المقالات

فقدان كرسي!!

1788 02:33:00 2006-10-05

( بقلم : علي حسين علي )

قبل ايام راجعت احدى مديريات التربية في بغداد للتأكد من صحة كلام سمعته من اكثر من صديق بأن هذه المديرية في واد والتربية في وادٍ اخر.. بالطبع لم اكن اريد ان اكتب-هكذا هي طبيعتي- عن قضية من دون تمحيص في المعلومات التي يرويها لي القراء او الاصدقاء او من يحملون همومهم الى الصحيفة معتقدين انها قادرة على مساعدتهم.

دخلت باب المديرية(…) بصعوبة لكثرة المراجعين، وتجولت في اروقتها التي ازدحمت هي الاخرى ودخلت غرف بعض(المدراء) وسألت اسئلة عابرة، ووقفت في طوابير المنتظرين لاستلام اجابة عن:هل هناك تعيين في على ملاك التعليم او لا؟ واستقصيت من بعض المراجعين عن سير العمل في المديرية، وخلاصة القول: لقد قضيت نهاراً يكاد يكون كاملاً وانا اسمع وارى واتقصى ما يجري في هذه المديرية.. وخرجت بنتيجة هي ان الاهتمام بالمواطن يأتي في اخر اهتمامات الموظفين، معظمهم وليس جميعهم، وتيقنت ان المسؤول الاول في هذه المديرية رجل يخشى الله تعالى ولكنه يعيش في دوامة، فالصراعات بين المديرين لا حصر لها، وهي صراعات في عمومها ليست في اتجاه مصلحة المواطن المراجع لهذه الدائرة التربوية.

ما لفت نظري في ذلك النهار الطويل هو ان احد المديرين قد دخل الغرفة التي كنت جالساً فيها وكأنه صاعقه ولم يترك لأحد من الحاضرين فرصة للرد على سلامه، فقد بادر زميله(المدير ايضاً) بسؤال: يافلان اين كرسيي؟!..

فرد عليه صاحبنا: انظر الى كرسيي هذا لتتعرف عليه ان كان هو كرسيك المفقود، فنظر الى كرسي زميله بتمعن وتمتم قائلاً: لا ليس هو، فلكرسيي جلد اسود ولكرسّيك قماش(بني)!.سألت المدير الثاني عن سر عصبية زميله وقصة كرسَّيه؟ فاجاب: قصة الكرسي تحتاج الى الف ليلة وليلة لتتم روايتها.. لقد جاء الرجل قبل ثلاثة ايام ليجد كرسياً آخر عتيقاً في غرفته، ولم يعجبه الامر فطلب أمن الدائرة واخبرهم بفقدان كرسًّيه الجديد، ولم يكتف بذلك وهو ومنذ ثلاثة ايام يجول على كل غرف الموظفين في هذه الدائرة ليتفحص الكراسي الموجوده فيها، لعله يجد ما فقده!.وسألته: ومصالح الناس المرتبطة به؟.فأجاب: تنتظر ريثما يعثر على الكرسي المفقود!.وسألته: هل يتقبل المراجعون الانتظار طويلاً بدون معرفة سبب تأخير مراجعتهم؟.فأجاب: قصة الكرسي اصبحت معروفة لدى معظم المراجعين.. وتصوراً ان بعضهم قد تطوع لمشاركة(المدير) في البحث عن الكرسي(اياه)!!..وسألته هل وصل الخبر الى المدير العام؟..فأجاب:بالتأكيد ولكن الرجل لا يستطيع ان يفعل شيئاً!.. وسألته اخيراً: كيف لا يستطيع وهو المسؤول الاعلى في هذه المديرية؟فأجاب: انه يخشى ثورة اصحاب الكراسي!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك