قال قائد القوات الامريكية في العراق إن تواصل القتال ضد المتمردين في مدينة الموصل ربما يؤدي الى بقاء قواته فيها لما بعد موعد (30/6) المقرر لمغادرة القوات القتالية الامريكية من المدن العراقية، لكن ذلك مرهون بتقدم الحكومة العراقية بمثل هذا الطلب.ونقلت محطة أي بي سي نيوز ABC News الاخبارية التلفزيونية عن اوديرنو في لقاء حصري اجرته معه المحطة في قاعدة امريكية خارج مدينة تكريت أمس قوله “اذا طلبوا [العراقيون] منا البقاء فمن المحتمل اننا سنبقى ونساعدهم. واذا طلبوا منا تقديم المشورة فقط والتدريب، فسنفعل ذلك اذن هناك بعض القرارات التي يجب ان تتخذ”.وتحدث اوديرنو عن تفاصيل تنفيذ خطة انسحاب القوات الامريكية من العراق في 19 شهرا وكيف سيكون التحول في العمليات الحربية، وبين أنه يعتقد بأن “كل القوات الامريكية ستخرج من العراق بحلول العام 2011″.وأوضح اوديرنو أن في “داخل المدن، سنكون محددين في ما نفعله”، حيث من المرجح ان لا تنفذ القوات الامريكية دوريات قتالية خاصة بها، على الرغم من ان قوات امريكية ستدمج بوحدات عراقية لتؤدي دور التدريب والمشورة”.واستدرك قائلا إن “الوضع في شمال العراق قد يكون مختلفا اذا طلبت الحكومة العراقية الابقاء على قوات امريكية قتالية في الموصل لتواصل عملياتها الهجومية ضد المتمردين”.وأضاف أن “استرتيجيتنا هي الابقاء على المراكز الامنية المشتركة فيما يدير العراقيون هذه المراكز الحربية. وبامكان العراقيين ان يطلبوا منا البقاء في الموصل بعد 30 من حزيران يونيو، لكن هذا القرار سيكون خاصا بهم”.وبخصوص خطة الخفض السريع للقوات الامريكية الموجودة في العراق البالغ قوامها 142.000 عسكري في غضون 19 شهرا إلى قوة “انتقالية” يتراوح حجمها بين 35.000 و50.000 عسكري، قال اوديرنو إنها تمنحه المرونة لضبط مستويات القوات حول “نافذة الخطر” المحيطة بانتخابات كانون الاول ديسمبر الرئاسية.وبين أن خطة انتقال القوات الامريكية الى مهمة غير قتالية “لن يكون امرا صعبا”، لأنها “تقوم بذلك اصلا في غالبية مناطق العراق”.وخمَّن اوديرنو أن في حوالي 75% من العراق، تحولت قواته من مكافحة التمرد الى “عمليات استقرار”. ويعتقد أن الامر سيتطلب 19 شهرا “لانهاء اعمال مكافحة التمرد التي علينا تنفيذها” في 25% المتبقية من المناطق “والانتقال التام الى عمليات استقرار”.وقال قائد القوات الامريكية في العراق إن اجواء الانتخابات ستمكن من “انسحاب سريع واكثر تفصيلا للقوات من العراق لأننا سنخرج من اعسر جزء وسنكون في مرحلة الاستقرار الحقيقية التي ستمكننا من ذلك بنحو سريع”. واذا بدت الظروف الامنية جيدة بما فيه الكفاية بتلك المرحلة، كما أضاف، فان “نحو 70.000 عسكري من المرجح ان يُناقلوا بحجم متواز” كل شهر، وهذا “قائم على الاقل انهاكا الى الاكثر انهاكا”.وأضاف “لدينا خطة جيدة لتنفيذ ذلك”، لكن “اذا استمر الوضع الامني بالتحسن خلال هذا العام فمن الممكن ازالة المزيد من القوات قبل عقد الانتخابات”. اذ يخطط اوديرنو لوضع تقييم في ما اذا ستمكن الظروف الامنية من خفض لواء قتالي اضافي في العام الجاري بالاضافة الى اللواءين والوحدات الداعمة لهما، او ما حجمه 12.500 عسكري، التي اعلن عنها الاحد الماضي.ومضى قائلا إن وجود القوات الامريكية في العراق سوف يكون “خفيفا” في عموم مناطق البلد بين شباط فبراير واب اغسطس 2010، على انه سيكون “في بعض المناطق بطيئا بنحو اكثر من غيرها”، لممارسة المهمة التدريبية.ورجح اوديرنو بأن “مناطق في شمال العراق مثل محافظة ديالى ومدن كالموصل وكركوك ربما ستكون اخر المناطق التي نغادرها”.واشارت المحطة الى ان نقل الكميات الهائلة من المعدات العسكرية التي راكمتها الولايات المتحدة في العراق سيكون “تحديا لوجستيا كبيرا”. لكن اوديرنو “واثق” من امكانية انسحاب جميع الاليات عبر الكويت اذا تطلب الامر، إذ أن خيارات طرق خروج اضافية عبر الاردن وتركيا سيجري استكشافها مع هذه البلدان.وشدد الجنرال على أن بعد اب اغسطس 2010، لن تتولى “قوة الانتقال تنفيذ عمليات حربة تقليدية”، على انهم سيبقون قادرين على الدفاع عن انفسهم وتنفيذ عمليات مكافحة تمرد مع قوات الامن العراقية”، مؤكدا أن “الاكثر اهمية بعد ذلك التاريخ هو من هو الذي ينفذ تلك العمليات بل نوع المهمة التي ننفذها… التدريب والمشورة في كلا المستويين العملياتي والمؤسساتي، وبعدها بالتساوق مع ذلك، سنساعد منظماتنا غير الحكومية، الامم المتحدة وفرق اعادة الاعمار المحلية، من اجل الاستمرار ببناء قدرة مدنية”.ولفت إلى أن “ازدياد تطور” قوات الامن العراقية مثل الجيش والشرطة والوطنية من الممكن ان “يسد الثغرة” مع انخفاض مستويات القوات الامريكية في الشهور 18 المقبلة. ومع ذلك، يشك اوديرنو بأن في الاطار الزمني نفسه ستكون الشرطة العراقية قادرة على تولي المسؤوليات الامنية التي ستمكن الجيش العراقي من تولي دور الدفاع الوطني.وعبر عن اعتقاده بأن “الجيش العراقي سيكون مطالبا باخذ دورنا مع تدني التزامنا”.واجاب اوديرنو عن سؤال عن امكانية انسحاب القوات الامريكية كلها من العراق 2011، كما نصت الاتفاقية الامنية، اجاب اوديرنو “سنفعل. لقد امضينا اتفاقية تقول ان علينا الانسحاب واعتقد اننا ماضون في هذا المسار”.