هيمنت الهواجس الأمنية على احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة في مختلف أنحاء العالم لاسيما في الولايات المتحدة وذلك بعد أيام على محاولة اعتداء فاشلة استهدفت طائرة مدنية أميركية في ديترويت. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة فقد حرص ملايين الناس على الاحتفال باستقبال عام 2010 في ظل مظاهر صاخبة وألعاب نارية في أهم ميادين العالم.
وكانت نيوزيلندا من بين أوائل دول العالم التي استقبلت العالم الجديد حيث قامت بإطلاق الألعاب النارية من سكاي تاور في اوكلاند العاصمة، بينما نزل عشرات الملايين من الأشخاص إلى الشوارع من سيدني الإسترالية إلى فانكوفر الكندية لوداع عام 2009 الذي طبعته النزاعات والاعتداءات وتداعيات الازمة المالية واستقبال عام 2010.
وفي سيدني، شارك نحو 1.5 مليون شخص احتشدوا في مرفأ المدينة في حفل اطلاق الالعاب النارية التقليدي فوق "هاربور بريدج". ووصفت رئيسة وزراء منطقة نوفل غال في الجنوب كريستينا كينيالي المشهد بأنه "الأجمل في العالم"، حيث استخدمت 4.5 طن من الألعاب النارية التي أضاءت سماء المدينة بالألوان طيلة 11 دقيقة.
وفي اندونيسيا، هيمنت المخاوف الأمنية على الاحتفالات بعد أن قامت سلطات جزيرة بالي السياحية بإبلاغ سفارتي الولايات المتحدة واستراليا باحتمال حدوث هجوم ارهابي في الجزيرة السياحية التي كانت في الماضي مسرحا لاعتداءات استهدفت الغربيين.
وحظرت تايلاند استخدام الألعاب النارية إثر مقتل 65 شخصا في العام الماضي بسبب احتراق ملهى بسبب هذا النوع من الألعاب.
وفي أفغانستان وباكستان، وضعت الإجراءات الأمنية عند حدها الأقصى في حين تتوالى الهجمات الدامية التي تشنها حركة طالبان.
وفي مدينة كراتشي الباكستانية، تستقبل الألعاب النارية في العادة العام الجديد، لكن اعتداء انتحاريا تم تنفيذه يوم الاثنين الماضي وتبنته حركة طالبان وأوقع 43 قتيلا، أغرق المدينة في الحداد.
وقال زهيب ميمون الطالب البالغ من العمر 23 عاما إنه "من الصعب الاحتفال عندما تمر مدينتنا وبلدنا بفترة صعبة إلى هذا الحد".
احتفالات أوروبية
وفي باريس، أضاءت سلطة العاصمة جميع أنوار برج ايفل للاحتفال بذكراه المئة والعشرين مساء رأس السنة. وحشدت السلطات الفرنسية نحو 45 ألف رجل شرطة، بينهم أكثر من ثمانية آلاف في العاصمة باريس وحدها، لتغطية مجمل الأراضي الفرنسية بهدف تفادي أي تجاوز في احتفالات رأس السنة والحد من عدد السيارات المحروقة، وهي عادة شائعة في بعض الأحياء الحساسة.
وفي برلين، سيحتشد نحو مليون شخص تحت بوابة براندنبورغ رمز ألمانيا الموحدة لمشاهدة مظاهر الاحتفال بالعام الجديد، بينما سيتواجد اللندنيون أمام نهر التيمز وأعينهم على عقارب ساعة بيغ بن الشهيرة لمشاهدة ميلاد العام الجديد.
إجراءات أمنية أميركية
وفي نيويورك، بعد ستة أيام من محاولة شاب نيجيري تفجير طائرة مدنية أميركية عقب رحلة لها بين امستردام وديترويت وعلى متنها 290 شخصا، قامت سلطات الأمن بتعزيز الإجراءات الامنية في مختلف أنحاء المدينة لاسيما المناطق المحيطة بميدان تايمز سكوير الذي يحتشد عنه مئات الألاف كل عام لاستقبال العام الجديد.
وحشدت سلطات المدينة رجال شرطة باللباس المدني وبالزي الرسمي وقامت بتثبيت كاميرات مراقبة وفرق لرصد المعدات الإشعاعية أو البيولوجية.
وقال قائد شرطة المدينة ريموند كيلي إن هذه الليلة ستشهد "انتشارا كاملا لقواتنا"، معتبرا أن "نيويورك هي الهدف الأول في الولايات المتحدة للارهابيين".
https://telegram.me/buratha