أكدت سلطات الأمن الأميركية أنها تمكنت من التوصل إلى خيوط قد تقود إلى التوصل للمسؤول عن محاولة الهجوم الفاشلة التي استهدفت ساحة تايمز سكوير في قلب نيويورك أمس الأول السبت.
وقالت شرطة نيويورك إنها تقوم بفحص العديد من شرائط التنصت المصورة التي تم التقاطها بالقرب من موقع السيارة المفخخة. وأضافت أن أحد الشرائط يحتوي على لقطات لشخص أبيض البشرة يبدو في الأربعينات من العمر بالقرب من مكان السيارة.
وأشارت إلى أن هذا الشخص قام بارتكاب أفعال مريبة والنظر إلى السيارة مرات متعددة بينما يغادر المكان سريعا قبل أن يقوم بتغيير قميصه ويضعه في حقيبة ثم يمضي بعيدا عن المكان.
وكان الرئيس باراك أوباما قد تعهد أمس الأحد باعتقال ومعاقبة منفذي محاولة الاعتداء الفاشلة التي استهدفت ساحة تايمز سكوير الشهيرة في قلب نيويورك مساء السبت.
وقال اوباما في تصريحات للصحافيين في ولاية لويزيانا، خلال تفقده لأضرار بقعة النفط الناجمة عن تسرب من المنصة النفطية التي غرقت في 20 أبريل/نيسان الماضي، "إننا سنبذل كل الجهود لحماية الشعب الأميركي وتحديد من يقف وراء هذا العمل الذي كان سيؤدي إلى وقوع ضحايا حتى نضمن تحقيق العدالة بحقه".
استبعاد مسؤولية طالبان
وعلى الرغم من إعلان حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن المحاولة الفاشلة فقد استبعد المحققون الأميركيون مسؤولية الحركة عن هذه المحاولة.
وأعلن عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ أن المحققين لم يعثروا على دليل على وقوف القاعدة أو أي مجموعة إرهابية كبيرة وراء محاولة الاعتداء في نيويورك.
وقال بلومبيرغ وهو يقف إلى جانب الشرطي الذي كان أول من وصل إلى مكان الحادث "أنا واثق من أننا سنكشف هوية الفاعل". وأضاف أن نيويورك هي "نقطة تلاقي العالم، فالناس يشعرون بالأمان في نيويورك ولن يتوقفوا عن القدوم إلى هنا".
وبدورها نسبت صحيفة واشنطن بوست إلى خبراء في الإرهاب القول إنه من المعتاد أن تحاول جماعات إرهابية متعددة تبني المسؤولية عن حوادث تلفت الأنظار.
وشكك الخبراء الذين تحدثوا للصحيفة في إمكانية أن تكون طالبان باكستان تمكنت من تنظيم محاولة تفجير في ساحة تايمز سكوير للثأر لعمليات قتل حدثت قبل ما يقل عن أسبوعين فقط، وذلك في إشارة إلى أن التخطيط لمثل هذه الأعمال يتطلب الكثير من الوقت.
وكانت حركة طالبان في باكستان قد أعلنت مسؤوليتها عن محاولة التفجير الفاشلة التي أحبطتها السلطات في ساحة تايمز سكوير في نيويورك، واعتبرتها محاولة للرد على هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار ومقتل عدد من زعماء الحركة وتنظيم القاعدة.
وبدوره قال مفوض شرطة نيويورك رايموند كيلي إن المحققين لا يستبعدون أية فرضية أو دافع خلف هذه المحاولة الفاشلة بما في ذلك أن يكون الغرض من هذه المحاولة بعث رسالة إلى شركة Viacom التي يقع مقرها بالقرب من مكان السيارة والتي قامت قبل أيام ببث برنامج كارتوني أظهر دبا يحمل اسم محمد قبل أن تقوم القناة التي بثته بإزالة هذه اللقطات التي رآها البعض مهينة.
وكانت شرطة نيويورك صادرت وفككت مساء السبت الماضي ثلاث عبوات بروبين، ومتفجرات تستخدم في الألعاب النارية، وعبوتين تحويان 20 لترا من الغازولين، وجهازي توقيت، وبطاريتين وسلكا كهربائيا ومواد أخرى في الحقيبة الخلفية لسيارة رباعية الدفع من طراز نيسان.
وجاءت المحاولة في وقت تعزز فيه شرطة نيويورك من إجراءاتها الأمنية تحسبا لوصول ما يزيد على 180 مسؤولا أجنبيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول الأسلحة النووية يستضيفه مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وكان مسؤولون في المباحث الفدرالية FBI ووزارة الأمن الداخلي قد حذروا عدة مرات من أن تنظيم القاعدة وجماعات أخرى على صلة به خططوا لوضع عبوات تحتوي على متفجرات أو غاز البروبين في سيارات ليموزين أو سيارات أخرى لتفجيرها في مواقع مدنية سهلة مثل المسارح والملاهي.
https://telegram.me/buratha