المقالات

كان الله في عون القاضي

1807 04:55:00 2006-10-02

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

ونحن نتابع وقائع الجلسة الثانية عشرة لمحاكمة الدكتاتورصدام وستة من اعوانه في جريمة الانفال في جريمة الانفال سيئة الصيت والتي راح ضحيتها اكثر من 182 الف مواطن من ابناء الشعب العراقي في كردستان العراق، وجدنا ان القاضي العريبي عمل جاهداً في أن تسير المحاكمة وفق الاسس القانونية وحسب السياقات العدلية المتعارف عليها في ساحة القضاء العراقي، إلا ان هؤلاء المجرمين وبعد افتضاح حجم الجرائم الشنيعة التي ارتكبوها بحق هذا الشعب المظلوم باستخدام أبشع انواع العنصرية الشوفينية وباستخدام الاسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً الى جانب القتل الجماعي في سجن(نقرة السلمان)في محافظة السماوة ما دفعهم الى كشف حقيقة ما تنطوي عليه سرائرهم أمام الذي قدمه المشتكون من ادلة ووثائق وبراهين ادانة راحوا يزعقون ويقاطعون ويتطاولون على أقدس ساحة عدلية لخلط الاوراق للتمظهر بمظهر المظلوم البريء!!، وخاصة رأس الجريمة والاستبداد والسادية الموغلة في مستنقع الرذيلةالذي يمثله الدكتاتور الذي بات اليوم اقلّ شأناً من جرذ حوصر من كل الجهات، ولعمري ما هذه الشنشنة إلا حيلة اليائس من رحمة الله سبحانه وتعالى وهو القائل عز من قائل{انما نمد لهم ليزدادوا اثماً}.

الزملاء الذين تابعوا معي وقائع هذه الجلسة كانت لهم عدد من الآراء تستحق التوقف عندها بعض الشيء، فمن قائلٍ ان هذه المحاكمة قد اخذت وقتاً طويلاً جداً بحيث اصبح هاجس المتتبع لها أنها مجرد تسويف يصب بمصلحة المتهمين، وأستناداً الى التأريخ فإن محاكمة(موسوليني)لم تستغرق اكثر من ساعة واحدة وصدر الحكم باعدامه أما في محاكمة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم لم تأخذ محاكمته اكثر من ثلاث دقائق وإن كانت محكمة صورية لا تستند الى أي اساس قانوني او عدلي وحتى عرفي وحكم عليه بالاعدام رمياً بالرصاص وإن الدكتاتور الماثل اليوم في قفص الاتهام هو احد الذين اصدروا حكماً باعدام عبد الكريم قاسم فهل كانت محاكمة عادلة؟! فيما قال زميل آخر وبعد أن وصل به الامر الى حد القرف والاستهجان من الطرح البذيء الذي استخدمه المجرمون اتمنى أن تكون الجلسات اللاحقة غير علنية لانها بدأت تمس مشاعر وعواطف ابناء الشعب العراقي وتنكأ جراحهم فالمسألة لا تحتاج الى اكثر من هذه الادلة الثبوتية التي تدينهم على هذه الجرائم. وقال آخر وبعد الوقاحة التي ابداها المجرمون من خلال الفسحة الواسعة من الديمقراطية ومن خلال اعطاء الفرصة الكاملة للدفاع عن انفسهم والتي استخدمها هؤلاء اسوأ استخدام، كان لزاماً على القاضي أن يعلن اكتفاء المحكمة بهذه الشهادات المروعة ويغلق ملف الشكاوى وإعلان قرار الحكم ولا حاجة للاستمرار اكثر في الاستماع لافادات المشتكين وشهود الاثبات مهما كثرت أو طالت ولو استمعت المحكمة لاقوال كل ابناء شعبنا في كردستان العراق فإن الادلة الجديدة سوف لا تخرج عن سياق الادانة ولا تزيد في طمأنينة القاضي في هذه الجرائم فقرائن الادانة هي واحدة وإن تعددت. وقال آخر: اعتقد أن هذا التأخير الفاحش في إجراءات المحاكمة وتأخير صدور قرار الحكم قد فاقهم من استغلال الارهابيين وخاصة من اتباع وأزلام النظام البائد الذي تحاكم رموزه اليوم على تلك الجرائم المروعة من تنفيذ جرائم اخرى ضد الابرياء من ابناء شعبنا ولعل من اسباب استقرار الامن هو التعجيل باصدار قرار الحكم لوقف نزيف الدم وقطع الطريق على محاولاتهم في تنفيذ جرائم أخرى.

اخيراً نقول كان الله في عون القاضي وفي عون هيئة المحكمة التي اعطت انطباعاً عالمياً بأن ساحة القضاء العراقي في ظل العهد الجديد هي اسمى وأنزه وأعدل ساحة قضائية وقد شهد لها الاعداء قبل الاصدقاء، لذلك نحن نتمنى في الجلسة القادمة النطق بقرار الحكم الذي سوف يسدل الستار على جرائم امتدت لاكثر من خمسة وثلاثين عاماً لم يذق فيها الشعب العراقي سوى القتل والتشريد والاعدامات الجماعية والفتك والاستبداد والاستعباد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك