ابو ميثم الثوري
حزب الدعوة الاسلامية تأسس على بمباركة المرجعية الدينية في النجف الاشرف وتأييدها ودعمها ووقفت الحوزة العلمية بثقلها لتشد على يد المؤسسين الذين اغلبهم من العلماء البارزين وفي مقدمتهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر. ما يميز حزب الدعوة هو التوجه العلمائي في قيادته كالفقيد اية الله مرتضى العسكري وشهيد المحراب والشهيد السيد مهدي الحكيم والسيد كاظم الحائري والشيخ محمد مهدي الاصفي والشهيد الشيخ مهدي العطار وغيرهم.
وكان المنطلق لهذا الحزب العريق هو المساجد والمراقد التي تمثل ميزة مهمة لحركته وكانت مساحته الحقيقية بالاضافة الى الجامعات والثانويات هي دور العبادة التي تكرس هوية هذا الحزب واتجاهاته. وقد حاولت السلطات الصدامية البائدة توجيه المراقبة الشديد لرصد حركة الدعاة في المساجد ودور العبادة ولن تفكر هذه السلطات يوماً بان الدعاة يرتادون الملاهي والبارات لانهم مؤمنون ومتدينون وعقائديون ولم يقربوا هذه الاماكن المشبوهة حتى على نحو التقية والتمويه.
هوية الحزب الحقيقية هي الاسلام وقد كانت ادبياته وثقافاته تنصب على الفكر الاسلامي وكان كتاب المدرسة الاسلامية احد مؤلفات السيد الشهيد الصدر ضمن حلقات الحزب التثقيفية والفكرية. واريد للمسجد ان يكون مكاناً للعبادة والطقوس الدينية بعيداً عن الوعي الاسلامي والعقيدة والفكر السياسي كما اراده الرسول الاكرم الذي انطلقت دعوته من المسجد والى المسجد.هذا الحزب العريق بعد المتغيرات في خطاباته وتوجهاته وابتعاده عن الخط العلمائي وارتمائه في مستنقع اللادينية حاول مجاراة المرجفين ومداراة المعاندين لكي ينأى بنفسه عن اي شبهة ومسائلة يطرحها الاخرون.
وكان الدعاة الاوائل الذين يمثلون اصالة الحزب يحاولون اجتذاب واستيعاب الشباب الى المساجد كفرصة للتوعية السياسية والدينية والعقائدية وكلما ازداد عدد المصلين من الشباب كان الدعاة يتباشرون خيراً ويتفاءلون كثيراً بهذا التوجه الشبابي الى المسجد. وكان اول سؤال يفاجىء به المعتقلون في الامن العامة او الشعبة الخامسة هل تصلي وهل تتردد على المسجد واي مرجع تقلد؟
وحاول بعض الدعاة التمويه والخلاص من قبضة ازلام الامن في العهد البائد فوضعوا قناني للخمر في ( الثلاجات) لكي يموهوا ويبعدوا الانظار عن تدينهم وهذه جزء من اساليب التكتيك المسموحة شرعياً واخلاقياً وامنياً. وكان تردد المعتقلين على المساجد والمراقد مؤشراً قوياً على انتمائهم الحركي وتهمة جاهزة للاعتقال او الاتهام بالنعرات الطائفية.
وبعد هذه السنوات والمحن والمخاضات العسيرة والاعتقالات والاعدامات في صفوف حزب الدعوة يفاجئنا الدكتور حيدر العبادي الداعية القديم بخطورة المساجد في التعبئة الانتخابية والحملة القادمة ويحظر على الجميع الاستفادة من المساجد لتكريس الوعي السياسي والانتخابي واشاعة الفهم الديمقراطي. هل من اجل حصد الاصوات نتجاهل حصد الرؤوس المؤمنة من الدعاة الذين كانوا يرون المسجد منطلقهم الاساسي للتغيير والتنظيم.
اي عاقبة وصلها حيدر العبادي واي مستنقع ومنزلق هوى واين تراث وتأريخ الحزب فهل تم تجاهل تأريخ هذا الحزب وتضحياته ولماذا كان الدعاة يحثوننا على الحضور في المساجد رغم المخاطر والاعتقالات واليوم يمنعوننا رغم سقوط الطاغية. هل التفكير في السلطة يعمي الابصار والبصيرة يا حيدر العبادي ومن هو المسؤول عن الاف الدعاة الذين اعتقلوا في المساجد والمراقد وهل اصبح المسجد عاراً يا عبادي.
والله اني لاعجب ان يتمادى العبادي بهذه الثقافة الخطيرة دون ان يرده احد من الدعاة فاذا كان السعي الى السلطة يجعلنا بهذا المستوى من التنكر للقيم والمبادىء فلماذا نورط الالاف من ابناء العراق في السجون والزنزانات وهل سينتقم ابناء الشهداء والسجناء ممن ورط ذويهم وابنائهم في السجون والمعتقلات ثم يتخلى عن كل هذه التضحيات الغالية من اجل موقع سلطوي غير مضمون الحصول والوصول اليه.
https://telegram.me/buratha
