عزا مجلس الوزراء العراقي، الأحد، سبب انخفاض أسعار النفط عالميا إلى ضعف نمو الاقتصاد العالمي وأزمة اليورو، مؤكدا أن ذلك يؤثر سلبيا على الاقتصاد العراقي، فيما طالب بضرورة تنويع موارد العراق الاقتصادية.
وقال رئيس هيئة المستشارين في المجلس ثامر الغضبان في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "منظمة أوبك اتفقت خلال اجتماعها الأخير باعتماد الإنتاج السابق للنفط، والبالغ 30 مليون برميل يوميا، لرفع الأسعار النفطية، إلا أنها ما زالت منخفضة بسبب وجود فائض نفطي بالسوق يقدر بمليونين برميل يوميا".
وعزا الغضبان سبب هذا الانخفاض إلى "ضعف نمو الاقتصاد العالمي وازمة اليورو، التي تشهدها دول أوربا"، مشيرا إلى أن "هذه الدول لم تشهد أي نمو في اقتصادها على الإطلاق، إضافة إلى تراجع نمو الصين بشكل كبيرا خلال السنوات الأخيرة مما انعكس على قلة الطلب على النفط الخام الذي أثر بدوره على هبوط الأسعار عالميا".
واعتبر الغضبان أن "موسم الصيف الذي تشهده دول أوربا، قد أثر أيضا على انخفاض أسعار النفط عالميا"، مرجحا "ارتفاع هذه الأسعار مع بداية موسم الشتاء المقبل بعد هبوطها خلال الصيف الحالي بمقدار 25% عن أسعارها خلال فصل الشتاء الماضي".
وأكد الغضبان أن "انخفاض هذه الأسعار سيؤثر بشكل كبير على الدول النفطية، وخاصة التي تعتمد عليه في موازنتها المالية كالعراق والجزائر وإيران وليبيا ونيجريا"، لافتا إلى أن "الاجتماع الأخير لدول منظمة أوبك كان يركز على ضرورة الحفاظ على سعر مستقر لأسعار النفط".
وتابع الغضبان أن "الحكومة العراقية وضعت سعر البرميل الواحد للنفط الخام 85 دولارا كأساس لموازنة العراق لعام 2012"، موضحا أن "هبوط السعر عن هذا المستوى سيؤثر بشكل مباشر على واردات الدولة والنشاط الاستثماري في تنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة".
وطالب الغضبان الحكومة بـ"ضرورة تنويع مصادرها الاقتصادية وان تتحول من دولة مصدرة للنفط الخام إلى منتجة ومستخدمة للمنتجات النفطية والغاز مثل المواد المغذية للصناعات الأخرى كالبتركيمياويات والأسمدة وغيرها من الصناعات الأخرى، للحصول على مردود اقتصادي بجانب النفط الخام".
وكان خام برنت والخام الأمريكي الخفيف قد سجل أكبر خسارة فصلية، الجمعة (29 حزيران الماضي)، منذ الربع الأخير من 2008 نتيجة ضعف الطلب ووفرة الإمدادات والمخاوف الاقتصادية، على الرغم من تعافي أسعارها عقب اتفاق بين زعماء أوروبا لإنقاذ بنوك منطقة اليورو.
وبلغت العقود الآجلة لخام برنت نحو 98 دولارا، فيما بلغت الخام الأمريكي الخفيف 85 دولارا للبرميل، كما بلغت سعر سلة خامات منظمة اوبك القياسية 90.91 دولار للبرميل الواحد .
وطالب وزير النفط الإيراني رستم قاسمي، اليوم الأحد (الأول من تموز 2012)، الأمين العام لمنظمة أوبك على الدعوة لاجتماع استثنائي لبحث هبوط أسعار النفط التي وصلت إلى ما يقارب من 90 دولار للبرميل الواحد.
وقرر اجتماع مؤتمر منظمة الأقطار المصدرة للبترول ''أوبك'' الذي عقد في العاصمة النمساوية (فيينا)، في (14 حزيران 2012)، بالموافقة على إبقاء سقف الإنتاج النفطي عند مستواه الحالي والبالغ قدره 30 مليون برميل في اليوم.
وأظهر المسح الذي أجرته وكالة رويترز الاخبارية الذي شمل شركات نفط ومسؤولين في أوبك ومحللين، أن متوسط إنتاج دول أوبك وعددها 12 دولة بلغ 31.63 مليون برميل يوميا، فيما لم تلتزم بسقف الإنتاج المستهدف البالغ 30 مليون برميل يوميا الذي تم الاتفاق عليه خلال اجتماع منظمة أوبك الأخير.
وتتكون سلة أوبك من 12 خاما، وهي مزيج صحارى الجزائري وخام جيراسول الأنجولي والخام الإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي والتصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني الخفيف النيجيري والبحري القطري والعربي الخفيف السعودي ومربان الإماراتي وميري الفنزويلي وأورينت من الاكوادور.
وتعتبر منظّمة الأقطار المصدرة للبترول (OPEC)، التي تأسّست في بغداد عام 1960 بالاتفاق بين خمس دول هي السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا، ويقع مقرها في فيينا، من أكبر المنظّمات العالمية المشرفة على تنظيم عملية تصدير النفط وتحديد أسعاره، وتضم في عضويتها حاليا 12 دولة مصدرة للنفط، تمتلك بمجموعها ما يتراوح بين ثلثي وثلاثة أرباع الاحتياطي العالمي النفطي.
وحددت حصة العراق بثلاثة ملايين و800 ألف برميل يوميا، لكنه لا يصدر سوى مليوني و450 الف برميل حالياً، ويتم تحديد حصة التصدير بالاتفاق بين الدول والمنظمة وتعتمد على بعض المعايير أهمها احتياطي كل دولة، والعراق يطالب بزيادة حصته بناءً على ما يقول إنها "اكتشافات نفطية جديدة" لديه.
يذكر أن العراق كان قد وقع مطلع العام الحالي 2010، عقوداً عدة مع شركات عالمية لتطوير بعض حقوله النفطية، ضمن جولتي التراخيص الأولى والثانية، للتوصل إلى إنتاج ما لا يقل عن 11 مليون برميل يومياً، في غضون السنوات الست القادمة، و12 مليون برميل يومياً، بعد إضافة الكميات المنتجة من الحقول الأخرى بالجهد الوطني
https://telegram.me/buratha