ارتفعت عقود الذهب الآجلة في بورصة "غلوبكس" الثلاثاء لتكتسب الأونصة "الأوقية" 20 دولاراً، مدفوعة بمخاوف إزاء ديون اليونان وضعف العملة الأمريكية، وهما عاملان ساهما في استرداد المعدن الأصفر لبريقه.وفي أقوى أداء للمعدن النفيس خلال أسبوعين، تسلقت عقود الذهب، تسليم إبريل/نيسان، إلى 1110.30 دولاراً للأوقية في التعاملات التجارية في آسيا، لتكتسب بذلك الأونصة 1.9 في المائة على مستويات بورصة نيويورك عند الإغلاق الجمعة، طبقاً لماركتووتش.
وقال محللون إن توجه المستثمرين نحو المعدن النفيس جاء للتحوط في مواجهة مخاوف بشأن تصاعد الأزمة المالية في اليونان، وبحسب آخر الأرقام، فان العجز المالي بلغ العام الماضي 12,7% من إجمالي ناتجها الداخلي.وضغط وزراء مالية دول منطقة اليورو الاثنين على اليونان للعمل على تقليص عجزها، وأعلن رئيس مجموعة اليورو، جان كلود يونكر، إثر الاجتماع: "نحن مقتنعون بان خطة اليونان طموحة وستكون لها نتائج جيدة. لكن إن لم يكن الأمر كذلك فان حكومة اليونان أعلنت موافقتها على اتخاذ تدابير إضافية".
ويذكر أن عقود الذهب الآجلة سجلت مكاسباً كبيرة خلال النصف الثاني من العام الماضي بارتفاع فاق 26 في المائة من يوليو/تموز، الذي بلغت فيه أسعار الذهب أدنى مستوياتها.وجاء الصعود غير المسبوق في أسعار الذهب وسط تزايد القلق حيال تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات الأزمة المالية، مما يعزز من بريق المعدن الأصفر ويرسخ مكانته كأداة استثمارية آمنة، في وقت تعاني فيه أسواق العملات والأوراق المالية من الاضطراب.
واستفادت أسعار الذهب من الطلب المتزايد للاستثمار على المعدن النفيس من جانب صناديق الاستثمار المتخصصة وهو ما انتقل إلى الأفراد الذين ينظرون إليه كوسيلة للادخار عامة، وكملاذ بالأزمات خاصة، مع انخفاض عوائد بدائل الاستثمار الأخرى.كما دفع توجه كثير من المصارف المركزية حول العالم، إلى اللجوء للمعدن الأصفر كاحتياطي لها، بدلاً من الدولار، سعر الذهب لمزيد من الارتفاع، وسط توقعات بأنه قد يواصل الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
وسجلت أسعار الذهب ارتفاعاً بما نسبته 25 في المائة في 2009، ورجحت تقارير اقتصادية سابقة أن تشهد أسعاره المزيد من الارتفاع، قد تصل إلى 1500 دولار للأونصة، بسبب لجوء العديد من البنوك المركزية إلى تخفيض أسعار الفائدة لديها، بالإضافة إلى تزايد الطلب على المعدن النفيس.
https://telegram.me/buratha