المقالات

السجن حُرية _

745 19:23:00 2010-07-11

حيدر محمد الوائلي

في أحد زوايا سجنٍ صغيرٍ مُظلم في زاوية من زوايا بغداد ، كانت هنالك أنين وحنين وحزن وبكاء تحول بمرور الأيام إلى صرخة تُلهب الجماهير وترعب الظالمين ...

في أحد أيام التاريخ المملوء بالدم والألم وقتل الطيبين كانت هنالك صرخة (لا) للظالمين ، ألهبت حماس الجماهير ...

في يوم 25 من رجب كانت هنالك جنازة مرمية على الجسر ولم يتصدى لتشييعها أحداً فالناس مشغولون بالبطون والفروج أكثر من العقول والأيمان ...

في 25 رجب كان هنالك مسلم على الجسر متروكاً وفي الإسلام يقولون (إكرام الميت دفنه) .... ولكنهم تركوه لأنهم لم يعرفوه ولم يهتموا لأمره ....

في 25 رجب كان هنالك حمالين يُشيعون إماماً لم يعرفوه في حينها وعرفه الملايين في يومنا هذا وهم يتقاتلون على زيارته والتشرف بالطواف حول قبره ...

ما منع الكاظم من قول (نعم) لهارون العباسي (اللارشيد) ولأصبح ملك زمانه من القصور والأموال ... !!

ولكن الكاظم عقيدته بالمال هو أنه مجرد قوت للحياة قلّ أو كثر وليس رباً يُعبد ... وليس كعقيدة الظالمين الذين يعتبرونها رباً مُطاعاً تُشترى فيه الذمم والأخلاق والمبادئ !!

قال (لا) بأعلى صوته ليُسمع العالمين أجمع أن يا ناس قولوا (لا) للظالمين ....أن قولوا (لا) للفاسدين ...

يا إمامي يا موسى بن جعفر ....سأسر لك شيئان : سيسرك الأول وسيحزنك الثاني .الأول : أن الملايين ذهبوا إلى قبرك اليوم وأكثر منهم يلفهم الحزن اليوم لفقدك وشهادتك .الثاني : أن اليوم من شيعتك حتى قادة بارزين يدعون حبك وشيعتك ويدعون تمثيلكم ، ولكنهم يعشون كعيشة هارون العباسي (فساد إداري ورشوة وسرقة ووساطات ومحاباة وعدم مساواة بين الناس وظلم آخرين وعدم مداراة حقوق الناس وعدم الاجتهاد بخدمتهم) ...

يعيشون قبل أن ينتخبهم الشعب الذي أنخدع بهم عيشة الشعب ومن وسط ما يأكلون ، وبعد أن جلسوا على كراسيهم التي أسكنهم الشعب بصوته عليها ، ليصبحوا اليوم في وادي والشعب المسكين في وادي ...بعضهم بنى القصور ويقبل الهدايا المليونية والذهبية من أجل تمشية مقاولة أو مشروع بحجة أن الرسول قبل الهدية وهم يعرفون أن الرسول (ص) قبلها من دون مقابل أو تمشية أمر ما ...وآخرين ، يبنون ويسرقون من دون حاجة لتبرير فهو (صلف) ولا يزيله إلا صرخة مظلوم .

هذه دروس لو كان هنا الكاظم اليوم لصرخ بها وندى بها وطلب منا أن ننتخب الصالحين بغض النظر عن أحزابهم لا من يزيد عدد ساعات قطع الكهرباء والماء وتقليل الخدمات وتحويلها إلى بيته وأهله وبطنه .

لو كنت هنا اليوم لقلت لهم (لا) ولقلناها بعدك ملاييناً وملاييناً لأننا نشكو فقد القائد من يُلهم الناس من دون إكراه ولا إجبار ولا تهديدات ولكن بالحكمة والعقل ...

لو كنت هنا اليوم لسكنت السجن حتى يُحققوا مطالب الشعب المشروعة وترفض الخروج حتى تحقيقها ...ألست أن القائل :(من لم يكن له من نفسه واعظ تمكن منه عدوه -يعني الشيطان-)وأيضاً :( وجدت علم الناس في أربع ....أولها أن تعرف ربك ...والثانية أن تعرف ما صنع بك من النعم ...والثالثة أن تعرف ما أراد منك ...والرابعة أن تعرف ما يُخرجك من ذنبك ... )

أتتك الزوار اليوم ملاييناً تشكو وتبث همها وتقول :يا موسى بن جعفر لقد ظلمك من قبل الرشيد ونحن نرفض أن يعود الظالمين ، والظالمين يبقون ويُصنعون إذا سكت الشعب عليهم وعلى مفاسدهم ...

يا إمامي يا موسى بن جعفر ، يا إمام الهدى ، يا حجة الله على أرضه ، يا وجيهاً عند الله أشفع لنا عند الله ...

السلام عليك يبن الإمام الصادق وأبو الإمام الرضا ، السلام عليك يا رهين السجون فالسجن أحب إليك مما يدعونك إليه ،

اللهم نسألك بحقك موسى بن جعفر عليك ، أن ترزقنا في الدنيا زيارته ، وفي الآخرة شفاعته ، وأن تُلهمنا صبره وعزيمته في مقارعة الظالمين والفاسدين وسارقي قوت الشعب والسياسيين الفاسدين وأن تُلهمنا الصبر على مواجهتهم والتخلص منهم بالعقل لا بالسلاح كما بعضهم يفعلون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك