المقالات

ثقافة المصطلحات التقسيم والانفصال إنموذجاً

1622 19:20:00 2006-09-17

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

مع كل اقتراب من استحقاق مناقشة القوانين الخاصة بنظام الفيدرالية أو الأقاليم تتصاعد لدى الطرف الآخر درجة الحمى والهلوسة الى الحد الذي يجعله يتهم غيره بما يشتهي من النعوت متظاهراً وكأنه الوصي او القيم او الوريث الشرعي للعراق والعراقيين!! ويصف غيره أن كان فرداً او مجتمعاً او كياناً بالقاصر والعاجز عن فهم الأشياء.

أغرب ما في تلك النعوت التي يطلقها هذا البعض هو اتهام الغير بمحاولات تقسيم العراق، ولعمري أن هذه سقطة قانونية فقهية دستورية لا تنم إلا عن سوء الفهم المفرط بمعنى هذا المصطلح. إذ ان الدستور العراقي الأول والدساتير العراقية المتعاقبة جميعها تشير الى ان العراق بلد ملكي-جمهوري ينقسم الى كذا محافظة، والمحافظات تنقسم الى كذا اقضية، والاقضية تنقسم الى كذا نواحي، والنواحي تنقسم الى كذا قرى ومحلات.إذن من يتهم الآخرين بالتقسيم او محاولات جر العراق اليه فانه بالأغلب لم يفقه المعنى السياسي والاداري والدستوري للتقسيم وإذا كان هذا هو التقسيم حسبما اشرنا اليه، فما هو المبرر من تطوير هذا التقسيم الى النظام اللامركزي او الاقاليم او الفيدرالية ، خصوصاً ان هكذا نوع من التقسيم سيأتي بعد تجارب تقسيمية ادارية بات عمرها يمتد لاكثر من ثمانين عاماً دون ان تلامس خشية اولئك الذين يضعون انفسهم موضع القيّم او الوصي على الآخرين.

إذا كان تقسيم العراق الى اكثر من 18 محافظة، ومحافظاته الى اكثر من مئتين وخمسين قضاء واقضيته الى اكثر من الف ناحية ونواحيه الى اكثر من عشرين الف قرية وهذه المحافظات او الاقضية عادة ما تكون كردية كالسليمانية واربيل ودهوك او شيعية كالبصرة والعمارة وواسط والمثنى والديوانية وبابل أو سنية كالرمادي وصلاح الدين والموصل، وبالرغم من تلك الكثرة في الوحدات الادارية التي يتشكل منها العراق لم تؤد الى الانفصال الذي يسميه العقل الموهوم بعقدة الوصاية،التقسيم، اذن كيف سيحصل التقسيم فيما اذا اردنا استبدال نظامنا الاداري من ثماني عشرة محافظة وكل تلك الاقضية والنواحي والقرى بثلاث وحدات ادارية تسمى الاقاليم او الفيدراليات.

انها أزمة العقل العربي نفسه الذي جعل من هزيمة حزيران انتصاراً ومن الحرب العراقية- الايرانية (قادسية) ومن احتلال الكويت(وحدة) ومن التقسيم الإداري (انفصالاً).. الى أولئك نقول: لا يحق لأي كان ان يفسر الأمور والظواهر حسب ما يريد، بنفس الوقت لا أحد مهما كان صوته خافتاً او مرتفعاً وكيفما كانت أعصابه ساكنة او مرتجفة فإنه لا يمتلك على الاطلاق أن يكون مواطناً اولاً وغيره من نمط المواطنة الثانية.. ولهذا نتوجه بالنصيحة الى الجميع ان يقلعوا عن كل اللغات التي يتحدثون بها عدا لغة الشراكة والتعددية الكفيلة بصيانة العراق والحفاظ على صيرورته وهويته الواقعية لا المفروضة كما هو الحال خلال العقود العشرة الماضية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك