كشف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، الثلاثاء، أنه بعث برسالة خطية للرئيس المصري، حسني مبارك، بهدف "معالجة التوتر الأخير على الحدود بين مصر وقطاع غزة"، مشيراً إلى أنه ينتظر رداً على رسالته التي تضمنت طلب عقد اجتماع عاجل بين حكومته والقيادة المصرية "لمعالجة إشكاليات العلاقة بين حماس ومصر."
وأشار هنية، في حوار مع قناة القدس الفضائية من غزة، إلى أنه أجرى عدة اتصالات مع مسؤولين مصريين، بينهم رئيس إدارة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري، مصطفى الفقي، وفقاً لما نقله موقع "الرسالة نت" التابع لحركة حماس.وأكد أن "حماس تنظر إلى العلاقة مع مصر على أنها علاقة إستراتيجية لا فكاك فيها، رغم أن لدينا ألماً وربما بعض الغضب بسبب الإجراءات المصرية فيما يتعلق بفتح معبر رفح البري، وبناء الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة."
وتطرق هنية في الحوار إلى "الجدار الفولاذي" والإشارة إلى أنه حق سيادي مصري، فقال: "لا يجادل أحد بحق مصر في السيادة على ترابها، ولكن بناء الجدار وإغلاق المنفذ الوحيد للشعب هو -بلا شك- يشدد الحصار على غزة، وهو أمر مخالف للعلاقة الفلسطينية المصرية الأخوية، وأيضا مخالف للقانون الدولي والإنساني."
وبشأن مقتل الجندي المصري، أوضح هنية أن تلك الوقعة كانت لها خلفياتها، وأنها لا تعني أن الحكومة لديها أية نوايا سلبية تجاه مصر، ولا تفكر في الإضرار بالعلاقات التاريخية مع مصر، ولكن استمرار الحصار وإغلاق معبر رفح وبناء "الجدار الفولاذي" شكل ألما كبيرا في الوسط الفلسطيني، كما أفاد موقع المركز الفلسطيني للإعلام.
وشدد هنية على أن العرب "قادرون على كسر الحصار إذا توفرت لديهم الإرادة العربية؛ فعندها لا يوجد ما يحول بين العرب وإنهاء الحصار."وبشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، قال هنية إن هناك تراجعاً إسرائيلياً عن تفاهمات كان يحملها الوسيط الألماني وتطلع عليها مصر، مؤكداً أن حكومته "تواصل تشجيع الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي في غزة، جلعاد شاليط، من أجل إنجاز صفقة تبادل 'مشرفة' تضمن حرية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية."
وأكد هنية أن حركة حماس لا تلتزم بأي شروط أو استحقاقات مقابل ما تتلقاه من دعم مالي وسياسي من أي طرف عربي أو إسلامي، خصوصاً إيران، مضيفا أن هذا الدعم يتم بلا قيود ولا شروط وكواجب على الأمة العربية والإسلامية.
وبشأن المصالحة الفلسطينية، اتهم هنية الإدارة الأمريكية والمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل "بوضع فيتو أمام المصالحة الفلسطينية، واستخدام المال والموقف السياسي على حركة فتح من أجل عدم إنجاز المصالحة مع حركة حماس."
وشدد هنية على وجوب أن تتم المصالحة الوطنية "بقرار فلسطيني بحت" وبدون تدخلات خارجية، نافياً في الوقت ذاته أن تكون حماس طلبت أن يتم التوقيع على المصالحة في عاصمة عربية بديلة عن القاهرة، راعية الحوار الفلسطيني.وحول منع إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل، قال هنية إن حكومته تتحرك لحماية التوافق الوطني الفلسطيني في ما يتعلق بالوضع الميداني في قطاع غزة، ولمنع تدهور الأوضاع فيه منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل عام.
وأضاف أن حماس ترى أن ضبط النفس واستمرار حالة الهدوء في غزة أمر مفيد، لكن في المقابل "يجب أن يتوقف التصعيد الإسرائيلي الذي خلف عدداً كبيراً من القتلى والجرحى الفلسطينيين مؤخراً."
https://telegram.me/buratha