يا أبا الأوصياء أنت لطه //////// صهره وأبن عمه وأخوه
إن لله في معانيك سراً //////////// اكثر العالمين ما علموه
أنت ثاني الآباء في منتهى /////// الدور وآباؤه تعد بنوه
خلق الله آدماً من تراب /////////// فهو ابن له وأنت أبوه
هناك ظاهرة في سياسة الامام علي {ع} حين تولى الحكم , عزف تماما عن الفتوحات التي قام بها الخلفاء الذين سبقوه . فما هو السبب..؟ هل ان الفتوحات لا تملك جانبا شرعيا. او انها ادت الى اخطاء حسبت على الاسلام الى اليوم. في حين ان من يريد ان يحاكم التاريخ ويدين الجرائم التي حدثت باسم الاسلام . ان يحاكم ويدين الذين قاموا بالفتوحات وليس المتهم بتلك الاخطاء { الله ورسوله} وبما ان الامام علي {ع} يمثل الاسلام كما ورد عن رسول الله{ص} اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي. وعلي سيد العترة{ع} .أسئلة كثيرة لا تزال تُطرح حول الفتوحات الإسلامية التي حصلت بعد وفاة رسول الله (ص)، منها: هل الفتوحات الإسلامية التي وقعت بعد موت النبي (ص) تمتلك شرعية؟ ام لا ألم يكن الطمع بالدنيا والمال هو هدف الفاتحين وليس نشر الإسلام، ولذا اعتمدوا أساليب القتل والسبي والنهب؟ ثمّ ألم تتسب تلك الفتوحات بالكثير من الانحرافات داخل المجتمع الإسلامي، ونتج عنها نشوء تيارات إلحادية في أوساط المسلمين؟ الجواب على هذه الاسئلة ، يجدر بنا التركيز على بعض الامور منها : نظرة تقييم هذه الفتوحات. ومدى شرعيّتها من حيث المبدأ. والنظر إلى نتائجها وآثارها على الواقع الإسلامي برمته. هل استغل بعض الصحابة الفتوحات لأغراضه الدنيوية.واصبحت امواله لا يمكن احصاءها.
**في هذا المجلس اتحدث عن دور الامام علي{ع} ومدى مشاركته في الفتوحات التي اتعتبر شرعية وفيها ادلة توجب قيام المسلمين بتلك الفتوحات . لما كان النبي(ص) يدعو الناس في مكة الى الإسلام يخبرهم بأن الله وعده أن تورِّث أمته ملك كسرى وقيصر! نجد في سيرته أن فتح فارس والروم كانا وعداً نبوياً منذ إعلان الدعوة كان المشركون يسخرون منه. استمر هذا الوعد ثابتاً في مراحل دعوته، جاء في سنن البيهقي ج٧/٢٨٣: ( فوالذي نفس محمد بيده ليفتحن عليكم فارس والروم ) .وهناك رواية في الكافي:٨/٢١٦: عن الصادق الله(ع) : لما حفر رسول الله(ص) الخندق اعترضتهم صخرة فتناول رسول الله (ص ) المعول من يد يد سلمان{رض}فضرب بها ضربة تفرقت الحجرة الى ثلاث فرق ، فقال: لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر ، فقال احد الصحابة : يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلى ). هذه عقيدة الصحابة المبجلون . وفي سيرة ابن هشام:٢/٣٦٥ عندما جاءته رسالة تهديد من كسرى أخبره الله بأنه سيقتله في اليوم الفلاني كتب كسرى الى باذان واليه على اليمن :( إنه بلغني أن رجلا من قريش خرج بمكة يزعم أنه نبي فسر فإن تاب وإلا فابعث إليَّ برأسه ، بعث باذان بكتاب كسرى إلى رسول الله{ص} فكتب إليه الرسول{ص}:{إن الله قد وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا}، فلما أتى باذان الكتاب توقف لينظر ،اذا كان نبيا فيقتل الله كسرى في اليوم الذي قال به قال ابن هشام: قتل كسرى بنفس اليوم الذي اخبر به الرسول{ص} على يدي ابنه شيرويه). هذا يدل ، على أن الفتوحات خطة نبوية وعقيدة عند المسلمين ، فكان من الواجب على أي سلطة تأتي بعد النبي(ص) أن تتبنى هذ (الستراتيجية) العسكرية وتسير فيها .هنا نسال. ما هو دور الامام علي (ع) وشيعته في الفتوحات : يقول المؤرخون أن السلطة بعد النبي(ص) خافت من حرب مسيلمة الكذاب والأسود العنسي التي تسمى حروب الردة ،فخافت من التوجه الى فتح بلاد فارس والشام ،ولكن الذي دفعها الامام علي(ع) لانه تكفل للخلفاء ان يضع الخطط لتلاميذه الذين قادوا رحى المعارك.
هؤلاء لم تعطهم السلطة مناصب حكومية قيادية فتولوا القيادة الميدانية للفتوحات وخاضوا غمار المعارك وحققوا الانتصارات الواسعة ، كانوا من شيعة علي(ع) وهم :حذيفة بن اليمان ، وسلمان الفارسي الذي قاد معركة القادسية كونه فارسي ويعرف قتال الفرس.. ولكن كتاب البلاط الاموي قالوا انه سعد بن ابي وقاص ومن القادة عمار بن ياسر ، وأبي ذر الغفاري ،وخالد بن سعيد بن العاص الأموي وهاشم بن أبي وقاص الأموي المعروف بالمرقال وأولاده وعبادة بن الصامت ، وأبي أيوب الأنصاري ، وعثمان بن حنيف وإخوته، ومالك بن الحارث الأشتر وإخوته ، وعدد من القادة النخعيين وصعصعة بن صوحان العبدي وإخوته ، والأحنف بن قيس ، وحجر بن عدي الكندي ، وعمروبن الحمق الخزاعي ، وأبي الهيثم بن التيهان ، وجعدة بن هبيرة ابن أخت أمير المؤمنين(ع) وجارية بن قدامة السعدي ،وأبي الأسود الدؤلي ، ومحمد بن أبي بكر ، والمهاجر بن خالد بن الوليد. وغيرهم من القادة الميدانيين ! ولكل واحد من هؤلاء الأبطال دور مهم ، عتَّم عليها إعلام الخلافة ورواتها، وأبرزوا بدلها أصحابهم الذين ينهزمون عند اشتداد القتال هكذا تسرق الادوار. ادعو الباحثين في تاريخ الفتوحات الإسلامية ، أن يكشفوا هذه الحقيقة الضخمة التي غطت عليها حكومات الخلافة القرشية ، ورواتها الذين كتبوا التاريخ بحبر الحكام ولذا كان الامام علي ( ع ) يشكو ظلامته وتعمد نسيان دوره في الفتوحات ولكن كانت في قلب علي{ع}اهداف اكبر واعظم هو انتشار الاسلام .فتعامل مع الموجة القرشية ضدهم بعد النبي(ص) بنبل رسالي ، ونفذوا ما أمرهم به النبي(ص) وسجلوا صبراً لا نظير له ، كظموا غيظهم وارتفعوا على جراحهم ، فعملوا مخلصين في تسيير سفينة الإسلام لبر الامان .
هناك هدف جعل عليا يصبر على جراحه الذي قام به الحزب القرشي بينه لما كتب إلى أهل مصر مع مالك الأشتر:(أما بعد فإن الله بعث محمداً (ص) وآله نذيراً للعالمين ،ومهيمناً على المرسلين ، فلما مضى تنازع المسلمون الأمر من بعده ، فوالله ماكان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده(ص) عن أهل بيته ..!! يقصد أن هذا كان أمراً غير معقول لا يتصوره فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد(ص) ! فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أوهدماً ، تكون المصيبة به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم ، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين نهج البلاغة:٣/١١٨).
** قام أمير المؤمنين(ع) بمهته العظيمة في التخطيط والتوجيه وغرس الثقة والقوة في نفوس القادة والجنود ، حتى امتدت الدولة الإسلامية فشملت إيران وبلاد الشام ومصر وغيرها .لكن التاريخ الإسلامي نسب تلك الفتوحات الى أبي بكر وعمر وعثمان وخلفاء بني أمية وتعمد أن يغطي على دور علي(ع) ، لذلك نراه يشكو ظلامته ويسجلها للتاريخ .
ورد في شرح النهج:٢٠/٢٩٨: (قال له رجل: يا أمير المؤمنين أرأيت لوكان رسول الله(ص) انجب ذكراً وبلغ الحلم ،وآنس منه الرشد ، أكانت العرب تسلم إليه أمرها؟ قال: لا ، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت ، ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسلماً إلى العز والأمرة ، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً، ولارتدت في حافرتها ، وعاد قارحها جذعاً ، وبازلها بكرًا ، ثم فتح الله عليها الفتوح فأثْرت بعد الفاقة ، وتمولت بعد الجَهد والمخمصة، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً ، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً ، ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها وحسن تدبير الأمراء القائمين بها، فتأكد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين، فكنا نحن ممن خمل ذكره ، وانقطع صوته وصيته ، حتى أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت السنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير ممن يعرف ، ونشأ كثير ممن لا يعرف.. اللهم إنك تعلم أني لم أرد الأمرة ، ولا علو الملك والرياسة ، وإنما أردت القيام بحدودك ، والأداء لشرعك ، ووضع الأمور في مواضعها ، وإرشاد الضال إلى أنوار هدايتك).
** ثلاثة ادوار للأمام علي (ع) في الفتوحات : الأول: أن تلاميذه تصدوا لقيادة معاركها ، حتى لو تعطهم السلطة دوراً القيادة العليا .مثل خالد بن سعيد بن العاص وأبي ذر وحذيفة بن اليمان وهاشم المرقال والأشتر وحجر بن عدي وغيرهم كل واحد منهم يحتاج الى دراسة خاصة .
الثاني: دور أمير المؤمنين (ع) في استكمال الفتوحات في خلافته بالرغم من ثلاثة حروب داخلية فتحوها عليه ! الجمل وصفين والنهروان رغم هذه المؤامرات ولكن التاريخ ذكر منها فتح {قسم من إيران} كان مستعصياً على الخلفاء ، وقسم من الهند .لذلك ام الامام زين العابدين {ع} كانت من سبي زمن الامام علي{ع}الرواية الاولى .لابن حجر رواية كاذبة في (تهذيب التهذيب)(قال :لمّا قدم سبي فارس على عمر، كان فيه بنات يزدجرد، فأخذهنّ عليّ{ع} فأعطى واحدة لابن عمر، فولدت له سالماً، وأعطى أُختها لولده الحسين، فولدت له عليّاً، وأعطى أختها لمحمّد بن أبي بكر، فولدت له القاسم .. معركة القادسية وقعت سنة 15 هـ . وعمر الامام زين العابدين {ع} في كربلاء 22 عاما . وولادة الحسين{ع} سنة 4 للهجرة فيكون عمره 11 سنة. ولو قلنا انه تزوجها .. كان عمر الامام زين العابدين 22 سنة في معركة كربلاء يضاف لها سنة 15 هجرية مجيْ شاهزنان اسيرة يصبح لدينا 33 سنة. مقتل الحسين عام 60 هـ .. 60 ناقص 33 أي انها عند الامام 27 سنة لم تنجب .. بينما الحقيقة سبيت في زمن الامام علي {ع}جاء في كتاب(سرّ السلسلة العلوية) لأبي نصر البخاري:(قال ابن جرير: وعلي بن الحسين أُمّه من بنات كسرى. ولد في وقعه الجمل سنة 36هـ .بعث حريث بن جابر الجعفي إلى أمير المؤمنين(ع) بنتين ليزدجرد بن شهريار بن كسرى، فأخذهما وأعطى واحدة لابنه الحسين، فأولدها الإمام علي بن الحسين(ع)، وأعطى الأُخرى محمّد بن أبي بكر، فأولدها القاسم بن محمّد، فهما ابنا خالة) .
