تغيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن اجتماع حكومته الأحد، وسط أنباء عن خلافات عاصفة داخل الائتلاف الحاكم بسبب خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول تحريك العملية السلمية وضرورة القبول بحل الدولتين.وأشاع غياب نتانياهو عن اجتماع حكومته الأسبوعي جوا من التوتر، وترأس الجلسة بالنيابة وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون أحد أقطاب حزب الليكود، الذي عرض على الوزراء الخطوات التي ستقطعها الحكومة في الأيام المقبلة في ضوء الخطاب الذي ألقاه نتانياهو الأحد الماضي في جامعة بار ايلان وتطرق فيه إلى الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.
وطالب وزراء حزب العمل على لسان وزير البنى التحتية فؤاد بن العيزر بالبدء فورا بالمفاوضات مع الفلسطينيين، وأكدوا "أنه يجب الآن بدء المفاوضات للوصول الى دولتين بدلا ان نجد انفسنا امام دولة واحدة لشعبين".وحث بن ألعيزر رئيس الحكومة نتانياهو على التعاون مع الرئيس المصري وقبول دعوة متوقعة من القاهرة لرئيس الحكومة الاسرائيلية والرئيس محمود عباس لبدء المفاوضات.وقالت صحيفة "هارتس" إن وزراء الليكود وكذلك اليمين عارضوا طرح حزب العمل، واعتبر الوزير الليكودي بيني بيغن أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية منزوعة السلاح كما طرح نتنياهو كلام فارغ وقال: "لا توجد دولة دون صواريخ وسوف تأتي الصواريخ بعد قيام الدولة ويجب الحفاظ على دولة اليهود وحقنا في البقاء داخل الضفة الغربية".وتزامن هذا الاجتماع الصاخب مع محادثات كان يعقدها في القاهرة وزير الحرب ايهود بارك مع الرئيس المصري حسني مبارك، تناولت، حسبما ذكرت مصادر مصرية، البحث في خطة شاملة للتهدئة في قطاع غزة وإنهاء ملف الأسرى ورفع الحصار، وإحياء العملية السلمية.وفي تصريحات عقب المقابلة، أقر بارك بوجود اختلافات "بسيطة" بين وجهتي نظر الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي حول السلام في المنطقة، وقال "ان نتياهو اكد انه يساند مبادرة السلام الإقليمية للرئيس اوباما باعتبارها تحقق مصالح المنطقة وان الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بالقرارات التي اتخذتها الحكومات السابقة بما في ذلك قرارات لها علاقة باتخاذ خطوات اضافية يمكن في النهاية ان تقود الى وضع يمكن فيه للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني أن يعيشا جنبا إلى جنب في دولتين بسلام واحترام متبادل".وكان بارك قد وصل إلى القاهرة بناء على دعوة خاصة من الرئيس مبارك، وعزا محللون الدعوة إلى احباط مصر من السياسة التي يتبعها بنيامين نتانياهو بخصوص رؤيته المزعومة للسلام مع الفلسطينيين.واعتبر مبارك ان رئيس الوزراء الاسرائيلي "يجهض فرص السلام" بعد الخطاب الذي أعلن خلاله موافقته على قيام دولة فلسطينية بشروط يصفها الفلسطينيون تعجيزية وغير قابلة للتسويق.وفي مقال نشرته الجمعة صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قال مبارك ان "السلام في متناول اليد"، وأشار إلى أن "التسوية التاريخية في المتناول وهي تسوية تعطي الفلسطينيين دولة خاصة بهم والتحرر من الاحتلال بينما تعطي إسرائيل الاعتراف والأمن حتى تعيش في سلام."وقال مبارك في المقال الذي تضمن ردا مزدوجا على خطابي أوباما ونتانياهة، "إن التطبيع الكامل مع إسرائيل يمكن أن يأتى فقط بعد تسوية شاملة تشمل المسارات السورية واللبنانية والفلسطينية، فالطرف العربى يقف مستعدا لمبادلة الخطوات الجادة التى تتخذها إسرائيل نحو السلام".
https://telegram.me/buratha