المقالات

دعوة للتآلف ودعوة للتناحر

869 13:38:00 2009-05-14

حسن الهاشمي

شتان بين من يدعو للتوحد والتآلف والتحابب وبين من يدعو للتفرقة والعنف والتنابذ، وشتان بين من يحب الإنسانية ويجعلهم كما وصفهم أمير المؤمنين إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ويريد الخير للجميع، وبين من يريد إبادة كل من لا يوافقه نهجه الدموي والتكفيري ولا يشاطره أفكاره التي ما أنزل الله بها من سلطان، وكما قيل في محله أين الثرى من الثريا وأين الحصا من نجوم السما، أين من يدعو إلى مخاطبة أبناء الطائفة السنية بإخواننا بل أنفسنا وئدا لفتنة التناحر الطائفي وتأصيلا للأخوة بين أبناء الدين الواحد، ومن يكفر علماء الشيعة ويحرض على الفتنة الطائفية ويستبيح دماء وأعراض وأموال أتباع أهل البيت وهم يشكلون مكونا رئيسيا من مكونات العالم الإسلامي.

الدين الإسلامي كما هو معروف يدعو للسلم والمحبة والمعاشرة بالمعروف والدعوة بالتي هي أحسن إلى مبادئه السامية وأخلاقه الدمثة، وينبذ العنف والقتل وزرع الكراهية والأحقاد والضغائن بين المسلمين، فالذي يدعو للقيم السامية فهو يدعو إلى قيم الإسلام المحمدي الأصيل، والذي يدعو خلاف ذلك إنما يوفر المسوّغ وبغطاء شرعي لاستهداف جميع المذاهب التي تتقاطع معه ولاسيما عموم أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) لأنهم يسيرون على نهج الرسول الأعظم والأئمة الأطهار من ذريته ( عليهم السلام) والعلماء الأعلام ممن تتوفر فيهم شرائط التقليد، والدعوة لتكفير علماء الشيعة إنما هي دعوة لبث الرعب والقتل والدمار في صفوف المسلمين خلافا لما تدعو إليه الشريعة السمحاء.فالقرآن الكريم والرسول الأعظم يصرحون دائما وأبدا بضرورة العمل على توحيد المسلمين وبث التآلف والتوادد بينهم وعدم إثارة الإختلافات والتناحر والتقاتل بينهم، بينما نرى بعض ضعاف النفوس من يحسبون أنفسهم على الإسلام وهو منهم براء يبثون الفتاوى الشيطانية التي تعطي المسوّغ والمبرر وبغطاء شرعي منحرف للمجرمين التكفيريين المتشددين بقتل علماء الدين المخالفين لنهجهم المعوج واستهدافهم بأعمالهم الإرهابية.وكما أكدت المرجعيات الدينية لأتباع أهل بيت النبوة وتؤكد دائما على جميع المؤمنين ولاسيما أولئك الغيورين على وحدة الإسلام وتآلف المسلمين وتوحدهم أن يقفوا بوجه التكفيريين الذين يوفرون الأرضية لقيام الإرهابيين بالأعمال الإجرامية والتي تؤدي إلى إضعاف المسلمين وزرع الكراهية والأحقاد والضغائن بينهم وتشتت صفوفهم، وتوفر للأعداء فرصة إضعافهم وتفريقهم وهذا ما يطمحون إليه ويأملون من تحققه في أوساطهم عن طريق شراذمهم شذاذ الآفاق الذين تتبدد مخططاتهم الشوفينية لا محالة بصخرة الإيمان والتحدي الضارب بأطنابه في أعماق المسلمين الغيارى.مدرسة التشيع إنما تمثل الإسلام المحمدي الأصيل لأنها نبعت من أصل الرسالة وانبثقت في زمن الرسول حيث أصّلها بقوله: علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار، والمعتنقون لهذا المبدأ إنما يرتكزون على ثوابت نصية وعقلية لا يمكن لهم أن يتنازلوا عنها بمجرد تخرصات البعض، وجميع المسلمين من حقهم اتباع أي مذهب يرتئونه ولكن ليس من حق أحد أن يفرض مذهبه على أي شخص أو جماعة وليس من حق أحد أن يكفر أي جماعة ما دامت تنطق الشهادتين، ويبقى الإنسان مخيرا بانتخاب أي مذهب بالدليل القاطع والإقناع القلبي واليقين الذاتي بعيدا عن الإرهاب والإقصاء والتهميش، لتبقى الحقيقة ناصعة تجذب إزاءها أصحاب العقول النيرة وتسترشد بقوله تعالى: الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [الزمر : 18].إن جميع فتاوى التكفير التي انطلقت وتنطلق من علماء التكفير هدفها شق عصا المسلمين وتحريض على الفتنة الطائفية، وليس بعيدا عن تلك الأهداف المشؤومة التطاول على علماء الشيعة وهو بمثابة تطاول على مشاعر جميع المسلمين ودعوة لبث الفتنة الطائفية بين صفوفهم، وما يجري من إراقة دماء الأبرياء من أتباع أهل البيت في العراق يعد من تداعيات تلك الفتاوى التكفيرية، وإن هكذا فتاوى ضالة تهز مشاعر المسلمين من جميع الطوائف، وهي مدعاة لوقوف الأحرار في العالم ضدها ومحاكمة مطلقيها والتعهد لأولي الشأن بعدم تكرارها. وليعلم الجميع إن الأحكام الإلهية والرسول الأكرم والأئمة الهداة والمراجع العظام وعلماء الدين المخلصين أولئك الذين يحرسون عقائد الناس ويذودون عن القيم والفضائل والمكارم خطوط حمر لا يمكن بأي حال من الأحوال مسها والتعرض لها بسوء لأن حياة بدون عقيدة وأخلاق وفضيلة لا خير فيها وهي بحقيقة الأمر عناء وشقاء ومتاهات، وكل من تسول له نفسه خدش الثوابت الإلهية والتهكم والتعريض بها سيلاقي الخزي والعار والشنار عاجلا أم آجلا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك