بقلم بدر جاسم
إشراقة شمس النصف من شعبان، ليست كمثل إشراقات الشمس السابقة، فقد تلألأت خيوط اشعتها دانية متدلية على باب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) جذلة مسرورة بولادة الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) وكلها أمل بنيل بركتها منه، كي تستمر في مد العالم بالنور.
هذه الإشراقة المنيرة تؤرخ ميلاد وعد الله لعباده، في إرساء حاكميته على الأرض وتحقيق العدالة المنشودة، والقائد الذي لن يترك الحياة؛ إلا وجميع أهل الأرض يتنعمون بكامل حقوقهم.
حكومات جائرة تتوالى على الناس، لتخنق الأحلام، تقاتل من أجل إطفاء نور الله لتنهي حكم الأنبياء، لكن هيهات أن تطفئ نور الله تعالى في أرضه، والله تعالى يؤكد في النهاية نصرهُ وهزيمة قوى الشيطان (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)
فهذا الاستحقاق (وراثة الأرض) لن يتحقق إلا بالعمل، وجهود تفوق عمل المفسدين حتى ترجح كفة الصالحين، وتندحر قوى الشر، بكل تأكيد الإمام المهدي لن يعتمد على المعجرات، وإلا لماذا كل هذه السنين من الغيبة؟ ولو تقام دولة العدل بالمعجرات؛ لقام بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
إن التمهيد لإشراقة شمس المنتظر الموعود، تفتح أبواب الانتظار الإيجابي المليء بالأمل والثبات والعمل، حتى نحقق ما سعى إليه الأنبياء والصالحين على مر العصور والدهور، ألا وهو دولة العدل الألهي، كم عظيم أن يكون للشخص لبنة في بناء هذا الصرح العظيم والمشروع الإلهي؟
نسبة في اقتداره، في تقدمه، في إتساعه، إنه مشروع الدنيا والآخرة ويا له من ربح عظيم.
هذه السنة شاهدنا كيف تُدفع الدماء الطاهرة لأجل التقدم بمشروع الإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) فدماء سيد حسن وابطال حزب الله وشهداء غزة الاشاوس من سنوارها إلى اصغر شهيد، كانت في طريق إزاحة دولة الظلم والجور والفساد، بكل تأكيد إن هذه الجهود تعجل في بلوغ الهدف الأسمى وهو إقامة دولة العدل الإلهي، على يد الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) لتسدل الستار على الظالمين ودولتهم، وتغطي شمس العدالة كل أجزاء العالم، حتى لا تبقى بقعة ظلام تأوي الفاسدين.
يرونك سيدي بعيداً
ونراك قريبا
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)