أعلنت السلطات الأميركية اليوم الثلاثاء أن الأميركي من أصل باكستاني فيصل شاهزاد الذي يشتبه في أنه حاول تفجير سيارة مفخخة بساحة تايمز سكوير في نيويورك سوف يمثل في وقت لاحق من اليوم أمام محكمة فدرالية، وذلك في وقت أكدت فيه السلطات أن شاهزاد أقر بالعمل بمفرده بينما تحاول أجهزة الأمن الكشف عن أي صلات له بتنظيمات خارج البلاد.
وذكرت مصادر قانونية أميركية أن شاهزاد (30 عاما) سوف يواجه عدة اتهامات من بينها محاولة شن هجوم على الأراضي الأميركية ومحاولة قتل أميركيين ونقل متفجرات بطريقة غير مشروعة.
وبدوره قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الرئيس باراك أوباما تم إطلاعه ست مرات الليلة الماضية بتطورات التحقيق في القضية كما تم إبلاغه في منتصف الليل باعتقال شاهزاد. من جهته أعلن النائب الجمهوري بيتر كينغ عضو لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي أن التحقيق "يتجه بوضوح نحو الارهاب الدولي".
وذكرت شبكة تليفزيون CNN الإخبارية أن تحريات مكتب التحقيقات الفدرالي FBI أظهرت أن شاهزاد حصل على الجنسية الأميركية في شهر أبريل/نيسان من العام الماضي ثم غادر الولايات المتحدة بعد ذلك بشهرين وظل في باكستان حتى شهر فبراير/شباط الماضي حين عاد إلى البلاد قادما من دبي.
وقالت إنه تم تحديد هوية شاهزاد ومعرفة تورطه في محاولة الهجوم الفاشلة عن طريق الشخص الذي باع له السيارة التي استخدمها في العملية مشيرة إلى أن سلطات الأمن الأميركية تعكف على مراجعة جميع الاتصالات التي أجراها المشتبه به ومشاركاته على الانترنت للتعرف على صلاته والجهات التي قد تقف خلفه.
ومن ناحيته قال الضابط كيمبرلي ميرتز من مكتب التحقيقات الفدرالي FBI في تصريحات نشرتها شبكة FOXNEWS على موقعها الالكتروني إن قوات الأمن قامت بتفتيش منزل شاهزاد بمدينة بريدج بورت في ولاية كونيكتيكت وصادرت العديد من المتعلقات وقامت بنقلها إلى معاملها لفحصها.
وفي غضون ذلك، أعلن مسؤول بارز في الحكومة الباكستانية اليوم الثلاثاء أن بلاده ستتعاون بشكل تام مع الولايات المتحدة بشأن الأميركي من أصل باكستاني الذي اعتقل للاشتباه بضلوعه في محاولة تفجير سيارة مفخخة في نيويورك.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته إن السفيرة الأميركية في إسلام آباد آن باترسون أجرت محادثات مع وزير الخارجية الباكستانية شاه محمود قريشي تم خلالها مناقشة القضية بشكل أولي.
وأضاف أن "هناك تعاونا مستمرا وقويا بشأن مكافحة الإرهاب بين باكستان والولايات المتحدة ، وإذا تطلب الأمر فسنتعاون بشكل تام مع الولايات المتحدة".
وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك لشبكة CNN إن شاهزاد لديه بطاقة إقامة في مدينة كراتشي وأن عائلته تنحدر من منطقة شمال غرب باكستان التي تعد أحد معاقل المتشددين الذين يظلون هدفا دائما لهجمات من الطائرات الأميركية بدون طيار.
وكانت سلطات الأمن الأميركية قد أوقفت شاهزاد الليلة الماضية في مطار JFK بنيويورك خلال محاولته مغادرة البلاد على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإماراتية متوجهة إلى دبي. وقالت مصادر أميركية إن الطائرة كانت قد تحركت بالفعل في طريقها إلى الإقلاع وعلى متنها شاهزاد قبل أن يتم استدعائها وإعادتها إلى المدرج من جديد.
وقال وزير العدل الأميركي اريك هولدر في وقت سابق من اليوم الثلاثاء إن التحقيق حول محاولة الاعتداء بالسيارة المفخخة يوم السبت الماضي في ساحة تايمز سكوير يأخذ عدة اتجاهات لاسيما باتجاه "منظمات إرهابية في الخارج". وتابع أنه "من الواضح أن الهدف خلف هذا العمل الإرهابي هو قتل أميركيين" مشيرا إلى أن "التحقيق يتواصل وكذلك جهودنا من اجل جمع معلومات مفيدة".
واضاف ان "هذا التحقيق يتقدم ويتم في عدة اتجاهات " مشيرا إلى أن التحقيق "لن يركز فقط على البحث عن مسؤولين وإنما أيضا على الحصول على معلومات حول المنظمات الإرهابية في الخارج".
وكانت سلطات الأمن في نيويورك قد ضبطت سيارة رباعية الدفع من طراز نيسان يوم السبت الماضي بعد انبعاث الأدخنة من داخلها وعثرت فيها على ثلاث عبوات من غاز البروبان، وغالونين من البنزين، وأسلاك كهربائية وألعاب نارية إضافة إلى ساعتي توقيت فضلا عن عبوات من الأسمدة الكيميائية.
يذكر أن جماعة طالبان-باكستان كانت قد تبنت محاولة الهجوم الفاشلة، إلا أن السلطات الأميركية شككت بهذه المزاعم، لكن في حال ثبوت تورط الجماعة في تلك المحاولة، فستكون هذه هي أول مرة تستهدف فيها طالبان-باكستان الولايات المتحدة.
https://telegram.me/buratha