منهم يبدو قريبا من دور (يونس شلبي)في  مسرحية (مدرسة المشاغبين)""مابيگمعش" كما بدا لي احدهم بالامس على قناة العهد !!

الاحباط الذي اصاب طبقة السياسيين خلال الدورة التشريعية الاخيرة ،انعكس على جميع سلوكهم ،وباتوا يفرون من اي حوار ومسؤولية ،ويرون في مجيء عبد المهدي ومن تبعه وصولا للكاظمي وكأنه  العنوان الاكبر لهزيمتهم امام شعبهم ،فماعادوا  يكترثون  لما سوف يكون حتى لو انتهى الامر  الى الجحيم !!

فالاجتماعات واللقاءات مجرد اسقاط فرض ،وجلسات مجلس النواب ،افضل منها الجلوس بالمقاهي وتعاطي (الاركيلة)بحيث انهم اغمضوا عيونهم  وقالوا (بسم الله ) ثم رفعوا ايديهم للتصويت على  سبعة وزراء في سبع دقائق و لم يكلفوا انفسهم بقراءة سطرين عن سيرهم !!

المواطنون من جهتهم  لايملكون سوى تلقي اخبار التراجع والهزائم ولم تسمع او تقرأ جملة  واحدة لكاتب الاّ ومدافة باليأس والاحباط !!

اخر  اخبار التفاوض مع الولايات المتحدة تقول ستبدأ يوم العاشر من هذا الشهر ،بعد ان وجهت علينا مراكز الدراسات الاميركية واقلام الكتاب سيولا من التهديد والوعيد فيما لو حدنا عن جادة  امريكا  ولم نرض ان نكون لها عبيدا .!!

لقد فرض علينا الاعلام الاميركي مصطلحات التفاوض والجلسات والمحاور وحددها بثلاثين محور وسمّى الوفد المفاوض بعد ان منحهم سيرا ومسؤوليات وسطوة بحيث اننا سنواجه جيشا يمتلك كل العدة والعدد يقابله جيش من وفد عراقي ايضا ساعدنا الاعلام الاميركي بالتعرف على سيرهم وبدو وكأن (امريكا تفاوض  امريكا ) وعلى رأس هذا الجيش وزير لايؤمن بوحدة تراب العراق ،وانه ليس له سوى ان يبصم في اخر الورقة كما فعل امبراطور اليابان بعد خسارة بلده في الحرب العالمية الثانية !!

حاصرتنا امريكا ب-

1-حكومة لارأس لها ولاذنب .

2-مجلس نواب مازالت تقطع به سكاكين الثرم حتى باتت القطعة منه لاترى الا بالمكرسكوب .

3-تظاهرات يقودها الصبيان تمشي وتحرق كأنهم  جيوش المغول !

4-وضع مالي متردٍ

5-فساد ينخر جسد الدولة .

6-جائحة كورونا .

7-الهجوم على شخصيتين كبيرتين  وقتلهما دون رد يذكر .

8-تهديد لكل من يحاول ان يتمرد على قراراتها .

9-بيت شيعي  يخر بالصيف والشتاء

10-بيت سني تذري به الرياح والعواصف

11-بيت كوردي محاصر  بخلافات تمتد لقرون

12-تنظيم ارهابي يواصل هجماته من عدة جبهات .

13-عمق عربي يهتف للتطبيع مع الصهاينة ومنهم  في  حروبه الداخلية ومشاكله السياسية

14-قوات امنية تخشى من قناة الشرقية اكثر من خشيتها من القائد العام للقوات المسلحة !

وفقا لهذا فما عليكم سوى الاستسلام والقبول بالامر الواقع ،لغرض ضمان الحد الادنى من العيش ،والاّ ستكونون حطبا للحروب الداخلية

ومهددون بالمجاعة والويل والثبور !!

نقول نعم ونسأل ؛- هل ان خصمنا يعيش في افضل احواله وليس لديه مشاكل داخلية وخارجية:-

1-اقتصاد متدهور

2-صراع عرقي وتمييز عنصري

3-رغبة لدى جمهورياته بالانفصال

4-رغبة لدى الشعب بالتمرد ومانشهده هو الاقل .

5-صعود التنين الصيني  اقتصاديا وعسكريا ،وتمدده في المحيط الهادي .

6-رغبة امريكا  بالانسحاب من منطقة الشرق الاوسط .

7-السياسة الشعوبية التي بتبعها ترامب وما لها من انعكاسات على الداخل والخارج .

8-فك الارتباط عن جميع الاتفاقيات والمعاهدات مع العالم .

9-شعور الدول الصديقة ومنها اوربا بالتخلص من الهيمنة الاميركية .

10-رغبة اميركا اللاتينية بالتمرد على الهيمنة الاميركية باعتبار ان صبغة احزابها يسارية .

11-شعور دول الخليج ان امريكا ماعادت تحمي اصدقائها بعد سلسلة ضربات تلقتها دون رد اميركي .

12-تنامي روح المقاومة في الشرق الاوسط وتهديد المصالح الاميركية

13-بداية  تشكيل  قطب جديد  من دول كبرى مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وايران والباكستان والهند .

14-الفشل الذريع في مواجهة  جائحة كورونا وحجم الوفيات.

15-مزاج الشعب العراقي الذي يمقت التواجد الاجنبي على ارضه .

16- الدعم الكبير  الذي يتلقاه العراق من جميع خصوم امريكا .

17-ذاكرة العراقيين الملأى بالحوادث المروعة التي ارتكبتها القوات الاميركية بحقهم

18-مازال سلاح المقاومة بايديهم ومازالوا يراهنون على رفض اي تواجد اجنبي .

18-قرار مجلس النواب الملزم بخروج القوات الاجنبية .

19-الضربات والخسائر الكبيرة التي تلقتها امريكا بالعراق ،والتي من الممكن ان تتعرض للمزيد .

20-العمق الاستراتيجي للعراق بالجارة ايران ومدى تأثير ذلك في دعم المقاومة

21-رفض المؤسسة الدينية لاي شكل من اشكال التواجد الاجنبي .

اذن ليس خصمنا بافضل حال منا ،وهو يريد ان يتدبر امره ،ويخرج بالاقل من الخسائر ،وسوف يجد المفاوض العراقي ،انه لن يفاوض بالنيابة عن نفسه بل نيابة عن بلد بحجم العراق ،وان بنادق (المقاومة)مازالت مرفوعة (الامان) وثأر ابو مهدي والحاج قاسم  يغلي بالصدور،وان الفالة والمگوار التي قاتلناكم بها قبل مائة عام مازالت معلقة في دواوينا ،فان عدتم عدنا .

وكما قال الاحنف بن قيس الى معاوية يوم ذكره بوقوفه مع علي ايام صفين (ان السيوف التي قاتلناكم بها على عواتقنا والقلوب التي ابغضناكم بها تحت جوانحنا )وتذكروا قبل ان تدخلوا الى صالة التفاوض ثوابت علي بن ابي طالب (ع) في التفاوض

(العلم  والمعرفة والقيادة والمسؤولية والمتغيرات والصبر والثبات والعدل )

والتي اوردها عريقات في كتابه (بين علي وروجر)

ولدينا كشعب الثوابت الاتية اولها (لاوجود لقوات اجنبية على ارضنا) ثانيا التفاوض يكون الكفء بالكفء ،وبقدر مالهم مصالح لنا مصالح ،ولانقبل النيل من جيراننا (ايران) لان من وقف معنا في محنتنا غير الذي اورد لنا الموت والدمار ،لذا علاقاتنا مع الاخرين نحن من نحددها ،ولانقبل ان يكون ذلك على حساب علاقاتنا ايضا مع الصين او روسيا او لبنان او سوريا وغيرها ،ولا ان تفرض علينا علاقات لاتوافق مبادئنا  ،والثابت الاكبر (لامساس بالحشد الشعبي )لانه ذخيرة الامة ومستقبلها وعنوان للكرامة والسيادة .

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك