كثيرا ما أطلقوا عليه بالحلوى وحمل اللون الأصفر كصفة مميزة ونكهة خاصة تميزه عن المواد الغذائية الأخرى، وكثيرا ما نراه في الأسواق الشعبية في محافظة ميسان والمحافظات الجنوبية، حيث يعرض من الصواني المصنوعة من سعف النخيل والمعروفة بـ(الطبك) الممتلئة بكتل مختلفة الإحجام ذات لون اصفر جذاب لا هي موالح ولا هي حلويات وهو ما يعرف بـ"الخرّيط" والذي يعد واحد من أهم أنواع الحلوى التقليدية لدى العوائل الفقيرة وغيرها، تمتاز هذه الحلوى بعدد من الفوائد الطبية وعلاج أساسي لبعض الإمراض المزمنة والحالات المرضية الأخرى .
وكالة انباء بغداد الدولية " قلبت صفحات صنعة" الخريط" واهميته وشعبيته بين العوائل الميسانية".قال ريسان الحاج محمد (من سكنة اهوار ميسان ) إن" المادة الأساسية في صناعة الخريط تعد،بعدما يؤخذ طحين الخريط من نهاية البردي من الاهوار حيث يوجد فيه الطحين يتكون من مادة صفراء اللون ، وغالبا ما تتفنن في صناعته العوائل الجنوبية وتجهيزه على شكل قطع مختلفة الإحجام والإشكال"، مضيفا أن" قطع الخريط الصفراء تخلط مع التمر أو السكر أو الدبس ويطبخ في طريقة خاصة جدا اختص بها سكان الاهوار بالدرجة الأساس في ميسان ، إما طريقة إعداده للطهي تحصل من خلال وضع كمية من الماء في قدر لمنتصفه أو اقل وتشد على فوهة القدر قطعة من القماش النظيف ويوضع المخلوط المعد مسبقا على قطعة القماش ويخطى القدر بغطاء وفوق الغطاء يوضع الطين لعدم تمكين البخار من الخروج من القدر، وبعدها يكتمل عمل الخريط ويقدم الى الناس لتناوله وكأنه حلوى مرغوبة و ذات نكهة طرية، و هذه المادة مشهورة ومتوفرة في أسواق ميسان أكثر من المناطق الأخرى".إما فلاح حمود الخميساوي ( من سكنة ناحية السلام) فيرى إن" البردي في الاهوار يعتبر المصدر لهذه الحلوى والبردي حسب ما يعرفه الباحثون هو عبارة عن نبات مائي قديم من نباتات المياه المعمرة من الفصيلة البوصية تنبت في مواقع المياه كنقاط تصريف المياه المعالجة ، وهي تنبت كشجرة الموز بساق عريضة بسمك يصل الى ثلاثة سنتيمترات وارتفاع يصل الى المترين".وأضاف أن" طول أوراقها تصل الى حوالي 70 سم وعرض 4 - 6 سم ، فيما تظهر الأزهار في أعلى الساق ، وهي حول ساق بشكل اسطواني بطول يصل 60 الى سم ، ويزهر البردي نهاية الربيع ودخول الصيف"، مشيرا الى أن"اغلب العوائل تعتقد عندما تقوم بشراء مادة الخريط من السوق ،انه علاج فعال لمرضى السكري وحالات الإصابة بالإسهال، ومنشط جيد لعلاج دوران الرأس والإغماء".في موقع أخر ، حدثنا جمال جاسم سريوط ( مدرس) عن سبب تسميته بهذا الاسم وأسعاره ، قائلا ل / واب / إن" الخرّيط سمي بهذا الاسم (بتشديد الراء) بهذا الاسم نسبة الى طريقة صناعته وتحضيره التي تعتمد على استخراج المادة الصفراء والتي تشبه الطحين من قصب السكر وهو ما يعرف محليا بـ(الخرط) وهذه العملية تتطلب جهدا كبيرا لذا جاءت التسمية نسبة للخرط ويسمى من يقوم بعملية الخرط بـ(الخراط)".إما ليلو طاهر( بائع للمواد الغذائية في سوق الميمونة ) تحدث عن ارتفاع أسعاره ل / واب / قائلا أن" جفاف الاهوار ساهم بشكل كبير في خفض إنتاج هذه المادة المحببة لدى شريحة واسعة من أبناء العراق ،كما أن هذه الحلوى لها متذوقوها في دول الخليج العربي إذ يعمد الخليجيون والبغداديون وشمال العراق على شراءها مما خلق ارتفاعا كبيرا في أسعارها بسبب قلة العرض وكثرة الطلب حتى وصل سعر الكيلو الواحد الى أكثر من (30 ألف دينار) في بعض مناطق العراق"،ويضيف أن" العمل في تجارة هذه الحلوى تجارة موسمية إذ يبدأ موسمه من شهر نيسان وأيار ويستمر بيعه للأشهر الثلاثة التي تلي هذه الشهور وهي تموز وأب وأيلول وتعد مناطق الاهوار والمدن المحاذية للاهوار كنواحي السلام والعدل والعزير والمشرح وقضاءي الكحلاء والميمونة من المناطق الأولى في استهلاك هذه الحلوى"./انتهى
https://telegram.me/buratha