جددت وزارة التربية تأكيدها حصول غش جماعي في محافظة الانبار خلال الدور الاول في الامتحانات العامة للمرحلة الاعدادية بإقرار المسؤولين في المحافظة فيما أكدت أن ما نسبته 75 بالمائة من طلبة اعدادية الاعظمية لم يلتزموا بالدوام خلال النصف الثاني من العام الدراسي والذي أدى الى حصولهم على معدلات متدنية.
وقال مدير مركز فحص الدفاتر الامتحانية للدراسة الاعدادية (الكونترول) صباح راضي سعود ان وزارة التربية وجهت المديرية العامة لتربية الانبار بضرورة ضبط القاعات الامتحانية بعد ورود معلومات عن حصول تجاوزات على النظام الامتحاني في اليوم الاول، مشيراً الى أن المديرية وعدت باجراء اللازم بهذا الشأن.
وأضاف أن التجاوزات استمرت من قبل الطلبة بعد اكتشافها من قبل المصححين في مركز الفحص من خلال وجود تشابه في أجوبة اغلب الطلبة الموجودين في القاعة الواحدة سواء كانت صحيحة أو خاطئة، فضلاً عن الملاحظات التي كتبها الطلبة الملتزمون بالأنظمة الامتحانية في دفاترهم الامتحانية مؤكدين وجود حالات غش في قاعاتهم الدراسية من قبل زملائهم.
وبين أن الوزارة شكلت في ضوء ذلك لجاناً لاعادة تدقيق الدفاتر الامتحانية المشكوك فيها والتي كانت بحدود الف و144 دفتراً توزعت بواقع 321 دفترا للفرع العلمي و823 للادبي والتأكد من السعي السنوي للطالب في مراحل الرابع والخامس والسادس الاعدادي لقياس مستواه العلمي ومواقع جلوس الطلبة المتهمين بالغش في القاعة الامتحانية ومقارنة دفاترهم بمن هم أمامهم أو خلفهم أو بجوارهم للتأكد من حصول الغش ما حدا بالوزارة الى اتخاذ قرار يقضي برسوب جميع الطلبة في المراكز الثمانية عشر التي حصل فيها الغش حسب الانظمة الامتحانية التي تقر برسوب الطالب في صفه في حال ثبوت قيامه بالغش أو محاولته ذلك اثناء تأديته للامتحان.
وتابع إن وزير التربية الدكتور خضير الخزاعي أعاد النظر بالقرار وسمح لهؤلاء بتأدية امتحان الدور الثاني رأفة بالطلبة الذين لم تكن لهم علاقة بالغش على أن يتم اجراء الامتحان في جامعة الانبار، مستثنين الطلبة الذين قاموا فعلاً بالغش وحسب شهادة المراقب على الرغم من اعتراف المسؤولين في محافظة الانبار بحصول غش جماعي في تلك المراكز، منوهاً بان الوزارة مستمرة باجراء تحقيق مع مسؤولي ومراقبي المراكز الامتحانية التي حصل فيها الغش الجماعي.
وبشأن التظاهرات القائمة بين مدة وأخرى في منطقة الاعظمية والمطالبة باعادة الامتحانات أسوة بمحافظة الانبار، قال سعود ان تلك التظاهرات تم تضخيمها اعلامياً حيث أن من يقوم بتلك التظاهرات هم طلبة الاعدادية الوحيدة في المنطقة وهي اعدادية (الاعظمية) للبنين، اذ يبلغ عدد طلبة السادس الاعدادي فيها 547 طالباً موزعين بواقع 462 طالباً في الفرع العلمي منهم 186 طالباً أجلوا الامتحانات و120 طالباً حصلوا على اقل من 20 درجة في بعض المواد ونجح منهم 39 طالباً، فيما بلغ عدد الطلبة في الفرع الادبي 85 طالباً منهم 33 مؤجلاً و21 طالباً حصلوا على اقل من 20 درجة في بعض المواد الدراسية ونجح منهم 31 طالباً،
مبيناً أن اولئك الطلبة لم يلتزم 75 بالمائة منهم بالدوام الرسمي خلال النصف الثاني من العام الدراسي الحالي بحسب ما أكده أحد أعضاء ادارة المدرسة.
ورد على الاتهامات التي وجهت من قبل بعض المسؤولين والمواطنين في وسائل الاعلام بأن الوزارة انتهجت نهجاً طائفياً خلال الامتحانات النهائية العامة، بقوله ان هناك خمسة أعضاء في مركز الفحص، اضافة الى مصححين ومدققين وواضعي الاسئلة هم من منطقة الاعظمية.
وبشأن طبيعة الاسئلة التي وضعت خلال الدور الاول من الامتحانات النهائية وفيما اذا كانت تتسم بالصعوبة أو تحوي مواد خارج المنهج المقرر على حد وصف الطلبة، أشار مدير مركز الفحص الاعدادي الى أن الوزارة حرصت على أن تكون اسئلة هذا العام نموذجية ومن ضمن المنهج المقرر، فضلاً عن وجود فرع يضم سؤالا فكريا لتمييز الطلبة المجتهدين عن اقرانهم الاخرين، واصفاً اياها بأنها كانت موضوعية وبعيدة كل البعد عما تم التركيز عليه في الملازم الدراسية ونظيراتها التي يعتمدها المدرسون الخصوصيون، داعياً الطلبة الى التركيز على المنهج المقرر وعدم الاعتماد على الاسئلة الموجودة في تلك الملازم او تلك التي يضعها المدرسون الخصوصيون خلال الدور الثاني.
وأوضح سعود أن طبيعة الدفاتر الامتحانية غير قابلة للتزوير او التلاعب من حيث المواصفات الامنية التي يتصف بها الدفتر من الاستخدام الالكتروني للبصمة وتثبيته بخيط بحيث لايمكن فصل الغلاف عن الدفتر، اضافة الى وجود (ليبل) مثبت عليه اسم الطالب ولايمكن فتح المعلومات الخاصة بالطالب الموجودة في الدفتر بعد طيها الا بجهاز خاص موجود في مركز الفحص، لافتاً الى انه بعد انتهاء الامتحان تجمع الدفاتر الامتحانية في كيس خاص يثبت عليه عددها ورقم المركز الامتحاني ويتم لصق هذه المعلومات ولا تفتح الا في مركز الفحص بعد تمزيق الكيس ومن ثم يرزم كل 50 دفترا على حدة في رزمة واحدة ويثبت عليها رقم معين بحيث لايتيح معرفة الجهة التي تعود لها هذه الدفاتر سواء كانت في بغداد او المحافظات الاخرى. وأكد عدم وجود عمال نظافة داخل المركز منعاً لتسريب معلومات عن عملية التصحيح ما يضطر أعضاء المركز الى القيام بعمليات التنظيف بأنفسهم.
الى ذلك نفى مصدر مسؤول في وزارة التربية ان تكون لديها نية بإعادة الامتحانات للطلبة الراسبين في اية مديرية تابعة لها غير تربية الانبار. وبين المصدر في تصريح صحفي ان الوزارة ليست لديها اية نية بإعادة الامتحانات المركزية العامة للطلبة الراسبين بأكثر من ثلاث مواد وفي أي مديرية عامة تابعة لها. وأضاف ان الوزارة لم تشمل اية مديرية بإعادة امتحاناتها على غرار ما جرى للمديرية العامة للتربية في محافظة الانبار نتيجة عمليات الغش الجماعي التي جرت في 18 مركزا امتحانيا، مشيراً الى ان التظاهرات الأخيرة للطلبة وأولياء امورهم للمطالبة بإعادة الامتحانات في مديرياتهم بمنطقة الاعظمية لم يكن لها صدى لدى الوزارة كون الوزارة متيقنة من عدم حدوث حالات غش إلا في تربية الانبار.
من جانبه ناشد مجلس محافظة الانبار وزارة التربية أن تكون هناك لجان فحص الدفاتر الامتحانية في داخل المحافظة. وقال رئيس المجلس الدكتور جاسم الحلبوسي ان المجلس يناشد وزارة التربية أن تجعل لجان الفحص في المحافظة وأن تصحح الدفاتر الامتحانية في الانبار. وأضاف أن المسؤولين في المحافظة والقائمين على العملية التربوية يعتقدون بأن هناك غبنا وحيفا اصاب طلبة الانبار بسبب تصحيح دفاترهم الامتحانية خارج المحافظة،
مشيراً الى أن هذه المناشدة يمكن ان تكون جزءا من حل المشكلة. وأكد الحلبوسي أن قرار وزارة التربية القاضي بشمول طلبة الانبار بامتحان الدور الثاني قد أنصف بعض الطلبة على اعتبار أن نتائج الدور الاول قد الغيت تماماً وعد الجميع راسبين في صفوفهم خلال العام الدراسي الحالي حسب ماتنص عليه التعليمات الامتحانية.
وبشأن الاجراءات التي اتخذت بحق المسؤولين في المديرية العامة لتربية محافظة الانبار أوضح بأن مجلس المحافظة قرر في جلسته الخامسة والعشرين التي عقدت الاسبوع الماضي اعفاء مدير عام تربية محافظة الانبار من منصبه على خلفية ما حصل خلال امتحانات الدور الاول للدراسة الاعدادية.
https://telegram.me/buratha