المقالات

كركوك" قضية "سنية كردية" وليس للشيعة دخل فيها

2486 17:43:00 2006-10-08

( بقلم : اسعد راشد )

التحضيرات التي تجري لحل ملف "كركوك" المحافظة الغنية بالثروة النفطية امر لابد من وقفة حوله لكشف بعض الملابسات حول الموقف الشيعي الذي حاول العديد من الاطراف استغلال تلك القضية من اجل اجندة خاصة هدفها زج الشيعة في معركة جانبية خاسرة وتوتر في العلاقات مع الاطراف الكردية التي كانت ومازالت تراهن على تحالفها مع الجانب الشيعي لدعم مشروعها في بناء الكيان الكردي القوي والعكس قد يكون ايضا صحيحا ‘ الا ان كركوك التي لحد هذه اللحظة لم يحسم القرار بشأنها تضع الجميع امام المسؤلية لمعرفة ابعاد ما يجري من تحضيرات واجراءات لحلحلة تلك المشلكة خاصة مع بدأ الحملة الامنية اخيرا في كركوك لتطهيرها من الارهابيين ومن الجماعات المحسوبة على الخط العربي السني الذي يسعى لمنع الاكراد للحصول على حقهم في الثروة النفطية في تلك المحافظة .

اذا علمنا ان كركوك هي الاقرب لمناطق المحافظات السنية وكذلك الكردية من المناطق الشيعية الجنوبية ‘ واذا علمنا ايضا ان المحافظات السنية تعتبر من ناحية الثروات النفطية فقيرة ولا تملك سوى صحاري جرداء وان المناطق الشيعية الجنوبية غنية باالثروات النفطية وغيرها فان اي حديث عن وجود مصلحة للشيعة في المطالبة بمنع الاكراد او حتى السنة للحصول على حقهم في الثروة النفطية التي تربض عليها كركوك يعتبر سابق لاوانه ولغط سياسي لا اساس له خاصة اذا علمنا ان المحاولات السنية ومساعي حلفائها من الجماعات العربية السلفية القادمة الى تلك المدينة لمنع الحاق كركوك بكردستان تزيل الكثير من الملابسات ‘ ومع بدأ العملية العسكرية في كركوك والتي يقودها الجيش العراقي بمعية القوات الامريكية والتي تم لحد هذه الساعة اعتقال اكثر من 190 شخص معظمهم بل كلهم من سنة الجبور والعبيد والحويجة يرى المراقبون والمطلعين على الاوضاع في كركوك ان الصراع انتقل الى خلاف "كردي سني" وان السنة العرب يرون ان الحاق كركوك بكردستان يعني ان المناطق الغربية التي تجد نفسها الاقرب الى تلك المحافظة وثرواتها خاصة مع وجود كثيف للجماعات المسلحة السنية و ميليشياتها في محافظة ديالي سوف تكون في مواجهة مع الطرف الكردي الذي يرى ان استقلال كردستان لا يمكن ان يتحقق من دون اقتصاد قوي يرفده بمردودات بيع النفط الذي تزخر به تلك المحافظة الغنية التي تضم خليطا من الاكراد والتركمان والعرب سنة وشيعة .

كركوك هي نقطة خلاف "كردي سني" اكثر مما هي قضية شيعية ‘ السنة يطمحون في ان يكون لهم نصيب من نفط كركوك يدعم مناطقهم الفقيرة ويمدهم بمردود يساهم في ازدهارها واعمارها في يرى الاكراد ان كركوك هي امتداد تاريخي لكردستان وان نفطها ملك لها وليس لاي من المحافظات السنية حق فيها وهذا الامر ابتثه ما تم التدوال اخيرا من نقاش حول تعديلات تجري في دستور كرستان منها بند يصف ان كروك هي جزء منها وهو ما اثار اكثر السنة العرب فيما يرى الطرف الشيعي ان الامر لا دخل له فيه وهو باالفعل هكذا حيث لا مصلحة للشيعة في ان يضعوا انفسهم في مواجهة مع الاطراف المتنازعة خاصة وان المناطق الشيعية الجنوبية ليست بحاجة الى نفط كركوك فهي تمتلك اكبر مخزون نفطي في العالم وثروة هائلة كفيلة ببناء دولة قوية وعظمى من حيث الاقتصاد والاعمار في مناطقها .

ومن هنا ايضا فان التعديلات الدستورية في كردستان خاصة تلك المتعلقة بالحاق كركوك بكيان كردستان قد اثار السنة العرب ودفعهم لاطلاق تصريحات متشنجة وارسال التهديدات الى الاكراد فيما التزم الجانب الشيعي موقف الحياد وهو المطلوب من اجل التفرغ لبناء الجنوب الشيعي واعماره وتطبيق الفيدرالية بما يساهم في ابعاده عن النزاعات الاخرى التي لا طائل من وراءها سوى اطالة امد التخلف والقهر والظلم في مناطق الشيعة كما ان ذلك يضع قادة وزعماء الشيعة امام مسئولياتهم في ان يكونوا بعيدا عن اي اثارة في مسئلة كركوك او التدخل لصالح طرف دون اخر بل عليهم انتظار ما يسفر عنه السجال الدائر بين السنة العرب الذين يعتبرون انفسهم الاقرب والاحق بنفط كركوك وبين الاخوة الاكراد الذين لاقوا القهر والمعاناة والتهجير القسري من مناطقهم ابان العهد البعثي العنصري الفاشي ومع اشتداد الحملة الامنية على كركوك فان احتمال ان يكون ذلك مقدمة لابعادها عن سيطرة الجماعات السنية المسلحة وتمهيد اولي لحلها وفقا للرؤية الكردية امر قائما .

والمطلوب هنا من الاطراف الشيعية الانتظار والوقوف كمراقبين ليرون ما سيتوصل اليه الجانب الكردي حول كركوك مع الاطراف السنية التي تهمها قضية كركوك اكثر لكون انها عصب الحياة اقتصايا وسياسيا لها .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Haitham
2006-10-08
لا و الله يا خويه العزيز هسة تشوف السياسين الشيعة يقومون الدنيا و لا يقعدوها و يتباكون على كركوك و سوف يخيطون المؤامرات من اجل السنة .. النتظر و سوف ترى لان سياسينا عودونا على ان يتجاهلوا اي مصاحة تفيد الجنوب و يتلصقوا باي مصلحة تفيد السنة حتى لو كانت باحراق الجنوب كله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك