المقالات

الحرب القذرة ضد أتباع أهل البيت , التكفيريون والبعثيون الصداميون وحربهم ضد دولة الاغلبية

1498 18:29:00 2006-09-23

( بقلم : علي حسين علي )

بعد زلزال اسقاط أعتى نظام حكم استبدادي طائفي شوفيني في العراق، وبعد زوال المعادلة الظالمة المتمثلة في تسلط الأقلية بالقسر والعنف والقهر على الاغلبية..بعد ذلك نشطت حركتان ارهابيتان لقلب المعادلة الحالية من جهة، ولاستعادة حكم البعث الصدامي من جهة أخرى.

احدى هاتين الحركتين الارهابيتين هو الخط البعثي الصدامي الذي يمثل الخطر المحدق بالمعادلة الجديدة وهو يعمل بكل جهده من أجل العودة الى الحكم بأي وسيلة كانت ومهما ترتب عليها من ابادة وقتل على الهوية وتدمير بنية الدولة الاساسية..البعث الصدامي الذي عرف عهده بعهد المقابر الجماعية يحمل ذات الفكر التدميري الارهابي الذي قاد البلاد والعباد الى الحروب والكوارث مع دول الجوار والابادة الجماعية بالكيمياوي في حلبجة ومن بعدها الانفال للعراقيين الكرد، وبالمقابر الجماعية والتهجير القسري والاعدام الذي بلغ أعلى نسبة له في العراق..والسجون والعذاب بالنسبة للشيعة..هذا البعث الصدامي ينشط الآن علناً وبكل عنف ليمارس عمليات القتل والفجير والذبح على الهوية..وقد وجد توأمه في التكفيريين الذي خسروا السلطان الذي ظلوا وطوال أربعة عشر قرناً يتحكمون بالعراقيين ظلماً وقهراً وقسراً وابادة أيضاً..هذان الصنوان، البعث الصدامي، وتنظيم القاعدة الوهابي الارهابي التكفيري يعملان سوية وعلانية باتجاه واحد هو تدمير دولة الاغلبية بنية العودة الى حكم العراق بالنسبة للبعثيين الصداميين، وتغيير المعادلة واسقاط دولة الشراكة الشيعية والكردية والسنية وجميع طوائف واقليات العراق القومية..فهذه الدولة الجديدة مستهدفة من محوريّ الشر- كما يوصفان من قبل المراقبين السياسيين- فالخط البعثي يقاتل بأي شكل ولا يهمه شيء مثل قتل طفل أو امرأة أو شيخ، المهم عنده أن يعود الى الحكم..وقد عادت اجهزته الأمنية والاستخبارية السابقة لتعمل فوق الأرض..وغايتها هي العودة الى تسلم السلطة حتى ولو على بحار من دماء وبأي ثمن.

أما الهدف الذي يحرك الارهابيين التكفيريين من عصابات القاعدة الظلامية فهو إقصاء الشيعة وابعادهم عن المسرح السياسي، فالتكفيريون يرفضون تماماً حكم الاغلبية وهذا الفكر الظلامي ينطلق من منطلق تأريخي عمره اكثر من الف وأربعمئة سنة، كان العراق خلالها ينتمي الى مذهب واحد حاكم ولا مجال للآخرين في كمشاركة في الحكم، ولهذا ترى التكفيريين يرفضون أي طرح يعطي للمذاهب الاسلامية الأخرى أية فرصة في تولي الحكم حتى وان كان عن طريق الاقتراع، وهو الطريق المشروع والعادل في القرن الأول من الالفية الثالثة..فالتنظيم والفكر التكفيري لا يريان أي مذهب أو عقيدة تختلف معها حتى ولو كان ذلك في الجزئيات، لا يريان فيها حقاً، بل ان كل من يخالفهما فهو على خطأ، والصواب محجوز ومحتكر لديها.

إذن، البعث أولاً والتكفيريون ثانياً هما العدوان الأكثر حقداً وضراوة على الشعب العراقي، وكما ذكرنا فان من المستحيل أن يصل إي طرف معهما الى حالة توافق وسطية، فنظريتهما ووجودهما في حقيقة الأمر يعتمد على نظرية: اما نحن واما هم..أي لا يمكن أن يظل أي طرف يشعر بالامان إذا ما ظل هذان العدوان بأمان. فالبعث لا هدف له غير العودة الى السلطة بأي ثمن وحتى على اشلاء العراقيين..والتكفيريون يريدون قلب المعادلة الحالية المنصفة لمكونات الشعب العراقي، ولا يقبلون بأي حل .

من هنا نعتقد بأن من يتوقع أن تنصلح حال هذين الطرفين الارهابيين انما هو على خطأ كبير، فلا صلاح لأي منهما، حتى وأن قدم لهما ما يريدان أو يرغبان به، لأن اهدافهما معروفة وهي العودة الى الحكم من دون شريك وبنفس صيغة حكم الطاغية الساقط صدام بالنسبة للبعثين الصداميين، أما بالنسبة للتكفيريين فلن يرضيهم غير ابادة الشيعة واقصائهم والعودة الى السلطة الطائفية الظالمة المتوحشة والتي تكفر الجميع وتطلب رأس الجميع..وإن أي تنازلات تقدم لهذين الطرفين الارهابيين غير مقنعة بالنسبة لهما، لأن المقنع الوحيد هو الابادة والاستئصال والاستئثار بالحكم والسلطة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك