أجرت فضائية (الحوار) مقابلة خاصة مع السيد عباس البياتي عضو مجلس النواب والأمين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ضمن برنامجها (قضية وحوار) تحدث فيها سيادته عن التركمان في العراق وموقعهم في الخارطة السياسية، وفيما يلي نصه:س / استاذ عباس بداية كم هو عدد نفوس التركمان الذين يمثلون القومية الثالثة بعد العرب والاكراد؟ج/ تركمان العراق يقارب عددهم الثلاثة ملايين نسمة إن لم يكن أكثر، وعدم وجود احصائيات دقيقة كان سببا من اسباب هذا الغموض في دقة النسب، ولأن الاحصائيات السابقة كانت تجري في عهد النظام السابق لم تكن تشير الى التركمان بل الى العرب والكرد فقط، وكانت القومية التركمانية تدرج بشكل خجول في الاستمارات وقوائم التعداد، وأكثر من ذلك في أواخر التسعينيات كان التركماني يحبر على تصحيح قوميته أي اما ان يكتب نفسه عربيا او كرديا، الاحصاء الاقرب للواقع يشير انهم يقاربون ثلاثة ملايين نسمة، ونحن ننتظر الاحصاء الجديد لكي يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود وليتم معرفة الحجم الحقيقي للتركمان، للتركمان مناطق ومدن بارزة وظاهرة للعيان هذه المدن تبدأ من تلعفر من الحدود العراقية السورية وتنتهي في مدينة قزانية ومندلي في الحدود العراقية الايرانية مرورا بكركوك واربيل وداقوق وتازه وطوزخورماتو وقره تپه والكثير من القصبات والاحياء والمدن منها كبيرة ومنها على شكل اقضية ونواحي ومنها على شكل قرى وأكثف منطقة للتركمان وتعتبر مركزهم مدينة كركوك، اذن النسبة السكانية للتركمان هي عالية وبالتالي وهم يعتبرون القومية الثالثة في العراق من حيث التسلسل والتعداد. س/ أشرتم في حديثكم بان التركمان كانوا يجبرون على ان يغيروا هويتهم اما عربا او ان يكتب في هويته عرب او كرد، هل تريد ان تقول ان التركمان كانوا مضطهدين اكثر من القوميات الموجودة في العراق؟ج/ أنا عندما أقول ان التركمان كانوا مضطهدين ويعانون هذا لا يعني ان اقلل من حجم تضحيات الاخرين في العراق، لا يوجد هنالك من لم يضحي ومن لم يعاني، لا توجد هنالك شريحة اكثر من الشريحة الاخرى في التضحية، ربما ان الكلمة المعروفة ان صدام كان ظالما ولكنه كان عادلا في توزيع ظلمه على كل الشرائح هذه المقولة واردة، التركمان عانى مثلما عانى بقية شرائح الشعب، وهنالك من عانى بسبب هويته القومية وهنالك من عانى بسبب خلفيات معينة، وبالتالي كانت هنالك معاناة ولكن التركمان عانوا من عدم اعتراف بهويتهم وكان هنالك اعتراف بهوية العرب، نعم العراق بلد عربي لا يمكن انكار ذلك، وهنالك شعب اسمه الكرد يقللون من حجمه ولكن هنالك اقرار بهوية اسمها الهوية الكردية، وكان هنالك اقرار بهوية المسيحيين في العراق، اما التركمان فكان هنالك تنكر لهويتهم وبالتالي كان في اواخر عمر النظام السابق تقدم استمارة في كركوك وتدفع طابع مالي بـ 25 دينار تقول اني المواطن فلان بن فلان غيرت قوميتي الى العربية - ولا تقول من التركمانية- وانما تقول غيرت قوميتي الى العربية او الكردية ومن اجله وقعت ويرجى تأشير ذلك في كافة سجلات الدولة، فاذن كان هنالك قرار بتغيير القومية التركمانية وعدم الاعتراف بهويتهم وعدم الاعتراف بدورهم رغم تضحياتهم، وعندما بدأوا يتململون ويعانون من الظلم بدأت في حقهم اعدامات واعتقالات وتشريد.س/ استاذ البياتي انتم دخلتم في العملية السياسية في العراق الجديد، فهل حصلتم على الحقوق التي كنتم تطالبون بها في زمن صدام حسين؟ج/ طبعا العراق الجديد عندما نريد ان نقيم الادوار السياسية وللشرائح ابتداءاً يجب ان نقيمها استنادا على امور منها الثقل السياسي ومنها التضحيات والنضال وكذلك الإقرار بهويات كل القوميات بقدم المساواة، فاذا كان التركمان ثالث قومية نسال اين دورهم السياسي وهل يتناسب معهم كثالث قومية، دور التركمان السياسي لازال مهمشا قد تحقق لنا بعض المكاسب وبعض الحقوق وهذا لا يمكن ان ننكره، لكن في نفس الوقت عندما نقيس هذه المكاسب والحقوق بوضعنا السكاني وبالتضحيات التي تحملناها، نجد أن ذلك لا يشكل الا اقل من نصف بالمائة، نحن مثلا الان لدينا عشرة نواب في مجلس النواب ولدينا وزير وعدد من وكلاء الوزارات ولدينا تمثيل وحضور في بعض المرافق لكن ليس لدينا منصب سيادي أو منصب في مجلس الامن الوطني وليس لدينا وزير بحقيبة سيادية، فاذن ما تحقق للتركمان بالقياس لمعاناتهم وبالقياس مع ما سبق فيه قفزة، ولكن نقول لازلنا مظلومين في العملية السياسية.س/ يعني ماهي مطالبكم الان والتي تريدونها من الحكومة، مثلا هل تريدون ان تذهبوا الى حد ان يكون لكم اقليم ذاتي واقليم على شكل فيدرالية كما يوجد في كردستان العراق؟ج/ اذا كانت الفيدرالية مصلحة لكل العراقيين واذا جرى التوافق بين النظام السياسي العراقي على النظام الفيدرالي ينبغي ان يتمتع بمزايا وخصال لكل الفئات والشرائح وبالتالي التركمان لديهم جغرافية وسكان بمعنى مناطق ومدن ذات مزايا وخصال تركمانية وبالتالي لديهم امتداد فمن حقهم ان يطوروا صيغة ادارية في ظل هذا النظام يحفظ لهم ادارة مدنهم وتكون ادارة تلاحظ بقية الفئات وبقية المكونات، نحن طالبنا بتشكيل اقليم كركوك ونطالب بجعل كركوك والمناطق التركمانية ادارة خاصة قائمة بحد ذاتها وهذا المطلب مطلب مشروع لان الكل بدا يطالب به فلماذا نتخلى عنه، الكل يرى ان النظام السياسي يفسح المجال لبقية المكونات والتركمان اولى بذلك على الاقل هم يشكلون بالمصطلح المتعارف أقلية، بينما الفئات الكبيرة قد لا تحتاج الى ادارة خاصة لان هي تقود العملية السياسية وتقود النظام.س/ سيد عباس هنالك من يقول انه على هذا الاساس ان العراق سيكون على اساس ثلاث اقاليم العرب والاكراد والتركمان وربما اقليات اخرى تطالب باقليم، فاذا انتم ايضا طالبتم بهذا الامر سيكون لدينا ايضا تقسيم اخر ربما مذهبي سني وشيعي كذلك مسلم ومسيحي يعني كيف سيكون العراق الذي انتم الان منخرطون في العملية السياسية وانتم ضمنها؟ج/ نحن لا نريد ان نحول العراق الى كانتونات مغلقة النظام الفيدرالي كالنماذج المتوفرة في العالم ولكن هذا النموذج ينبغي ان نطوره بالشكل الذي يتلاءم مع وضعنا الحالي السياسي والتاريخي، فلا نريد ان تكون فيدراليات على اسس قومية، اذا كانت الفيدرالية على اسس جغرافية وادارية فهي الاولى لان الفيدرالية عملية مشاركة وخصوصية مشاركة الحكم الاتحادي المركزي في بغداد مع الحفاظ على الخصوصية المحلية لجغرافيات ومكونات، اذن نحن ضد تحويل العراق الى كانتونات تؤدي الى العزل الاجتماعي والنفسي وانما نريد تطورا لهذا النظام وهذا النظام يطبق في الامارات وفي امريكا والهند والمانيا وسويسرا وجنوب افريقيا وفي اكثر المناطق، هنالك اثنيات وقوميات ومكونات ولكن بالشكل الذي يحفظ التوافق ويحفظ الهوية الوطنية وقوتها وحضورها في الشعور والواقع.س/ يعني اذا كان اخذنا مسالة الاحتلال وسقوط النظام بعد سقوط النظام بدا في العراق هنالك عملية سياسية جديدة وصلنا الان على الاقل الى الحكومة التي يقودها السيد نوري المالكي لو سألتك ما موقفك من هذه العملية السياسية ومن حكومة نوري المالكي اين تقفون انتم؟ج/ لا شك بان الطريقة التي سقطت به النظام لم نكن نرتأيه ولا نرتضيه، هذه الطريقة فرضتها ظروف دولية واقليمية واستراتيجيات ورؤية، هذه الرؤية لا تتعلق بتحريض من معارض وبدفع من حزب وبجذب من اخرى.س/ لكن استاذ عباس المعارضة العراقية لعبت دورا في شحن هذه الاجواء لكي يسقط هذا النظام؟ج/ لا اعتقد الدول الكبرى تعتمد حسابات وبيانات المعارضة وعلى لقاءات هذه الدول كما تعلم هذه الدول تبني استراتيجياتها لمدة عشرين وثلاثين سنة الى الامام.س/ نحن لم نسمع صوتاً قوياً من التركمان يطالب بطرد الاحتلال ويطالب بمغادرة العراق كما هو موجود عند الفصائل والكتل والجماعات الاخرى؟ج/ تريد شعارات انا سوف املأ لك هذه الاستوديو شعارات طنانة ورنانة بحيث تستطيع السماع، ولكن واقع العمل هل ارفع شعارا وغدا اصافح خلف الكواليس؟ كل الذين يتحدثون عن الاحتلال والمقاومة ماعدا الفئات الذين لم يصلوا الى الامريكان والبريطانيين كلهم جلسوا وتحاوروا، انا اسألك الصحوات قبل سنة ماذا كانوا، ألم تكن هذه الصحوات ترفع السلاح وكانت مقاومة، اذن لا ينبغي ان نطلق شعار مقاومة وبعد ذلك نتعامل بازدواجية، وارجع كتركماني نحن لماذا لم نرفع صوتنا ضمن الصوت العالي، نعم إن صوتنا صوت وطني مع كل الاصوات العالية في هذا الصدد، ولكن هذا الصوت هو المطلوب والموقف الوطني هو في خروج الاحتلال وعدم إعطائه مبرراً للبقاء، اتعلم ان هذه الاعمال الارهابية ضد العراقيين هو الذي يرسخ اقدام القوات الاجنبية، كل القوى بما فيها جبهة التوافق التي كانت قبل سنتين تقول بخروج المحتل وجدولة الانسحاب الان الدكتور طارق الهاشمي وعدنان الدليمي اول من رحبوا بزيادة ثلاثين الفا من القوات الامريكية في بغداد لتعديل استراتيجية بوش لبسط الامن وهو خطة فرض القانون، اما التركمان فهم جزء من الشعب العراقي وانخرطوا بالعملية السياسية كما انخرط كل الكتل والمجاميع وفي هذه العملية السياسية هل تحقق لهم دور يتناسب مع ما يريدون وما يهدفون ويتمنون، ان المسألة ليست بالامنيات وانما بالعمل المنظم.س/ يعني اذا انتقلت بكم فأنتم في الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق مع القوى الاخرى الموجودة على الساحة، كيف هي علاقتكم مع السنة؟ وهنالك من تحدث عن ان اغلب التركمان سنة والاتحاد الاسلامي لتركمان العراق هم من الشيعة وليسوا من السنة هل انتم من التركمان الشيعة ولستم من السنة وما نسبة الشيعة التركمان والسنة التركمان؟ج/ طبعا انا اشير الى نقطة ايجابية في المجتمع التركماني وهذه مهمة وطنية وشرعية علينا ان نحافظ عليها، هي عدم وجود تفرقة مذهبية في المجتمع التركماني مثل ما هي موجودة بين المكونات الاخرى، المجتمع التركماني مجتمع متماسك وبالتالي لا توجد هنالك حساسية مذهبية وهذا شيء يسجل للمجتمع التركماني وللقيادات التركمانية التي لم تلعب على وتر التفرقة المذهبية لتحقق بعض المكاسب الانية هذا اولا، ثانيا نسبة التركمان الشيعة الى السنة هي 50% الى 50% وهي ليست بالمعنى الدقيق ولكن كل الاحصائيات تشير الى ذلك ربما 53% من الشيعة الى 47% من السنة ولكن المهم لا توجد مشكلة لدينا من هذه الأرقام.س/ من أين تتلقون الدعم؟ من المعروف ان الجبهة التركمانية قريبة من تركيا لكن يقولون بان الاتحاد الاسلامي اقرب الى ايران؟ج/ اولا فيما يتعلق بتركيا نشعر بان تركيا لا تدعم التركمان فقط بل تدعم العملية السياسية في العراق انا اشير الى نقاط ايجابية لتركيا في العراق، فلحد الان لم يعبر ارهابي واحد من حدود تركيا ولم تعبر سيارة مفخخة، تركيا استقبلت جميع رؤساء ووزراء العراق منذ السقوط، تركيا لم يغب سفيرها يوم واحد عن بغداد منذ السقوط ولحد اليوم بل غيرت ثلاثة سفراء، نحن في الاتحاد الاسلامي شيعة واخواننا في الجبهة التركمانية سنة ولكننا قبل شهر كنا في ورشة اسمها ورشة كركوك اجتمعنا اسلاميين وقوميين نحن لا نسمي انفسنا شيعة وسنة نقول اسلاميون تركمان وقوميون تركمان نحن اسلاميون وهم قوميون، ولكننا متفقون على اجندة تركمانية وطنية عراقية هذه الاجندة ما يلي: اولا وحدة العراق مقدسة وثابت من ثوابتنا، ثانيا العمل من اجل تثبيت هوية التركمان في الدستور، ثالثا العمل معا للحصول على دور اكبر للتركمان في العملية السياسية، رابعا العمل معا من اجل تشكيل ادارة خاصة بكركوك وبالتالي هذه الادارة تدار من قبل مكونات كركوك.س/ انتم كتركمان او كاتحاد اسلامي لتركمان العراق هل لديكم موقف موحد من كركوك؟ج/ نعم في هذا الموقف اتفقنا في الورشة في مؤتمر على شكل اجتماع في فندق الرشيد في بغداد عقد في بداية شهر شباط المنصرم وشارك فيه كل الاحزاب الاسلامية والقومية صدر تعهد باسم ميثاق كركوك من 20 نقطة وموقفنا واضح ومشروعنا الذي وضعناه على طاولة كل السياسيين، ان ما نريده لكركوك ان تكون ادارة خاصة واقليما بحد ذاته.س/ ماهو موقفكم من الموقف الكردي من كركوك؟ج/ الموقف الكردي يطالب بضم كركوك، نحن لا نوافق على هذا الضم لماذا، اولا نحن نعتبر انفسنا اغلبية في مركز كركوك، نعم اذا اضفنا الاقضية والنواحي يكونون الرقم الاول مقابل التركمان ولكن التركمان والعرب سيكونون اكثر.س/ ما المشكلة في المادة 140 التي تحدث عنها الدستور العراقي بان تطرح المسألة على استفتاء عام وهم يقررون؟.ج/ المادة 140 لها مراحل وفيها جوانب انسانية فيما يتعلق بعودة المرحل والمهجر نحن مع هذا الجانب واعادتهم من جديد وتعويض الكرد والتركمان وتعويض العرب الذين يريدون الخروج بارادتهم، اما انك تريد الاحصاء وبعد ذلك يجرى الاستفتاء كآلية يجب ان نتوافق عليها، لان الاستفتاء كان عليه توافق لغاية 31/12/2007 وبعد هذا التاريخ انتهت الصلاحية الزمنية للمادة 140، واذا تريد صلاحية زمنية جديدة فهذه بحاجة الى تعديل دستوري ودستورنا لا يعطي لمجلس النواب هذه الصلاحيات كما يعطي مجلس النواب اللبناني لنفسه صلاحية التعديل.س/ اذن كيف تحل هذه القضية؟ج/ القضية تحل بالتوافق بين مكونات الشعب في كركوك وبين مكونات الكتل الاساسية في بغداد نتفق على حل وسط، والحل الوسط هو في جعل كركوك اقليما خاصا.
دائرة اخبار التركمان
https://telegram.me/buratha
