أقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالإجماع اليوم الثلاثاء مشروع قرار ينص على أن تكون مدينة القدس عاصمة لكل من إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، وذلك على الرغم من إسقاط فقرة تدعم بشكل صريح قيام عاصمة فلسطينية في الجزء الشرقي من المدينة المقدسة. ووافق وزراء الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد خلال اجتماعهم لليوم الثاني في العاصمة البلجيكية بروكسل، على ضرورة أن تكون القدس العاصمة المستقبلية لدولتين في إطار تسوية يتم التفاوض بشأنها بين طرفي النزاع.
ولا يعترف مشروع القرار الأوروبي بأي تغييرات أدخلت على حدود ما قبل حرب يونيو/حزيران 1967، مما يشكل رفضا صريحا للاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية. وأعرب الوزراء في بيان لهم، عن بالغ قلقهم إزاء عدم حدوث أي تقدم في مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، داعين في الوقت نفسه إلى استئنافها على الفور، والاتفاق على جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية. وشدد الوزراء على أهمية التوصل إلى اتفاق سلام شامل، يخدم مصالح جميع الدول المعنية في المنطقة والاتحاد الأوروبي، مبني على القرارات التي أصدرها مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام الذي نص عليه مؤتمر مدريد وخريطة الطريق، والمبادرة العربية للسلام، وجميع الاتفاقيات التي توصلت إليها الجهات المعنية في السابق. وأكد الوزراء دعمهم للجهود الأميركية الرامية لإحياء عملية السلام، والتطرق إلى قضايا الوضع النهائي، من بينها الحدود، والقدس واللاجئين، والأمن والمياه، واحترام الاتفاقيات السابقة. كما رحب الوزراء بالخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتسهيل تحركات الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي قالوا إنها أدت إلى النمو الاقتصادي، لكنهم أعربوا عن قلقهم إزاء الوضع في القدس الشرقية، ودعوا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وتجنب الأعمال الاستفزازية.
ترحيب فلسطيني ومن جهتها، رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بالموقف الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي معتبرة أنه "خطوة إلى الأمام." وجاء ذلك على لسان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع الذي أعرب خلال لقاء مع وكالة الصحافة الفرنسية عن أمله في أن "تتخذ إسرائيل من ذلك وغيره طريقا حقيقيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في الرابع من يونيو/حزيران 1967 بما فيها القدس الشرقية."
من ناحية أخرى، أكد المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية اسحاق ليفانون ترحيب بلاده بالنص النهائي لبيان الاتحاد الأوروبي، وقال ليفانون إن إسرائيل ترفض أي حل يكون مفروضا سواء على الإسرائيليين أو على الفلسطينيين، مؤكدا أن الحل الوحيد للتسوية هو رجوع الطرفيْن إلى طاولة المفاوضات . واعتبر ليفانون أن السبيل الوحيد لإقامة دولة فلسطينية هو الرجوع إلى مائدة المفاوضات.
https://telegram.me/buratha