بهاء الخزعلي ||
*مقدمة:
في التسعينيات، أجرت الولايات المتحدة تجارب سرية لسلاح يستخدم حلقات بلازما فائقة السرعة (Plasma Railgun)، لكن التفاصيل ما زالت غامضة إلى يومنا هذا، وسميَ المشروع بمشروع MARAUDER .
و بنظرة عامة عن البلازما تعتبر هي الحالة الرابعة للمادة، تختلف عن الحالات الثلاث المعروفة (الصلبة، والسائلة، والغازية). تتكون البلازما من غاز مُؤَيَّن يحتوي على جسيمات مشحونة (إلكترونات وأيونات) تتحرك بحرية، مما يجعلها موصلة للكهرباء وحساسة للمجالات الكهرومغناطيسية.
توجد البلازما بشكل طبيعي في النجوم (مثل الشمس) والبرق، كما تُستخدم صناعياً في مصابيح النيون وفي مفاعلات الاندماج النووي، وبشكل مفاجئ ومن خلال العلوم والأبحاث الذرية الإيرانية توصل العلماء لإنتاج ذلك السلاح، رغم التضييق الأعلامي عن المشروع وإنشغال العالم الغربي بالملف النووي الإيراني، لكن هناك تسريبات في بعض وسائل الإعلام سربت بعض المعلومات عن ذلك المشروع، ورغم قدرته التدميرية الدقيقة لكنه لا يعتبر سلاح محرم دولياً.
*فكرة عمل أسلحة البلازما:
تعتمد فكرة أسلحة البلازما على تسخير الطاقة الهائلة لهذه المادة المؤينة. تُولَّد البلازما عادةً عن طريق تسخين الغاز إلى درجات حرارة عالية أو تعريضه لمجال كهربائي قوي، مما يؤدي إلى تأينه. بعد ذلك، تُحتجز البلازما داخل مجال كهرومغناطيسي حتى يتم إطلاقها كحزمة مركزية أو “قذيفة” من الطاقة الحرارية والكهربائية. عند الاصطدام بالهدف، تنتج البلازما تأثيراً مدمراً بسبب:
-الطاقة الحرارية العالية (تصل إلى آلاف الدرجات المئوية).
-التفاعل الكهرومغناطيسي مع المواد الموصلة.
-الضغط الديناميكي الناتج عن سرعة الحزمة.
*التحديات التقنية في تطويرها:
رغم نجاح تطوير السلاح لدى بعض الدول ، لكن ما زالت تجاربه تواجه تحديات جسيمة بسبب سرية المعلومات عن هكذا نوع من الأسلحة:
1.توليد البلازما واستقرارها: يتطلب إنشاء بلازما كثيفة ومستقرة كميات هائلة من الطاقة، خاصة في الأجواء المفتوحة.
2.الاحتواء والنقل: يصعب التحكم في البلازما بعد إطلاقها؛ فهي تفقد طاقتها بسرعة في الغلاف الجوي بسبب التبريد والتفاعل مع الهواء.
3.التكلفة والحجم: الأجهزة الحالية لتوليد البلازما ضخمة وتستهلك طاقة عالية، مما يجعلها غير عملية للأغراض العسكرية المتنقلة.
4.السلامة: قد تشكل الحرارة والإشعاعات الصادرة خطراً على المستخدمين الا بإتخاذ الأجرائات الاحترازية للأطلاق.
*أبحاث الدفاع الصاروخي: تدرس بعض الدول استخدام حزم البلازما لاعتراض الصواريخ عبر تعطيل أنظمتها الإلكترونية.
*تطبيقات غير عسكرية: تُستخدم البلازما في الصناعة لقطع المعادن وتنظيف الأسطح، مما قد يُستلهم لتطوير تقنيات هجومية.
*الاستخدامات المحتملة:
إذا تخطت العقبات التقنية، قد تُستخدم أسلحة البلازما في:
*تدمير الأهداف المدرعة: لقدرتها على اختراق المواد عبر الحرارة والتفاعل الكهرومغناطيسي.
*الحرب الجيوفضائية: حيث تقل مقاومة الوسط الخارجي، مما يطيل مدى الحزمة.
*الدفاع الجوي: لاعتراض الطائرات أو الصواريخ بسرعة الضوء تقريباً.
*المميزات والعيوب:
1-المميزات:
-قوة تدميرية عالية.
-إمكانية التوجيه الدقيق عبر الذكاء الاصطناعي.
-يستهدف الرؤوس النووية في الغلاف الجوي كمنظومة دفاع جوي متقدمة ومتطورة (اي قبة حديدية حقيقية).
2-العيوب:
-استهلاك طاقة هائل.
-محدودية المدى في الغلاف الجوي.
-عدم الاعتماد على الذخيرة التقليدية تكلفة تطوير عالية.
*الخاتمة:
بينما تظل أسلحة البلازما في معظمها حبيسة المختبرات وشيء أقرب للخيال، فإن التقدم في مجالات الطاقة والتحكم الكهرومغناطيسي قد يقرب بعض الدول من أمتلاكها واقعاً. ومع ذلك، ستظل التحديات التقنية والأخلاقية عقبة أمام استخدامها على نطاق واسع، مما يفتح الباب لمزيد من البحث والابتكار.
هكذا تبقى أسلحة البلازما رمزاً للتكنولوجيا الحدودية، حيث يلتقي الطموح البشري بحدود العلوم المادية، والذي أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية نجاحها التكنولوجي وثباتها الأخلاقي وإلتزامها العقائدي تجاه الأنسانية وكذلك أصرارها بالوقوف لجانب الشعوب المظلومة ضد تحالف الشيطان الأكبر الصهيوأميركي.
https://telegram.me/buratha
