المقالات

ازدواجية المعايير‍

1736 04:32:00 2006-10-02

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

اصدرت هيئة حارث الضاري بياناً طالبت فيه الدول العربية وجامعتها بالتدخل في الشأن العراقي ومنع قيام الفيدرالية في هذا البلد. ومع ان هيئة الضاري كثيرة الشكوى مما تسميه بالتدخل الاجنبي في الشأن العراقي، الا انها فعلت ما كانت ولا زالت تشكو منه وتلك سياسة اقل ما يقال فيها بانها سياسة مزدوجة المعايير بل يمكن وصف تلك السياسة بالمتناقضة.

ان دعوة الدول العربية للتدخل في الشأن العراقي من اجل اعاقة او تعطيل دستور هذا البلد الذي صوت عليه الشعب ونال الاغلبية بالقبول انما يعني الخروج على مألوف عراقي ودولي ايضاً، ويعد هذا الطلب بالتدخل في العراق خروجاً على استقلال العراق اولاً وعلى الشرعية والمواثيق الدولية التي تمنع ذلك ثانياً.

فالشأن العراقي لا يجوز ان يتدخل فيه أي طرف اقليمي او دولي الا في حالات محددة وبموافقة جميع الفرقاء والاطراف السياسية والاجتماعية.. اما ان يدعو طرف من بين تلك الاطراف دولاً اخرى لتعطيل دستور هذا البلد وتجاوز ارادة ابنائه فان ذلك يعد استخفافاً باستقلال وكرامة شعب بكامله وهو على ذلك يعد بادرة خطيرة وغير مسبوقة في العرف السياسي.. فلم يسمع حتى الآن بان جهة او مكون في بلد ما قد دعت او دعا دولة او دولاً اجنبية لتغيير قوانين البلاد والغاء دستورها ولعل هذه الهيئة هي السباقة الى هذا ببدعتها غير المألوفة وغير المعروفة في التأريخ الحديث.

ثم اذا ما كان أي طرف يعلن في كل مناسبة بانه ضد مبدأ التدخل في الشأن المحلي لاي دولة من دول العالم ويشكو من ان العراق يعاني من مشاكل لا حصر لها جراء التدخل الاجنبي.. فكيف يجوز لهيئة الضاري ان تحلل ما هو لصالحها وتحرم على الآخرين مما لا يتوافق مع مصالحها؟‍

بالتأكيد تلك سياسة ممجوجة ومدانة فالتدخل الاجنبي اياً كان عربياً او دولياً امر مرفوض باي شكل من الاشكال وكما كانت تقول هذه الهيئة وتصف او تتهم بعض من يطلبون معاونة الجيران في تخطي العقبات التي يعاني منها البلد وتصفهم بالخيانة والعمالة فان كان هذا هو مقياساً يظل صحيحاً في جميع الحالات فان دعوة الدول العربية للتدخل في الشأن العراقي والغاء الدستور وتعليق الفيدرالية لا يمكن ان يوصف بغير ما تتهم به هيئة حارث الضاري كل من يدعو دول الجوار او الدول البعيدة للتدخل في الشأن العراقي.. فالقياس هنا جائز والحكم على اساسه معقول، خصوصاً اذا كان من يدعو الاجانب للتدخل يضع القياس في اولويات احكامه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك