المقالات

(( خطر مرض إنفلونزا النفاق ...!))

1107 18:56:00 2009-05-19

حميد الشاكر

الامراض متنوعة كما هي المعالجات كذالك ، في الطبّ يحاول هذا العلم الكبير ان يعالج أمراض الابدان التي تسببها في معظم الاحيان المكروبات الوبائية كمرض إنفلونزا الطيور او القطط او الخنازير مؤخرا ، وفي الاديان تحاول هذه النوافذ الايدلوجية الجليلة ان تعالج أمراض الارواح والانفس والقلوب التي تسببها في معظم الاحيان النزعات والتربويات ، وباقي الانحرافات الفكرية والروحية والنفسية القلبية ، ولهذا وذاك أُشتهر فيما مضى من زمان ان العلم علمان علم الاديان وعلم الابدان !.

طبعا هناك علوم أخرى كثيرة في العالم ، لكنّ اذا صحت الابدان والاديان يكون كل شيئ جيّد وممتاز وطبيعي وجميل ، واذا مرضت الابدان ، ثم تبعتها الاديان لاينفع بعد ذالك اي شيئ في الحياة من علوم وغير ذالك !.طبّ الابدان يهتم بالجانب المادي والمرئي من حياة البشر ، ولهذا تجد ان اي مرض يصيب الانسان في بدنه يهرع الى الاطباء ليشخصوا له الحالة ويبحثوا له عن العلاج والصيدلة ، امّا في حالة مرض الاديان والارواح والانفس والقلوب فكل شيئ غير مرئي ولاظاهر للعيان والعالم ، فمرض الاديان مثل مرض الابدان في السرطان والعياذ بالله سبحانه كامن في داخل الانسان ولاتظهر اعراضه بوضوح الا فجأة عندما يأكل جميع جسم الانسان ليسلمه للموت لامحالة !.

نعم من وجهة نظر بعض الناس فإن مرض الاديان وباء فتّاك حاله في الكارثية حال اي مرض وبائي بدني فتّاك يصيب البشرية هنا لينشر حالة الرعب والهلع ، او يضربهم هناك لتجد ان كل البشر تحولوا الى مجرد كمام فم وانف ومعتقل في بيت خشية الاختلاط بالموبوئين المرضى ، كذالك الحال عند بعض العارفين بامراض القلوب والاخلاق والانفس والارواح ايضا ، هم على علم بأن مرض الاديان بأمكانه الانتقال من انسان لاخر ليزداد عدد المصابين بمرض القلوب والاخلاق والعقول والارواح ، ولهذا تجد أولئك العرفاء والمحتاطين من امراض واوبئة الاديان على حذر شديد من كل مايتصل بفيروسات نقل عدوى واوبئة المعاداة للاديان للاحتراز من الوقوع في مرض نقص المناعة ( الايدز الالحادي ) او انفلونزا الخنازير التي تنتقل من خلال دعوات بعض الوسائل الاعلامية وغير الاعلامية التي تحاول الدخول فيروسيا لداخل الانسان لتستوطن داخله ثم لتنتقل وبائيا من خلال التنفس الفكري من معادي للاديان الى اخر لايرى في الاديان والشرائع السماوية الا كلّ خير !.

شخصيا صادفت الكثير من المرضى المعنويين وبكافة الالوان والاشكال الروحية والفكرية ، فهناك مرضى بالنفاق كما قال سبحانه في القرءان الكريم :(( في قلوبهم مرض )) وهناك مرضى بالاخلاق السيئة ، وهناك مرضى بالالحاد ، ومرضى بالافكار ، ومرضى بالمشاعر ، ومرضى بالارواح الشريرة التي تضمر الكراهية لكل شيئ ، ولكنّ وباعتبار انني قد اخذت جميع ابّر التطعيم الدينية من طبّ الاديان والحمد لله سبحانه ، لااشعر حقيقة بالخوف والخشية من انتشار الامراض المعدية وانتقالها من المصابين الى داخلي المعنوي ، الا انني رايت الكثير ممن كان يمتلك روحا وعقلا وفكرا وفطرة واخلاقا وسلوكا سليمة وصحية مئة بالمئة ، ولكنه صادف ان جلس او تنفس من زفير انسان مصاب بمرض النفاق القلبي فانتقلت العدوى من المريض الى السليم ليزداد عدد الموبوئين بمرض النفاق القلبي او الاخلاقي او السلوكي او الفكري مع الاسف !.

مع الاسف اليوم ومع التطوّر الهائل لجميع العلوم البشرية ظلم علم واحد في الحياة الانسانية الا وهو علم الاديان ، ومع ان وباءا خفيا يجتاح عالمنا الانساني بصورة كبيرة الا اننا ومن الجانب الاخر لانكد نسمع او نشعر بميديا اعلامية ملتفتة الى جانب الامراض المعنوية وكيف انها اخطر وافتك من الامراض البدنية والطبية !.لا بل العكس ربما هو الحاصل في عالمنا الانساني عندما تحثّ الميديا الاعلامية والاقلام المريضة والافكار التي اصيبت بوباء السرطان الثقافي ... الى الانحلال الاخلاقي والبعد المعنوي والنكسة التدينية من منطلق وتحت عناوين ويافطات التحضر ومواكبة التمدين وغير ذالك من ظواهر ناقلة لعدوى العداء للاديان والاخلاق الدينية والمعنوية والفكرية والسلوكية المرتبطة بطبّ الاديان !.

ان الاديان مدارس لاتسدّ مسدها العلوم النفسية التي تحاول ان تعالج الجانب النفسي والروحي والمعنوي بلغة العلم والارقام الجافة ، بل انها جامعات ولكنها بزيها الديني الذي يستطيع ان يفهم المرض الروحي ويشخص له الدواء المناسب ، ومن ثم يستأصل الجذور الحقيقية للامراض المعنوية المنتشرة كوباء مكثف اليوم يعصف بالحياة الانسانية حتى حولها الى كورة نارية تزحف من جغرافية الى اخرى لتقتل ماتبقى من المعنوية والاخلاقية والسلوكية والثقافية الفكرية النظيفة التي تحافظ على فطرة الانسان سليمة قبل معدته !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك