بدأت في السودان الجمعة عملية فرز الأصوات في أول انتخابات متعددة الأحزاب تشهدها البلاد منذ عام 1984.وظهرت مزاعم على نطاق واسع بحصول عمليات تلاعب بأصوات الناخبين سواء من قبل أنصار الرئيس عمر البشير في شمال البلاد أو من قبل أنصار الحركة الشعبية في جنوب البلاد.
وقال الرئيس الأمريكي السابق، جيمي كارتر، الذي راقبت منظمته سير الانتخابات، الخميس، إن من المبكر الحكم على الانتخابات، وما إذا كانت جرت في أجواء حرة ونزيهة.وأضاف كارتر أن الانتخابات شهدت بعض المشكلات على مستوى التصويت، لكنه قال إنه ليس متأكدا من احتمال أن تكون الحكومة قد حابت مرشحا بعينه. وليس من المتوقع ظهور النتائج إلا بعد عدة أيام.واستمرت عمليات الاقتراع على مدى خمسة أيام وانتهت أمس الخميس، وتعد جزءا من اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي أنهى عقدين من الحرب الأهلية في عام 2005.وكان من المقرر أن تستمر عمليات الاقتراع ثلاثة أيام قبل أن يتم تمديد مدة التصويت في وقت لاحق ليومين آخرين.
وتعرضت الانتخابات لاختبار مصداقية بعدما قررت بعض الاحزاب الرئيسية مقاطعة مستويات مختلفة من التصويت متهمة الرئيس الحالي عمر حسن البشير وحزبه الحاكم بالتزوير.إن أنظار السودانيين ستتجه نحو المجتمع الدولي بعد إغلاق صناديق الاقتراع ، لمعرفة ما إذا كان العالم سيعترف بنتائج هذه الانتخابات أم لا.
وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد وجه الأربعاء الدعوة إلى جماعات المعارضة، بما في ذلك الأحزاب السياسية التي قاطعت الانتخابات، للمشاركة في الحكومة المقبلة إذا ما فاز في الانتخابات.وهي الخطوة التي يراها المحللون محاولة لرأب التصدعات الناجمة عن اتهامات بالغش في الانتخابات.وقال العضو البارز في الحزب غازي صلاح الدين: "اذا اعلن فوزنا بالانتخابات فسنوجه الدعوة لكل الاحزاب، حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات، للمشاركة في الحكومة لان تلك لحظة حرجة في تاريخنا".
من ناحية أخرى أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الخميس أن تسعة من مسؤوليه قتلوا خلال الانتخابات في يومها الأخير.واتهم الحزب في بيانه جيش الجنوب السودان "بقتل أعضاء الحزب".وان "بعض جنود جيش جنوب السودان جاؤوا قبل ثلاثة ايام الى منزل رئيس حزب المؤتمر الوطني في منطقة راجا الواقعة في ولاية بحر الغزال الغربية جنوبي السودان وقتلوه هو وثمانية اعضاء اخرين في الحزب".واضاف لوكودو ان "سبب عمليات القتل هذه سياسي ويعود الى استياء ناتج عن تصويت الكثيرين في المنطقة لصالح حزب المؤتمر الوطني".في المقابل، نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان (المتمردة سابقا) والتي تسيطر على حكومة الجنوب ان تكون لجيش جنوب السودان أي علاقة في عمليات القتل.
ووصفت الحركة عملية القتل "بالجريمة العاطفية" اذ قالت سوزان جامبو رئيسة مكتب العلاقات الخارجية في الحركة ان "هذه الجريمة لها علاقة بزوجة، وهي قصة خصومة ادت الى اطلاق نار بين زوج وعشيق لا علاقة لها بالسياسة".وأشارت الانباء الواردة من السودان الى ان عملية التصويت مرت بسلام وهدوء.وقال متحدث باسم بعثة الامم المتحدة في مقابلة مع بي بي سي انه من المهم ان الناس واصلوا التصويت رغم تعقيدات الانتخابات.
https://telegram.me/buratha