** دور الامام في نهاوند او معركة الجسر : هذه المرحلة كانت سبباً في أن الخليفة عمر أطلق يد علي{ع} في إدارة الفتوحات ،روت المصادر أن عمر خاف خوفاً شديداً ، فاستشار كبار الصحابة ، و عمل برأي علي[ع] وأطلق يده في إدارة الفتح وإرسال القادة الذين يختارهم ، فاختار النعمان بن مقرن ، فإن قتل فحذيفة ، فإن قتل فجرير بن عبد الله البجلي ، وكانت معركة نهاوند الفاصلة التي قصمت قوة فارس !..
قال ابن الأعثم في الفتوح :ج 2 / 290 : ( ذكر ان عمار بن ياسر كتب إلى عمر بن الخطاب): بسم الله الرحمن الرحيم ، لعبد الله عمر بن الخطاب من عمار بن ياسر ، سلام عليك . أما بعد فان الله المنتقم من أعدائه ، المنعم على أوليائه هو الناصر لأهل طاعته وما حدث يا أمير المؤمنين أن أهل الري وساوه و همذان و نهاوند و أصفهان وراوند وفارس وكرمان و ضواحي أذربيجان قد اجتمعوا بأرض نهاوند ، في مائة وخمسين ألف بين فارس وراجل من الكفار ،كانوا أمَّروا عليهم أربعة من ملوك الأعاجم ، وقد تعاهدوا وتحالفوا وتواثقوا ، على أنهم يخرجوننا من أرضنا ، و يأتونكم من بعدنا ، و هم ذو بأس شديد ، وسلاح شاك ، يد الله فوق أيديهم . فإني أخبرك يا أمير أنهم قد قتلوا كل من كان منا في مدنهم ، و قد تقاربوا مما كنا فتحناه من أرضهم ، و قد عزموا أن يقصدوا المدائن ، و يصيروا منها إلى الكوفة ، و قد والله هالنا ما أتانا من أمرهم وخبرهم ، و كتبت هذا الكتاب إليك الله الموفق الصانع بحوله وقوته ، وهو حسبنا و نعم الوكيل. فلما ورد الكتاب على عمر قرأه و فهم ما فيه وقعت عليه الرعدة حتى عرف المسلمون حاله . فقام عن موضعه ودخل المسجد وجعل ينادي : أين المهاجرون و الأنصار ! ألا فاجتمعوا رحمكم الله ،أعينوني أعانكم الله ! ).. ذكر الطبري :ج 3 / 209 :(وكتب إليه اخرون من الصحابة } يخبرونه انه تجمع افرس لاسترداد ارضهم والدخول الى العراق .. والعودة الى المدائن ثم التوجه نحو الكوفة ..ثم نقل الطبري مشورة عمر للصحابة و قوله:(أفمن الرأي أن أسير من قبلي ومن قدرت عليه ، حتى أنزل منزلا وسطاً بين هذين المصرين فأستنفرهم ، ثم أكون لهم رداء حتى يفتح الله عليهم و يقضى ما أحب ، فإن فتح الله عليهم أن أضربهم في بلادهم و وفي ملكهم ؟.. قام اليه عدد من الصحابة منهم طلحة ابن عبيد الله التيمي وهو من أصحاب رسول الله( ص) فتشهد ثم قال : أما بعد يا أمير المؤمنين فقد أحكمتك الأمور و عجمتك البلايا أنت و شأنك وأنت و رأيك ،إليك هذا الأمر فمرنا نطع و ادعنا نجب ، واحملنا نركب فإنك ولي هذا الأمر ،وقد بلوت وجربت ثم جلس . ويبدو ان عمر لم يقتنع بقول طلحه .. فعاد القول:إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا . فقام عثمان بن عفان فتشهد و قال : أرى يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم وتكتب إلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ، وأنت تسير بأهل الحرمين إلى الكوفة والبصرة ، فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين ، فإنك إذا سرت بمن معك قل في نفسك ما تكاثر من عددهم , ثم جلس. ولم يقتنع عمر بقول عثمان بهذه المحنة ..: عاد عمر مرة ثالثة فقال : إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا . فقام علي بن أبي طالب{ع} فقال : أما بعد يا أمير فإنك إن أشخصت أهل الشام من شامهم !! سارت الروم إلى ذراريهم وعوائلهم في الشام ,وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم وعوائلهم . ون شخصت انت من المدينة انتقضت عليك الأرض من أطرافها وأقطارها ،!!أقْرِرْ هؤلاء في أمصارهم ، و اكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا فيها ثلاث فرق : فلتقم فرقة في البصرة لحرمهم و ذراريهم ،وتقم فرقة في أهل عهدهم لئلا ينتقضوا عليهم{ يعني هناك قبائل بينهم وبين اهل البصرة عهد فاذا وجدوا البصرة فرغت من رجالها حتما سينقضون على الاطفال والذراري.
ولتسر فرقة إلى إخوانهم بالكوفة مدداً لهم . إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً قالوا هذا أمير العرب وأصل العرب ، فكان ذلك أشد لألبتهم عليك. اما ما ذكرت من مسير القوم فإن الله أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره . و أما ما ذكرت من عددهم ، فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة و لكنا كنا نقاتل بالنصر والصبر والثبات. فقال عمر : أجل والله لئن شخصت من البلدة لتنتقضن عليَّ الأرض من أطرافها ولئن نظرت إلى الأعاجم لا يفارقون العرصة ، و ليمدنهم من لم يمدهم و ليقولن هذا أصل العرب ، فإذا اقتطعتموه اقتطعتم أصل العرب ) في نهج البلاغة : 2 / 29 : ( و قد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه : إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة و لا قلة ، وهو دين الله الذي أظهره ،ونحن على موعود من الله ، و الله منجز وعده وناصر جنده فقال له عمر : نعم ما قلت يا أبا الحسن ! اني أحببت أن يكون أهل البصرة و أهل الكوفة هم الذين يتولون حرب هؤلاء الأعاجم ، فإنهم قد ذاقوا حربهم و جربوهم و مارسوهم في غير موطن . قال فقال له علي{ع} إن أحببت فاكتب إلى أهل البصرة وليصنع أهل الكوفة أيضاً كصنع أهل البصرة ، ثم يجتمعون ويسيرون إلى عدوهم فإن الله ناصرهم عليهم و مظفرهم بهم ، فثق بالله و لا تيأس من روح الله ﴿ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾.فلما سمع عمر مقالة علي {ع}ومشورته ، أقبل على الناس وقال:ويحكم ! عجزتم كلكم أن تقولوا كما قال أبو الحسن ! ثم فقال : يا أبا الحسن ! فأشر عليَّ الآن برجل ترتضيه ويرتضيه المسلمون أجعله أميراً على الجيش ليلاقي هؤلاء الفرس .فقال الامام{ع}قد أصبته ، قال عمر ومن هو ؟ قال : النعمان بن مقرن المزني ، فقال عمر و جميع المسلمين : أصبت يا أبا الحسن ! ما لها سواه .....عن السائب بن الأقرع قال: زحف للمسلمين زحفا لم يُرَ مثله قط، رجف له أهل أصبهان وهمذان والري ونهاوند وأذريبجان، فكان النعمان بن مقرن يتلقى الرماح بصدره، كناية عن شجاعته ونال الشهادة وهو يدافع عن دينه وامرة مولاه امير المؤمنين{ع} وبهذه المعركة انتهت امبراطورية فارس..
هذه مواقف امير المؤمنين ودفاعه عن الاسلام ..في هذه الليلة كان في داره بين أولاده وأهل بيته والدماء تنزف من رأسه الشريف.يقول محمد بن الحنفية: في ليلة العشرين من شهر رمضان سرى السم في بدنه الشريف وكان تلك الليلة يصلي من جلوس ويعزينا على نفسه ويوصينا بما لفعل الخيرات واجتناب الشر ويكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).قال الأصبغ بن نباته: غدونا على أمير المؤمنين (ع) ونحن نفر من أصحابه فسمعنا البكاء في منزله فبكيت حتى ارتفع صوتي بالبكاء، فخرج الحسن (ع) وقال: ألم أقل لكم انصرفوا؟ فقلت: لا والله يابن رسول الله لا تتابعني نفسي ولا تحملني رجلي أن أنصرف ولم أر سيدي ومولاي وبكيت. ودخل الحسن فلم يلبث أن خرج إليه فأدخلني، فإذا أمير المؤمنين ـ مستند ومعصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف دمه واصفر وجهه فما أدري وجهه أشد صفرة أم العمامة فاكببت عليه فقبلته فقال لي: لا تبك يا أصبغ فإنها الجنة فقلت: جعلت فداك أعلم انك صائر إلى الجنة ولكن أبكي لفراقك يا مولاي ثم نظر الإمام إلى أولاده فرآهم تكاد أنفسهم تزهق من البكاء فجرت دموعه على خديه حتى امتزجت بدمه قال (ع): أتبكون عليّ؟ ابكيا كثيرا أما أنت يا أبا محمد ستقتل مظلوما مسموما وأما أنت يا أبا عبد الله فشهيد هذه الأمة وسوف تذبح ذبح الشاة من قفاك وترض أعضاؤك بحوافر الخيل ويطاف برأسك في مماليك بني أمية، وحريمُ رسول الله (ص) تسبى وإن لي ولهم موقفا يوم القيامة. ولما خرج اصحابه .أقبلت إليه العقيلة زينب وهي تندبه وتقول من للصغير حتى يكبر؟ ومن لليتامى بعدك يا ابتاه حزننا عليك طويل وعبرتنا لا تبرح فضج من كان حاضرا بالبكاء وفاضت دموع أمير المؤمنين (ع) على خديه وهو يقلب طرفه وارتفع البكاء خارج الدار .. فارسل اليهم الحسن ان يدخلوا ويسلموا على امامهم بالايماء . وكانت بنات رسول الله خلف الباب يسترقن السمع . فدخل عيهن الحسين {ع} فقامت اليه زينب..
يحسين انشدك عن ولينه ///// يا خويه لا تخفي علينه // اشو والدي بطّل ونينه///چن حالته هليوم زينه ///واشوفه عرگ يرشح جبينه // سمعها الحسين او جرت عينه ///يگلها يزينب يا حزينه/// تاخبرج خبر لا تظهرينه /// تره والدي ايروح امندينه /// . جواب زينب ...........
هـالليلة ابـونه امسى ابشده /// او جرحه الذي ابراسه مضهده ///
والـسم لـعد جـسمه تـعده //////// وابـروحه اشوفه ايلوج وحده ///
لـونكم يـخوتي تـجعدونه//// او جـرح الـبراسه تشدونه ///بـهداي بـس لا تـلچمونه ///// او شـنهو اليهيسه اتسايلونه/// بـلكن اصـوابه اتعالجونه او عيناك بس تغمض اعيونه///الــوادم بـعدما يـعرفونه /// او عـند الـشدايد يـخذلونه
شده ::
ابهيده لا تلچمه الجرح شدّه ///// تدري اشسال منه ادموم شدّه
مثلها ما جرت بالكون شدّه /////// انطبر ويلاه حماي الحميه
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)