الباحث والاكاديمي
صلاح الاركوازي
ليله الاثنين 5 /6 من عام 1996 وعند رجوعي من احدى المهام الجهادية في العاصمه بغداد الى السليمانيه القي القبض علي من قبل استخبارات الفرقه 34 في الطريق الغير رسمي ( القجق ) الرابط بين خانقين وكلار وكان معي الدليل ويدعى احمد من اهالي كلار ومن مفارقات القدر اكتشفت اثناء التحقيق انه يعمل وكيلا للامن في الخانقين ومرتبطا بالشخص يدعى نقيب عطيه ((من امن خانقين) وكان مهمته جلب المعلومات عن المعارضة المتواجدة في كردستان ونسخ من الجرائد الصادرة من هذه الاحزاب والتشكيلات وكان يعمل مع احد اقاربي الذي كان بدورة مرتبط ايضا بنقيب عطيه ، وبعد ذلك تم نقلي الى استخبارات الفيلق الثاني حيث بقيت هناك بضعه ايام وخلال هذه المرحلتين اي استخبارات فرقه 34 واستخبارات الفيلق الثاني تعرضت فيها لانواع مختلفه من التعذيب والتحقيق، بعد ذلك تم نقلي الى منظومه مخابرات الشرقيه في بعقوبه حيث قام بالتحقيق معي شخص يدعى مقدم دريد بقيت يومين عندها تم نقلي الى حاكميه المخابرات ( دائرة التحقيق والتحري ) في بغداد في يوم السبت واذكر كان يصادف الاول من شهر محرم الحرام وكان رقمي هو (750 ) لان التعامل يكون على اساس ارقام وليس كأسماء امعانا بالتعامل الهمجي البربري مع السجناء والمعتقلين وتجريدهم من انسانيتهم ( فسبحان الله فان العشرات من ضباط الاجهزة الامنية ومن الحاكمية نفسها ممن كانوا سابقون يحتقرون السجناء كانوا معنا ويتم التعامل معهم بنفس الاسلوب واصبحوا محرد ارقام والعديد منهم قد تم اعداهم من قبل نفس الدوائر التي خدمةا فيها طويلا ) فقد كنت في الغرف رقم 19 ثم في غرفة رقم 12 وبعدها تم نقلي الى القاعة رقم 65 والذي يقع مباشرة تحت البرج وبجوار المشمش ، ومنها بدات معاناتي مع هذا القسم او الشعبه والتي كانت مختصه بالتحقيقات لكن اراده الله سبحانه وتعالى والتمسك بنهج ال البيت عليهم السلام كان لهما اثرا كبيرا في خروجي من ذلك المكان المرعب بعد رحله طويله وسلسله من التحقيقات وصعودي مرتين الى محكمه الامن الخاص في مديريه الامن العامه حيث لم يتم محاكمتي في دائره المخابرات علما ان الحاكميه كانت لديها محكمه خاصه لكن قضيتي صحيح كانت على المخابرات لكن المحكمه كانت في مديريه الامن العامه في البلديات (محكمه الامن الخاص ) اللي كانت سابقا تعرف بمحكمه الثوره وفي ذلك الوقت كان يتراسها المدعو عجيل العجيلي ، فكانت الغرف والقاعات ممتلئة حيث كان اسلوب نومنا هو بالتعاكس بين شخص واخرراس بجوار اقدام السجين المجاور ، ولون الجدران لون جوزي مع مصباح 60 واط وهذا بمرور الزمن يدمر نفسية واعصاب السجين والغرفة التي كنا فيها 12 و 19 كانت تنزل عليها من صحيات الغرفة التي فوقنا مياه المجاري وبقطرات محسوبة .
بتاريخ 6/6 وهو نفس اليوم التي تم اخذ بصماتنا تم نقل الكثير منا الى ابو غريب للخاصه التابعه لابو غريب اهم شيء او احقر اسلوب انه يتم التعامل مع السجين او المعتقل على اساس رقم وليس على اساس اسم حيث كنت احمل الرقم 750 فقد وجدت في الحاكميه امور كثيره فقد رايت ابطالا يتحدون الجلاوزة والمحققين بانه لو انهم لو استطاعوا ان ينتزعوا كلمه اه من افواههم فانهم سوف يعترفون لهم بكل شيء لكنه هذه الاه لم تخرج بل خرجت ارواحهم المقدسه وارتفعت الى بارئهم ولم تخرج اه من افواههم بالمقابل وجدت احقر المخلوقات سجين وفي المعتقل يتجسس على اخوته ، كذلك وجدت سجانين لم يكونوا بشرا بل كانوا ممسوخين ذئاب بشرية تتلذذ في نهش اجساد السجناء والكثيرين منهم كانوا يصومون يصلون يقرأون القران فحقا هم خوارج العصر لان الشهر الاول من عام 1997 صادف شهر رمضان حيث كان السجان في النهار صائما وعلى الرغم من ذلك فهو يتلدذ بتعذيب السجناء وفي الليل يقرؤون القران حقا انهم خوارج العصر في الحاكميه وسجن الخاصة التابع لابو غريب لدي قصص ومواقف لاشخاص لن انساه ابدا فقد شاركت المرحوم الدكتور ابراهيم البصري نفس الغرفه في السجن الخاصه لابو غريب حيث كنا موجودين في غرفه رقم اثنين وهذا الرجل واقعا لديه مواقف مع السجناء ومعي خصوصا وحقيقه يستحق ان نذكر اسمه بكل فخر واعتزاز وشموخ ايضا صادفت الشبكات ضخمه منهم السراق والعصابات ومنهم من المجاهدين سواء كانوا تابعين لبدر او من كان شبكه كبيره كانت تعمل للسفاره الايرانيه ايضا شبكه كبيره وصلت الى السرب الخاص للمخلوع صدام حسين حيث كان معي شخص يدعى رائد سعد الدليمي واخيه النقيب محمد رائد سعد كان بالقوه الجويه ونقيب محمد الشقيقه كان في الاستخبارات العسكريه كانوا من ضمن الشبكه اللي كانت تعمل مع المؤتمر الوطني العراقي الموحد ايضا ايضا كان معي شبكه كانت تعمل للسفاره الايرانيه والشبكه كان يتراسها شخص اسمه السعدي ابو علي وايضا كان معي شخص اخر من اهالي الكوفه لا اذكر اسمه كانت تهمته العمل مع الموساد الاسرائيلي وكذلك جماعة عدي ( جماعات سيارات المرسيدس ) وجماعة حسين كامل والكثير من القضايا والشبكات لانه في تلك السنه تحديدا في عام 96 كل القضايا قد تم تحويلها الى المخابرات فيبقى الموقوف فتره يتم التحقق من خلفيته السياسيه والامنيه فاذا لم تكن عليه اي مؤشر امني عندها يتم نقله الى الجهه فمثلا كان موجود معنا اشخاص بتهمه قضيه الاثاراو تزوير دفتر خدمه او التعامل بالدولار وغيرها من هذه القضايا فمن لم تثبت عليه اي قضيه امنيه او سياسيه عندها يتم نقلهم الى جهات ذات الاختصاص وخلال تواجدي في الحاكميه تم التحقيق معي اكثر من مره بعدها تم عرضي الى المحكمه محكمه الامن الخاص في مديريه الامن العامه في البلديات والذي كان يتراسل العجيل العجيلي وفي المره الثانيه تم اصدار الحكم ببراءتي من التهمه الموجهه اليه حيث كانت الاحاله وفق ( الماده 156أ ) وهي ماده يكون حكمها الاعدام بدون نقاش لكنه الله سبحانه وتعالى كان سندي وهو من سخر لي اسباب ان اصل الى هذه المنزله وان اخرج دون ان تثبت علي اي تهمه لان ما خدم قضيتي هو انني اثناء اقامتي وتحركي حتى في كردستان كنت دائما اتحرك باسم مستعار ولا زلت احتفظ ببعض المستمسكات والاسماء التي كنت اتحرك بها سابقا والشيء الثاني انه كنت وحيدا في القضيه يعني من السهل تغيير الافادات نعم تتعرض الى التعذيب بل الى شتى انواع التعذيب والتهديد لكنه عندما لا يثبت عليك شيء وليس هنالك دليلا ماديا ملموسا بتورطك بنشاط سياسي عندها يتم اطلاق سراحك بعد رحلى معاناة طويلة فخلال فتره عملي في المعارضه كنت حسبت حساب اليوم الذي سيلقى القبض عليه يعني كان في حساباتي انه قد يتم القاء القبض عليه ولهذا كنت في حركاتي وتحركاتي في الكردستان والذي اسكنه منذ الانتفاضه يعني منذ عام بدايه 92 فكان تحركي باسم مستعار وليس لدي اي نشاط ظاهري حيث عندما تم طلب معلومات فالمعلومات كانت تقول انه هو استاذ في الجامعه وليس هنالك اي مؤشرات امنيه عليه وايضا عند القاء القبض عليه لم يجدوا عندي اي شيء سواء كانت اسلحه خرائط او اي ادله جرميه والاهم من هذا انه في تلك الفتره الحكومه العراقيه كانت قد قطعت الطريق الرسمي بين كردستان وبقيه مناطق العراق فكان للناس يترددون عن طريق ما يعرف بالطريق الغير رسمي (القجق) فهذه الامور ايضا كانت من صالحي وقد خدمتني كثيرا وبالتالي كانت النتيجه خروجي من الحاكميه بعد رحله طويله استغرقت ثمانيه اشهر و 27 يوما ولحد هذا اليوم ما زلت اعاني من اثار التعذيب والاثار النفسيه لما عانيته وشاهدته في الحاكميه كاي عراقي شريف رفض ان يكون اداه وبيدق وخادما وجاسوسا لصدام وزمرته فكان لزاما علينا ان نسير على نهج الامام الحسين سلام الله عليه وهو هذا الطريق الذي يكون فيه النجاه والفلاح وهو طريق الرفعة والخلود وحسن الخاتمة والعاقبة ولا طريق سواه ..
https://telegram.me/buratha