علق أستاذ الشؤون الإسرائيلية بجامعة عين شمس المصرية الدكتور محمد عبود، على خطة ترامب الذي اعتبر أن قطاع غزة يمكن أن يصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"، إذ ذكر عبود في تصريحات للقناة الروسية، إن الدول العربية لن تشارك في جريمة تسليم غزة للمستثمر العقاري دونالد ترامب، مشيرا إلى أن الرئيس ترامب يتحدث بعقلية تاجر عقارات لا يدرك معنى السيادة الوطنية ولا مغزاها.
وتابع، "يقترح ترامب تهجير نحو مليوني فلسطيني إلى مصر والأردن ودول أخرى، بهدف "تنظيف غزة" على حد تعبيره، وإعادة بنائها كمشاريع سياحية بملكية أمريكية، ويتجاهل أن نقل أو تهجير السكان تحت الاحتلال يعد جريمة تطهير عرقي، وهي جريمة حرب بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
ونوه الخبير المصري بأنه إذا كان التاريخ الأمريكي مليئا بجرائم الحرب، بدءا من التطهير العرقي ضد السكان الأصليين (الهنود الحمر)، مرورا بإلقاء القنابل النووية على اليابان، ووصولا إلى الجرائم المروعة في العراق وأفغانستان، فإن مصر والأردن والسعودية وبقية الدول العربية لن تشارك في جريمة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بحجج واهية مثل إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار، أو تسليمها للمستثمر العقاري دونالد ترامب.
وأشار عبود إلى أن دعوة ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني قادرة على إشعال حريق هائل في الشرق الأوسط، مع هزات ارتدادية تهدد الاستقرار الإقليمي، معتبرا أن دعوته تعبر عن أطماع أمريكية مباشرة في الأراضي الفلسطينية، ولا تنفصل عن تصريحاته السابقة التي تغزل فيها بموقع غزة الجغرافي وإطلالتها على البحر ونسيمها العليل. ربما تجاهل ترامب عمدا أن غزة تمتلك أيضا احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي، مما يجعلها كنزا دفينا على سواحلها.
ويرى أستاذ الشؤون الإسرائيلية بجامعة عين شمس أن ترامب يسعى إلى بسط النفوذ الأمريكي على غزة وثرواتها الطبيعية من أراضٍ وشواطئ وغاز، بمنطق يجعلها منتجعا سياحيا أمريكيا، دون اعتبار لحقوق الفلسطينيين أو الإسرائيليين.
كما أشار إلى أن ما لم يحسب له ترامب ونتنياهو هو تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، ورد الفعل العربي والدولي الرافض لمقترحاته المتهورة. في النهاية، ستتلاشى هذه الدعوات كما تلاشت موجات سابقة، تماما كما ذبلت "صفقة القرن" التي طرحها ترامب في ولايته الأولى. ومع ذلك، يجب على الفلسطينيين والمصريين والأردنيين وجميع الدول العربية تعزيز الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية لمواجهة هذه المخططات المجنونة وإفشالها.
وأحيت رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطاع غزة خال من سكانه الفلسطينيين وإعادة تطويره ليصبح منتجعا ساحليا دوليا تحت السيطرة الأمريكية فكرة سبق أن طرحها صهره جاريد كوشنر قبل عام.
وأثارت الفكرة التي تحدث عنها ترامب في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء ردود فعل صادمة من الفلسطينيين ومعارضين غربيين يقولون إنها تمثل تطهيرا عرقيا كما أنها غير شرعية بموجب القانون الدولي.
وظهرت فكرة إعادة تطوير غزة بشكل جذري بعد وقت قصير من بدء إسرائيل حملتها على القطاع الساحلي الضيق في أعقاب الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، لا سيما من جانب كوشنر الذي ساعد بصفته مبعوثا خاصا للشرق الأوسط في ولاية ترامب الأولى في دفع (اتفاقيات إبراهيم) لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
https://telegram.me/buratha
