المقالات

هل تهاوت قلاع الارهاب؟

1713 18:41:00 2006-10-09

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

عند رصدنا الوضع السياسي العام الذي بدت فيه الحكومة العراقية المنتخبة ككرة الثلج في التدحرج لتبلغ حجما لن تقوى على الوقوف في وجهها اية قوة تحاول عرقلة مسيرتها الوطنية ، فمن الانعطافات الكبيرة في بوصلة القوة السياسية هو توقيعها على وثيقة السلام لايجاد اجواء مناسبة للاستقرار والامن من خلال تقويض الامتدادات التي لها حراك سلبي في التعبئة الارهابية، ومن الواضح التناقض الكبير الذي يحمله بعض اللاعبيين وتوجسهم من اللعبة الديمقراطية التي افرزت تلك المواقف التحشيدية العنفية، لا سيما الذي تحمله مؤسساتهم الاستراتيجية من ضغوط ببعض القوى الخارجية التي لا ينبغي لها ابتزاز الحكومة المنتخبة باسم الشعب بشكل مبطن بعد ان عقد العزم على المضي في برنامجها الوطني الذي وعدت به الجماهير العراقية، وبما ان الجميع في خندق واحد لتجاوز حالات عدم الاستقرار الذي تستفيد منه الجهات المشبوهة التي لها اجندات معينة، لقد اثبت التطبيق الميداني للعملية السياسية الجارية في العراق من ان التخندق الطائفي لا طائل منه بعد ان اصبح التغيير خيار وطني وسياسي لدى غالبية القوى البرلمانية لتؤسس مناخات ذات معايير لها نفوذ لتتجين الارهابين وتاهيل من يتحصن بقدر من الصحوة نتيجة سقوط الكثير من قلاع الارهاب ودعاماتها جراء التطهير الاخير لبراثنه التي اكتظت به ما يسمى بالمناطق الساخنة فنهضة ابناء عشائر المنطقة الغربية وانتفاضتهم ضد الزمر التكفيرية القاعدية هي حتما تصب لدعم برنامج الحكومة ومشاريعها الاستراتيجية والقضاء على المظاهر المسلحة التي حاولت عرقلة سير العملية السياسية، فهي مرحلة جديرة بالثقة وان جاءت متاخرة حيث دفع العراقيون الثمن غاليا من القتل والتهجير القسري الذي طال الابرياء من اتباع اهل البيت(ع)،

 فما قامت به القواعد الجماهيرية بالتعاون مع القوى الحكومية هو تاكيد واضح لرصانة الخطط الامنية التي بشرت بنذر خير لمواجهة اعداء العراق لتفكيك مكامنهم والسيطرة عليهم، ومن الوسائل الاخرى لاشاعة الاستقرار بالعودة الى الحكمة وضبط النفس بالحوارات السلمية الجذرية بالتعايش والاصلاح الجاد ونبذ الصراعات والاحتراب لسحب المسوغات من هذه الجهة او تلك، لتصبح طروحات البراءة من الخطاب التحريضي تكتيكا ميدانيا فالدول الداعمة للارهاب ستكون دون ادنى شك اكثر قتامة ومأساوية ووضع لا تحسد عليه بعد ان نجحت مرحليا في مساعيها الخبيثة بايجادها الفوضى الديناميكية لوضع العراق في اتون الفوضى المدمرة من خلال ايجاد كافة السبل لتغذية الارهاب، حيث ردد اصحاب مراكز القرار في تلك الدول باستحياء ان ليس لهم يد بالفوضى رغم الادلة الدامغة التي عرضت عليهم واكدت ضلوعهم فيها، فالتجاذبات السياسية وواقع العلاقات الدولية تفرض عليهم التعامل وفق معطيات المصالح المشتركة والرغبة الجامحة في بناء العلاقات المتكافئة، فضلا عن البحث عن الفرص التي ترسي تلك العلاقات، كما وعليها ان تحترم دماء العراقيين فالدول التي تعج بالصداميين والقاعدة عليها احترام مواثيقها التي قطعتها على نفسها لكي لا تذهب ادراج الرياح بمنع تسلل الاسلحة والارهابيين لتبدي مساعدتها في تخطي العراق محنته، فالخلاص الوطني يجب ان يمر عبر المؤسسات الدستورية المنتخبة،

فمسالة الفيدرالية التي بني على اساسها الدستور والتي مرت عبر المواثيق الوطنية لرفع المظلومية عن الشعب العراقي ليتمتع بادارة منتخبة تاسس لصنع القرار، بناء على حاجات تلك المناطق المحرومة بعيدا عن الوصايا، وان المادة(118) تشير الى خارطة طريق تنفيذية للاقاليم كونها اصلا مؤسسة في الدستور وعليه يجب العمل بكافة السبل القانونية والسياسية للسير في هذا الحق الطبيعي، للمشاركة في صنع القرار والتمسك باقليم الوسط والجنوب لخلق توازنات في البنية العراقية، في الوقت الذي نشدد فيه على بناء دولة المؤسسات وتحديد الاسلحة بيد القوى الامنية حصريا كما تقع على الدولة ضرورة تامين القواعد الوطنية لما لهم من تاريخ وطني مشرف بعد ان قارعوا نظام صدام لوضعهم تحت اطار اضواء القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك