المقالات

استلهام العبر في ذكرى وفاة زوجة خير البشر

1808 06:51:00 2006-10-04

( بقلم : المهندسة بغداد )

في ذكرى استشهاد السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها في العاشر من شهر رمضان  نستلهم الدروس والعبر من هذه السيدة المعطاء التي كانت سندا لزوجها وسندا للإسلام والمسلمين في أول خطواته  لما امتلكته من عقل راجح  وأموال بذلتها في سبيل نصرة دين الله . فها هي خديجة المرأة الشابة توافق على الزواج بشاب يصغرها سنا  وتكثره مالا لتكسر معادلة فاشلة لطالما حاول المجتمع ان يجعلها  قالبا  لا يحيد عنه احد ولتواجه بقرارها هذا ملامة وأذى من كل قبيلة قريش الى الحد الذي لا تجد من يؤنسها من النساء ولا من تساعدها  أثناء ولادة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء ع  .كل هذا الأذى لأجل فكرة وهدف نبيل وإيمان برجل رأت فيه شيئا جعلها  تتحمل كل هذا وبالفعل فلقد أوحى الى الرسول ما أوحى وهو متزوج بهذه المرأة فكانت له خير عون ومستودع لإسراره تخفف عنه وتعينه بمالها وكلامها  قال رسول الله ص < ما قام ولا استقام ديني إلا بثلاث : مال خديجة وسيف علي وحفاظ أبي طالب>  وهذه شهادة عظيمة بحق السيدة خديجة رضي الله عنها من قبل خير البشر محمد ص وقال < سيدات النساء أربع مريم بنت عمران واسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة ابنتي وهي أفضلهن >

فما نقول في امرأة جعلها الله من ضمن سيدات النساء وأم لسيدة نساء العالمين وزوجة لخير البشر ولقد كان لوفاة السيدة خديجة عليها السلام الأثر البالغ في حياة الرسول حتى أسمى عام وفاتها بعام الحزن الذي صادف وفاة أبو طالب ع أيضا  فنعم السند ونعم الزوجة لنعم البشر .

وليس لنا في هذه العبر إلا الموعظة وربط الحاضر بالماضي وما أكثر الشبه فالإسلام بادئ الأمر كان في خطر جسيم واحتاج الى الرجل و الشيخ والمرأة والفتى والرجل كي يحفظوه أي ان الدين احتاج كل فئات المجتمع لحمايته واحتضانه ولم يكن أجدر من  محمد و أبو طالب وخديجة وعلي لحمل هذه الأمانة وصيانتها والحفاظ عليها لتصل إلينا بعد  أكثر من ألف سنة غير منقوصة ومتكاملة  وهذا الكمال دفع ثمنه الرسول وال بيته دما وتشريدا ومرارة ليصل لنا فما نحن فاعلون في زمن يتكالب فيه الجميع لطمس معالم ديننا وتشويه سمعته حتى كبار الرهبان للأسف زمن لا نعلم من نواجه نواجه مسلمين بالاسم فقط يحاربوننا باسم نبينا !!! أم نحارب صليبين لا يطيقون أن ينتشر ديننا وكيف نحارب وحامل الراية غائب عنا ؟

نحن ألان في أصعب الأزمان فلا يوجد أصعب من زمن يغيب به الإمام ويضطهد فيه المسلمون. وها هي المرأة العراقية تعاني ما تعاني في هذا الزمن فيه من تدفع الثمن بعد غياب الوالي والمعين فالزمن ألان زمن الأرامل والعوانس بفضل الإرهاب وفي تقرير نشرته الوكالة قبل أيام احتوى على نسب خطيرة للأرامل ففي كل يوم تترمل ما يقارب ال 100 سيدة ولتمتحن بأسرة وأولاد فالذي يموت اليوم ليس الغني القادر فمثل هذا الرجل لملم أولاده وأسرته وهاجر أما الفقير فلا يجد غير أن يتوكل على الله لاستحصال لقمة عيش أسرته ويواجه القدر فإما راجع لأهله ومعه المقسوم وإما شهيد في جنان الخلد .

مهمتنا أختي العراقية صعبة جدا وحرجة صعوباتها تكتمن أولا في اتساع قاعدة الجهل بما فيه الجهل بالدين وصعوبة الحياة وملابساتها واضطرار المرأة للعمل في ظل أوضاع رهيبة وما يحمله عملها من تقصير وغياب عن أولادها في زمن يخطف منا الصغار بخطف عقولهم ليمسح دينهم  وليجعلهم عالة على المجتمع ومجرد استعراض المشاكل هو قمة الجهل والسلبية فإما أن نكون ايجابيين ونصنع الإحداث وأما سلبيين فنترك الأحداث تصنعنا  فلنجعل لكل مشكلة حل  لا ان نجد لكل حل مشكلة !!!

اليوم نجد نوعين من النساء إما أرملة حائرة بما في عاتقها من أطفال وهموم أو امرأة عانس يحاول المجتمع قتلها بنظراته ونوع ثالث نسال الله أن يحفظ لها زوجها وان تحفظه وتسانده في هذه الحياة لكني أحب أن أسلط الضوء على النوعين الاوليين فلماذا لا نحاول أن نجمع بين هاتين الفئتين ونتعاون أفضل من الاعتماد فقط على الرجال وعلى حلول لحكومة ربما تتأخر عنا لكبر ثقلها ولماذا لا نعينها بحلول ؟ أود أن أعرج على المرأة التي تلقب بالعانس وهذا اللقب أصبح مألوف جدا في المجتمع العراقي ولأسباب ليس للمرأة يد فيها فالحروب والقتل والدمار تسببت في هذا لهذا أقول لها لماذا الخجل والاكتئاب واليأس والسلبية فلذنب ليس ذنبك يا عزيزتي إنها الظروف التي صنعت الحدث وجعلتك تعيشين حالة فراغ مطبق فما أن تدخل دائرة حكومية حتى ترى الكم الهائل من النساء وفي كل مكان وعذرا لصراحتي لكني اعتب عليك يا أختي فلا يمكن أن تشاركي في ظلم هذه الشريحة من المجتمع بتصرفات يجعل الناس تأخذ فكرة عن هذه الشريحة فما أن ترى شابة عصبية المزاج ومتبرجة وتلبس الذهب بطريقة غير اعتيادية حتى يقال عنها أنها عانس وعذرا لأخواتي الأتي لا يحملن هذه الصفات لكن كلامي عن الأغلبية .

اجعلي أختي العزيزة لحياتك معنى ؟ كيف ؟ بدراسة هذه الشخصيات الراقية من تاريخنا .نجاحنا يا أختاه بان تكون السيدة خديجة والسيدة فاطمة  والسيدة زينب ع قدوة لنا في كل دقيقة وتصرف . فالاكتئاب والسلبية لا معنى لها ومذهبك في خطر ووطنك في خطر وفي الحقيقة هذه فرصة كبيرة لكي لتعيني أختي الأرملة في إعالة أطفالها ومساعدتها بكل ما أمكن ولا أناشدك بان نعمل سوية روابط نسوية واجتماعات لا داعي لذلك لاننا وببساطة تحيط بنا هذه الحالات ولا نحتاج لروابط توجهنا للفقراء والمنكوبين لكثرتهم ! ليكن أولاد الشهداء أبناءك تبني ابن الجار أو احد أقاربك تبنيا دراسيا أو حتى اجتماعيا أو مجرد متابعتك لشخص في المجتمع وتقوميه هو تبني ومساعدة للبلد والمذهب وما اكبر هذه المهمة .

 فالذهب يا أختاه لن يفيدك اليوم صدقيني ولا يضمن لكي شيئا فحب الناس والمصداقية في الاهتمام بمشاكل مجتمعك وأهل مذهبك هو من يضمن لك الايجابية والرفعة ورضا الله فالفوائد جمة دنيوية وأخروية . فلو استطاعت المرأة الموظفة المتمكنة من وضع مبلغ من راتبها وتحديده للأيتام أو إن تساعد به أختاها الأرملة في هذا الزمان فلها في ذلك الأجر الكبير المشكلة الحقيقة أن بنات الوطن ونساءه بعيدات عن الشعور بالمسؤولية وأناشد هنا الإعلام العراقي للمساعدة في هذه الأمور وأناشد من تجد في نفسها القدرة الحوارية والاقتناع الكامل أن تطرح الفكرة على عدد من زميلاتها وبهذا يستطعن المساعدة ويساعدن أنفسهن لأنهن سيشعرن إنهن ذوات قيمة والمجتمع بحاجة لهن وحتى ربة البيت التي فاتها قطار الارتباط ممكن تساعد جارتها بتدريس أطفالها وخياطة ملابس للأطفال بأسعار رمزية والكثير الكثير من الأفكار . أيقظي الإيمان في قلبك أختي عيشي مع الزهراء والسيدة زينب عليهما السلام وستجدين الأمان والسمو.

كثيرا ما نتذمر من هذا الزمن وصعابه حتى إنني اشعر بأنني في قمة المظلومية لكن ما إن نستحضر مظلومية أبا الأحرار ومظلومية السيدة زينب حتى يخجل الإنسان من نفسه ولنزرع ماساتنا ورودا نضرة فهذه المأساة أيقظت فيها الإنسانية النائمة  دفعتنا لمعرفة من هم أهل البيت ع حتى نقتل لمجرد حبهم ! لقد ورثنا حب محمد وال محمد لكن هذه المعاناة دفعتنا للبحث عنهم ومعرفتهم وبهذا نشكر هذا الزمن الصعب لو أن صعوبته هي السبب بان نلتزم أكثر بأهل البيت عليهم السلام فهم طوق النجاة  وأسال الله عز وجل أن يوفق نسائنا بأحسن التوفيق وكنا نأمل لو إن الظروف كانت أفضل لفتح حوزات ومدارس فقهيه لاحتواء أزمة المجتمع وندعو الله التوفيق للحكومة بان نتخلص من الإرهاب والفكر البعثي الذي يحاول جاهدا خنق المذهب الشريف ولن ينالوها فلهذا المذهب مخلصين ومحبين سيتصدون لكل خطر لحين ظهور الحجة ع .

أختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك