المقالات

الحكم عنوان الحقيقة

1126 15:36:00 2009-05-21

علي الخياط

برزت مؤخرا على الساحة المحلية احداث خطيرة تهدد المسيرة الديمقراطية والطموحات الكبيرة في ايجاد افق لحياة كريمة يحاول البعض وادها بخلط الاوراق السياسية بالاوراق الفئوية ، والمصالح الحزبية واستغلال الاحداث ووضع اقنعة (مفتعلة) للتأثير وخداع الشعب، ان الظرف الراهن يحمل في طياته الكثير من الحساسية وخاصة مع قرب (الانتخابات) المزمع اقامتها نهاية العام الجاري لمجلس النواب، وحساسية الوضع تأتي نتيجة الخذلان والخسارة الكبيرة التي تعرضت لها بعض الاحزاب السياسية في انتخابات مجلس المحافظات الاخيرة، نتيجة تخبط وعنجهية بعض هذه الاحزاب، وابتعادهم عن هموم الشعب وما يتطلع اليه المواطنون في العيش بمساواة وحرية وكرامة،و بسبب نظرتهم الضيقة التي جعلتهم ينظرون الى المسحوقين من ابناء الشعب من ابراجهم العالية والمشيدة من اموال تهريب النفط التي فاحت رائحتها منذ سنوات عديدة، واعتقادهم ان الانتخابات قد حسمت الى مصلحتهم الى ابد الدهر... وحين قامت صولة الفرسان (صولة القانون) في مدينة البصرة بقيادة السيد رئيس الوزراء ، هرب العديد منهم الى خارج البلاد وعلى مستوى قيادات متنفذة، وموظفين كبار ينتمون الى احزاب معروفة ومعهم ملايين الدولارات التي سرقت من اموال الشعب، وحينها سقطت الاقنعة التي تخفي هذه الوجوه وكشفت نواياهم السيئة اما مرأى الشعب مما سبب الابتعاد عنهم وعدم انتخابهم مرة اخرى...

ايدلوجيات الفساد ومحاربته مهمة صعبة تحتاج الى جهد وطني شريف للكشف عن ضعاف النفوس والمفسدين ، والفساد موجود بدرجات متفاوتة في كل انحاء المعمورة وحتى في اكثر الدول تطورا، وامثلة ذلك كثيرة واخرها عالميا عمليات الفساد في المصارف الكبرى التي ادت الى انهيار الاسواق العالمية والبورصة والعقارات ...الختصاعدت المهاترات السياسية والدعاية الرخيصة التي يستغلها (البعض) في هذه الايام لقربها من الانتخابات ،وكان الاولى ان ننتظر رأي القضاء لانه الفيصل في كشف الحقائق والقضايا الشائكة ويحسم الجدل في اي موضوع مطروح للعدالة وكما يقولون(الحكم عنوان الحقيقة)مع احترامنا وثقتنا العالية بالقضاء ، و كنا نتمنى ان تتوضح الحقائق بصورة حضارية وشفافة واكثر مدنية بعيدا عن الاتهامات الفوضوية والاستعراضات الاستفزازية والفتن التي تثير الراي العام(الشارع العراقي) وتثير اللغط والقيل والقال بين الناس ،والتوجه الى محاسبة النفس اولا بدلا من التشهير المفتعل والدعاية المفضوحة لهذا الشخص او ذاك الحزب، وتتحول فيما بعد الى دعاية انتخابية مجانية ، يحاولون استغلالها بابشع الطرق المخزية التي لم تنطلي على احد من المثقفين والمتابعين للشأن العراقي... قرأت قبل ايام مقال رائع للزميل (سامي جواد كاظم) بعنوان(مسكين ياوزير التجارة) ذكر في المقال عن لسان( راضي الراضي)نصه.

