سالم كما الطائي
هذا الكلام موجه إلى كل الذين لا زالوا يمجدون - بلا خجل ولا حياء- الجيش العراقي, الذي أسسه وبناه "صدام الهدام"! هدامٌ في كل مفصل من مفاصل الدولة والبلد حيث تركه خراب في خراب - إلا قصوره- لا زرع ولا ضرع ولا ماء ولا كهرباء!! بل جماجم وعظام ودماء وكثرة المحتاجين والفقراء, ونحن نتكلم عن ذلك الجيش وليس جيش 1920 وما بعد.. حتى حدوث الكارثة "الصدامية". وحتى ذلك الجيش بما فيه من ضباط كفوئين (أو كفيئين كما يقول جهاز الكمبيوتر!!- وملتزمين ومؤدبين! كان صناعة الاحتلال الإنكليزي في حينه وخدم مصالح الاستعمار الأول!! وكان ظهيراً للإنكليز. وما عمليات فلسطين وغيرها..وما قام به من مناورات خرجت عن السيطرة أو كانت من أجل التغطية والتمويه! خرجت عن سيطرة قادة الاحتلال بقصد أو غير قصد, كانت تلك العمليات محدودة وبدون نتائج حاسمة ولم يحدث بعدها الطوفان!!
هذه المقدمة كانت تعليقاً على ما صرح به السيد "نوري جاسم زيدان" من تكريت بعد أن قامت قوة من قوات "مكافحة الإرهاب" بمداهمة بعض النقاط هناك ومنها أحد الجوامع الذي جمع "ثلة" من ضباط "جيش صدام" - وليس جيش العراق- كانوا يؤدون الصلاة ربما لطلب العفو من الرحمن الرحيم بما قاموا به من إجرام عنصري قومي طائفي حاقد ضد أبناء الشعب العراقي - كل الشعب العراقي - بدون تمييز.
وقد جرت مثل هذه المداهمات في الموصل ويقال في الإنبار أيضا. إننا لا نستطيع أن نعرف ما هي الأسباب والدوافع وراء هذه العملية الكبيرة, كما أنها لا يمكن أن تحدث بمجرد تقرير من "مخبر"! إنها أكبر وأخطر من ذلك. على أية حال لا يمكن للمجرم أن يعترف بجريمته الغامضة إلا بعد مواجهته بالأدلة والبيِّنات.
إن التباكي على مثل هذه العمليات الخاطفة الضرورية في الوقت الحرج الذي يمر فيه البلد والتهجم على السُلُطات وإجراءاتها اللازمة تجاه أخطار لا ينفع معها الحصول على "إذن القاضي"!! ومن ثم تتسرب سرية التحركات بواسطة عملاء البعثيين الصداميين المنتشرين في دوائر الدولة الحساسة وغيرها. فلابد أن تتم مثل تلك المداهمات أو العمليات على حين غرة حيث لا تعطي فرصة للهدف من الهرب أو الاختفاء في شعاب تكريت!!؟
لماذا هذا الحماس والغضب يا سيد "نوري".. لقد كانت تحدث مثل هذه العمليات في عهد حكم الطاغية صدام وكان يقوم بأكثرها "الجيش الصدامي" ألوية الزي الزيتوني!!؟ المشهورة والمعروفة بقسوتها وشراستها لا تعرف معنى للآدمية ولا للإنسانية ثم يداهموا بيوت الناس الآمنين استناداً إلى "مخبرين" وليس "مخبر واحد".
ونأتي الآن إلى "الجيش الصدامي" الذي عدد مناقبه السيد "نوري" عضو "التجمع الوطني العراقي" .. يا سلام!!؟ أيْ: تجمع بعثي صدامي يتهيأ للانقضاض على مكاسب الشعب على شحتها وإسقاط العملية السياسية الحاضرة برمتها كما يحلمون!! في الوقت المناسب أو القيام بعمليات إرهابية ضد أبناء الشعب العراقي وبتوجيهات من أولئك الضباط! ومن مقر القيادة "الجوامع"!! أسلوب قديم مكشوف, فإذا ضبطوا في الجوامع تقوم قائمة المجاميع الأخرى بنشر شعرها وشق جيوبها على المؤمنين والدين!! أمام الملأ الذي مَلَّ أساليبهم ولم تعد تنطلي عليه هذه الحركات الخبيثة.
نعود مرة أخرى إلى "كرامة وبطولات ومناقب" جيش صدام الذي طالب السيد "نوري" السُلُطات احترام رجاله الذين قاموا بالدفاع عن العراق وحمايته, دون أن يذكر لنا ما هي تلك الحمايات والدفاعات وأين ومتى!! ومَنْ هم هؤلاء الضباط وكيف حصلوا على رتبهم وأين هي ساحات قتالهم وماذا فعلوا فيها؟؟.أم أن بطولاتهم كانت في غزو الكويت ثم استسلامهم المهين بعد دفن 200 ألف من أبناء الشيعة!! في خنادقهم وكان هذا واحد من الأهداف في غزو الكويت الذي خلف وهيَّأَ لكارثة الاحتلال فيما بعد. إذن عن أي جيش يتحدث السيد "نوري".. عن الجيش الذي خلف ذلك الدمار الهائل الذي لحق بالعراق وأهله - بكل تفاصيله- جراء الحرب مع إيران التي قال عنها صدام نفسه بعد خراب البصرة: "لقد ابتلينا فيها بلوة"!!؟ ألا يكفي هذا عن عجز وغباء وتهور القائد العام للقوات المسلحة الرفيق "الرقيع" صدام حسين!! وكذلك عَجْزَ أولئك الضباط الذين جاؤا من "نصف موس" وأصبحوا قادة فرق! "يا بلاش" عجز هؤلاء عن تحقيق رغبة غبي ومتهور وعاجز. أي جيش هذا و أي ضباط "ركن" !! يوجهه ويأمره ويضع له خطط تحركه "قصي" أو "عدي" وعلي حسين المجيد (الجندي المراسل). أي جيش هذا الذي لم تجد ولا واحد من أبناء قادته الكبار!! يتواجد في خطوطه الأمامية المهلكة! وكان القادة فيه يتابعون المعارك من حاويات الزبالة "عن العين"!! في الوقت الذي كان فيه أولاد الخايبة يتساقطون في الخطوط الأمامية ويبقوا فيها حتى تنهي أجسادهم الطاهرة الكلاب والذئاب. أما ذوي وأقارب الضباط وأبناء مناطق معينَّنة!! من العراق فكانوا في أسوأ الأحوال في مجاميع إعدام الهاربين في الخطوط الخلفية, وماذا كانت نتيجة تلك الحرب غير الدمار والخراب دون أي انتصار يذكر إلا على طريقة "دنابك وطربكة" صدام الذي يصور الهزيمة نصر!!؟ أهذا هو الجيش الذي تريد أن نكرّم رجاله اليوم؟؟ أين كان هؤلاء الضباط النشامى!! عندما احتل العراق بأكمله وهم يهربون كالخرفان إلى عشائرهم وأهلهم لا يخرجون من غرف نومهم!! إلا قليلا. لماذا لم "يستشهدوا" دفاعا عن الوطن؟ بل أنهم سلكوا طريق "قائدهم" في الهزيمة والاختباء والخروج بتلك الطريقة المهينة المعروفة التي شفت صدور الثكالى والأرامل واليتامى المظلومين.. لقد صفى "صدام الهدام" كعادته الغادرة كل المخلصين من الضباط للوطن والمتفانين في الدفاع عنه عن علم وخبرة وتجربة ولم يبقي منهم إلا عدد قليل "مغربل ومصفى" ولا يُخْشَى منه على حياة وسلامة صدام وعائلته الحاكمة في الوقت الذي لم يكن يستطيع أمثال السيد "نوري" أن يظهر بكامل صدره العريض على قناة "الشرقية" وينتقد إجراءات الحكومة لمطاردة المجرمين (أو إلقاء القبض على الفارين) وعدم إعطاءهم الفرصة لنشاطهم الهدام.
إن من حسنات العهد الجديد تلك المساحة من الحرية والديمقراطية على علاتها!! التي تتيح لهؤلاء وغيرهم أن يظهروا على ملايين العراقيين ويبدوا رأيهم بل استنكارهم أو شجبهم لإجراءات لم يُعْرَف بعد أسبابها ومبرراتها ولم يصبروا حتى يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض ومن ثم يعطوا شهادة البراءة!! لأولئك الضباط المجتمعين في بيت من بيوت الله كما أوصاهم صنمهم قبل هلاكه لخداع الناس وتحريض البسطاء من المؤمنين الخيرين. إننا نتضامن معكم وندافع عن الأبرياء منهم وندعو إلى إطلاق سراحهم فوراً إذا لم تكن هناك تهماً ثابتة أو جرم مشهود ولا نؤمن بالمقارنة التي تقول ما دام صدام كان يفعل كذا.. نحن إذن لنا ما يبرر أن نفعل المثل. لا يجب أن يكون الحال هكذا. بل "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"
https://telegram.me/buratha
