يحاول الكيان السعودي المتمثل بحكامه من سلالة بني سعود إحكام السيطرة على شبه الجزيرة العربية بالقوة ومن خلال الاضطهاد والتمييز الطائفي والتهميش لفئة كبيرة من المواطنين وهم شيعة أهل البيت عليهم السلام وبالخصوص من هم في الأحساء والقطيف .
فبعد الفترة التي تم فيها احتلال الأحساء والقطيف في بداية القرن العشرين وبالتحديد في عام 1913 من قبل عصابات الإخوان المتحالفة مع قبيلة بني سعود حاولت الدوائر الغربية إضفاء الطابع الديني على الحكم الغير شرعي على حكم بني سعود ووصف الاحتلال الذي عانت منه الأحساء والقطيف بانه حكم ديني يستمد شرعيته من علماء دين منحهم المذهب الذي أسسه محمد بن عبد الوهاب صفة العلمائية , وفي المقابل يمنح هؤلاء شرعية زائفة لحكام الكيان متجاوزين بذلك جميع القيود والحواجز الشرعية ليجعلوا فيه من الحاكم السعودي خادم للحرمين وقائداً للمسلمين قاطبة .
لقد عمل موظفو المؤسسة الدينية السعودية على ترسيخ فكرة السيادة الدينية للفكرة الوهابية في عقول وإدراكات الشعوب الإسلامية مستفيدين بذلك من التقارب المذهبي ما بين المدرستين وجعل هذا الجهد المبذول كورقة رابحة في الصراع الطائفي الدائر بين مؤسسات الكيان السعودي وشعب المنطقة الشرقية من الشيعة مستغلين الماكنة الاقتصادية التي يسيطر عليها أصحاب القرار في شبه الجزيرة العربية .
كما حاولت هذه المؤسسة الدينية إضفاء صبغة النسك والتدين على حكام الكيان الذين توالوا على حكم شبه الجزيرة العربية مستخدمين دعاية ذات مستوى عال من الإتقان تنجزها إمبراطورية إعلامية خيالية .
لقد تبنى حكام بني سعود سياسة قائمة على القمع والاستبداد , مهمشين فئة كبيرة من الشعب في الجزيرة العربية مستغلين الصمت المطبق من قبل المجتمع الدولي وبالخصوص أمريكا التي تربطها مع الحكام السعوديين شراكة اقتصادية كبيرة .
ان المسافة الكبيرة الفاصلة ما بين المذاهب الإسلامية والتي وسعها رجال مؤسسة الكيان على مدى عدة عقود , قد جعلت من السلوك الشيعي بخصوص تعاطيه مع شعائره الدينية الحيوية موضع تعجب وتساءل .
يقوم الكيان السعودي وعلى مدى العقود الطويلة من حكمه الاستبدادي بارتكاب حماقات كثيرة القصد منها تكريس الهيمنة والتمييز ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام انصبت وبشكل أساسي على محاربة الشعائر الدينية التي يمارسها أبناء هذا المذهب والمتمثلة بالشعائر الحسينية وولادات أئمة أهل البيت عليهم السلام ووفياتهم , كما ويتعداها الأمر إلى غلق الحسينيات والمساجد الشيعية وبالخصوص في الأحساء والخبر والدمام مما يضطر أبناء هذه المدن إلى إقامة صلاة الجماعة في مصليات خاصة في المنازل والتي بدورها لم تسلم من الإغلاق واستدعاء أصحابها إلى دوائر الأمن السعودية لتوقيع تعهدات بعدم فتحها مرة أخرى .
كما قام الكيان السعودي بحملة اعتقالات منظمة شملت الشباب الشيعي المؤمن في هذه المدن لثنيه عن إقامة الاحتفالات بمولد الإمام الحسن والإمام المهدي عليهم السلام بحيث بلغ أعداد المعتقلين أكثر من أربعين مواطناً شيعياً وكذلك إغلاق أكثر من 11 مسجد ومصلى .
ولأجل تسليط الضوء على ممارسة حكام بني سعود الظالمة بحق شيعة أهل البيت عليهم السلام , نقدم هذا التقرير ليوثق السجل الأسود للكيان السعودي بحق شيعة أهل البيت عليهم السلام مناشدين مراجعنا وعلماءنا العظام والمنظمات الحقوقية الدولية إدانة هذه الأعمال الهمجية التي يمارسها الكيان السعودي بحق الشيعة في شبه الجزيرة العربية والله الموفق .
https://telegram.me/buratha