((وانا استمع الى النزيه الهارب الى احضان امريكا راضي الراضي وهو يتحدث عن التحصيل الدراسي لبديله في النزاهة فيقول امام الكونغرس الامريكي" الشيخ صباح الساعدي لم يحصل على شهادة الدراسة الإعدادية وانه قام بتزوير شهادته ،وأن التحقيق الذي قامت به هيئة النزاهة لم يستدل على اسمه في محافظة البصرة ثم اتضح أنه حاصل على شهادة المتوسطة ثم انتقل للدراسة في المعاهد الدينية ،وانتقل بعد ذلك لإحدى الكليات الرياضية لكي يتم ترشيحه إلى مجلس النواب , وأن هناك من سهل وساعد الشيخ الساعدي للحصول على شهادة البكالوريوس من هذه الكلية الرياضية بصورة شكلية لكي يؤهله ذلك لدخول مجلس النواب العراقي بوصفه من حملة الشهادات الدراسية العليا )) فاذا كان ماذكره راضي الراضي حقيقة فهذه طامة كبرى فمن تلاعب باوراق رسمية ،او زور شهادة اكاديمية كيف له ان يكون مدافعا ومتصديا للفساد ،وهناك مثل يقول (فاقد الشيء لايعطيه )ويؤكد ان الفساد المالي والاداري كان مستشريا منذ سنوات عدة وخاصة في معقل حزب النائب الساعدي مدينة البصرة ،ومن ذلك الحين لم نسمع بصولة من صولات (النزاهة )التي ايدتها كافة الجماهير وخاصة بغداد التي ملئت بلافتات التأييد لنزاهة الساعدي والتي كتبت بيد المواطنين(حسب ماهمش تحتها) وربما اختاروا(اقصد المواطنين!!!) الخطاط نفسه ليخط هذه الافتات بالاتفاق مع (الجماهير المؤيدة للشيخ!!!)ويقال ان لجنة مكلفة للتنسيق بنشر هذه الافتات في عموم بغداد كما حصل مع القوائم والاحزاب في الانتخابات؟

وهنا نتسائل اليس من المفروض كشف الفساد الحقيقي لابار النفط والتهريب الذي طال ثروة مهمة من ثروات العراق ، وهي ملك لكل الشعب وليس ملك لجهة واحدة او حزب واحد، ناهيك عن التجاوزات التي كانت تقوم بها مافيات النفط من قتل وتهديد وسلب في المحافظة(البصرة) ،وفضح من هرب الى خارج العراق (اثناء الصولة)وهذا ما أكده اهالي مدينة البصرة التي تنتظر كشف النقاب عن هؤلاء (المافيات ومن يقف خلفهم) أن بعض الاحزاب والمسؤولين يمارسون النهب والاحتيال وحتى القتل، و كأنهم بمنأى من(القانون)والمحاسبة والمسائلة في غياب شامل لدورالجهات الرقابية والتنفيذية في متابعة هؤلاء وتقديمهم للعدالة ،فكم وزير سابق ونائب ومسؤول حزبي غادر العراق ببساطة ويسر وهو مطلوب بقضايا فساد او ارهاب دون ان يتابع او يطالب بالقبض عليه واعادته الى العراق لتقديمه للقضاء للفصل بادانته او برائته،اليس هذا من واجبات البرلمان والنزاهة في تعقبهم وتقديمهم للعدالة،اما ان الأوان لنحارب الفساد الذي لم يشهد تاريخ العراق مثله، فعلى كل طوائف الشعب والشرفاء أن يقولوا للمفسدين وبطانتهم وشركاتهم الوهمية كفاكم نهباً لاموال وخيرات البلاد،

وليدرك ابناء الشعب الوجه الحقيقي الذي يختبيء خلفه المسؤول(مع الاعتذار للشرفاء) دون ان يخدع بالشعارات التي يطلقها والدعايات التي يحاول خداع البسطاء بها،والالتفات الى اعماله الحقيقية والخفية ،والوقوف بوجه من يحاول توزيع ثروات الشعب العراقي على أحزابهم ومعارفهم وفضحهم ، على البرلمان مسؤولية تاريخية في حماية البلاد من الفساد والنهب والوقوف بوجه كل من يحاول الاستئثار بالقرارات التي تدين الفساد والارهاب او اخفاء الادلة التي تدينه او حزبه،وعدم تسييس القضايا التي يناقشها البرلمان مثل المسائلة او الاستجواب للوزراء اوالمسؤولين (ونتمنى ان نشاهد احد النواب الفاسدين يسائل او يستجوب )وعدم السماح لمن يحاول استخدام منصبه كدعاية انتخابية رخيصة (له او لحزبه)كما يحدث في القضايا المهمة، وليكن القضاء العراقي هو من يصدر قرارات الادانة اوالبراءة بحق من يقدمون للمحاكمة مهما كانت مناصبهم في الحكومة او البرلمان ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الموسوي
2009-05-21
الاخ كاتب المقال الشعب العراقي كله يعرف من هو الحرامي ومن هو النزيه وهنك مثل يقول ا ن كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجر فالنزاهة في العراق بحاجة الى نزاهة والسراق يملؤن الدوائر الحكومية وبقايا البعث تحصد ارواح الابرياء بالتعاون مع الانجاس العرب والقاعدة وانا لله وانا اليه لراجعون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك