التقارير

هل سيغيب العراق عن عام التسويات؟!

1633 09:21:39 2015-12-27

زيدون النبهاني
منذ الحرب العالمية الثانية لم يشهد الشرق الأوسط، تحدياً عسكرياً مثل الذي يشهده اليوم، فقد تعددت الجبهات وكثُرت التنظيمات الخارجة عن القانون، وهذه المرة برعاية وغطاء دولي.
العراق؛ الخاسر الأكبر في هذه المرحلة، فهو وإن أُعلنَ عن دعمه دولياً، لكنه بالحقيقة يواجه الأرهاب الدولي وحيداً، ويقدم تضحياتٍ كُبرى بالأرواح والمال، ما سببَّ أزمة أقتصادية تنخر قوامه الطري، خصوصاً مع تراجع سعر النفط المصدر.
العامين الأخيرين شهدا تصاعداً في حدة التوتر، فالأرهاب الداعشي سيطرَ على أجزاء واسعة في العراق وسوريا، واليمن يُعاني من الغزو السعودي، في حين لم تستطع دول (الربيع العربي) السيطرة على التنظيمات الأرهابية، وتبقى فلسطين كالعادة بَعيدة عن أهتمامات المنطقة!
عادةً الحروب التي لا يحسمها صوت الرصاص، تجد من طاولة الحِوار مفراً تلجأ أليه، وهذا ما يحدث فعلاً اليوم؛ فالغرب وحلفائه في المنطقة، لم يحسموا ملفات مهمة كسوريا مثلاً؛ أو تقسيم العراق على أساس مذهبي وقومي، كذلك بقيت اليمن عصية على العسكر السعودي، الذي يُحاول جاهداً تخليص نفسه مِن المأزق.
الوضع يسير إلى طاولة حوار، وكُلٍ يحاول الدخول لهذا الحوار وهو اقوى، لكن ما تسجله الأرض قد يفرض أرادته على البعض، فالمؤسسة العسكرية العراقية ومعها ألاف المتطوعين، أستطاعت تحرير أربعة محافظات كانت بيد داعش، ولم تبقى سوى الموصل التي أمست مُحاصرة من كل الجهات، فيما ينتعش النظام السوري بتدخل الدب الروسي في الحرب، وتبقى السعودية وحلفائها مبهورة من الثبات اليمني.
يتوقع أن يكون عام ٢٠١٦ عاماً للتسويات؛ فالجميع بما فيهم الولايات المُتحدة وروسيا، وصلوا لمرحلة الأذعان للمنطق والحوار، حيث لا نهاية معروفة تلوح في الأفق؟ وإن ضل الحال على ما هو عليه الآن، فالقراءات تدل على أن القادم أسوء، خاصةً بعد الهجمات الأرهابية التي ضربت فرنسا وأمريكا.
دولٌ تحاول الحفاظ على تقدمها وأخرى تسعى للتخلص من تراجعها، وهناك من لم يدخل لعبة الحسابات الختامية للحرب، وقد يكون العراق واحدٌ منها!
تسعى السعودية من خلال أستضافتها للمعارضة السورية، ودعمها لجبهة سُنية في العراق، وتكثيف قصفها على اليمن، وما تلا ذلك من اعلان التحالف الإسلامي، إلى قلب تراجعها في المحاور أنفاً، فيما تدخل الجمهورية الأسلامية في أيران قوية، بعد أنتصارها في الملف النووي.
سوريا كذلك تدخل عام التسويات بأفضلية؛ على حساب داعمي الأرهاب وواجديه، في حين تنحسر تركيا منازعة العزلة الدولية، بعد أسقاطها الطائرة الروسية.
بينَ هذا وذاك يقبع العراق لا يُحرك ساكناً، وهو القادر على استثمار فرصه الكبيرة بدحر الأرهاب، يجتاحهُ غليان سياسي داخلي، وحالة متكررة من فقدان الثقة، أدت إلى تخندق التيارات السياسية قومياً ومذهبياً.
لكن؛ ما يُبشر بالخير هو مواقف الكُتل الرافض للغزو التركي للعراق، فبأستثناء (النجيفيين) أتفق كل ساسة البلاد على إدانة الغزو، وهي حالة صحية وفريدة من نوعها.
إذا ما أستطاع الساسة العراقيين تصفير أزماتهم الداخلية، فسيكون للعراق دوراً مهماً في ٢٠١٦، إذا ما أخذنا في الحسبان، أن السعودية التي تتبنى مواقفاً عدائية في المنطقة العربية، سٰتسحق مع أول أتفاق بين الدول الكبرى التي دخلت أيران في خانتهم.
غداً أو بعد غدٍ القريب؛ سيكون العراق المُعتدل الأقرب للتوجه العالمي، بهُ وعنده ستعقد الأتفاقيات الكبرى، وفيه ستجد المنطقة انموذجاً حقيقياً للديمقراطية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك