المقالات

الإدارة الحكومية في العراق.. إهدار الفرصة..

978 18:46:00 2009-05-13

علي غالب بابان

في مقال أخير لها تزامن مع مؤتمر تشجيع الإستثمار في العراق الذي عقد في لندن مؤخراً شخصت صحيفة ( الفايننشال تايمز ) اللندنية (البيروقراطية الحكومية) كعائق للإستثمار في بلادنا يفوق في تأثيره السيء ما يحدثه الإرهاب من نتائج, وفي الواقع فان الصحيفة الرصينة لم تخالف الحقيقة والتشخيص السليم فيما قالته فلقد باتت البيروقراطية الحكومية اليوم أحد أهم العناصر المعيقة للتنمية وأفتك الأسلحة الضارة التي تمنع إنسياب الإستثمار الأجنبي ونهوض المبادرات الخاصة وهي كلها وسائل اصبحت أكثر من ضرورية في ظل واقعنا الراهن إذا أردنا نهوضاً إقتصادياً حقيقياً وإزدهاراً فعلياً...

الإدارة الحكومية في العراق والتي يفترض فيها أن تكون أحد الأدوات والدعامات التي تستند إليها عمليه البناء والتنمية تحولت إلى مكان تضيع فيه الأوقات.. وتهدر الفرص... تؤَد المبادرات ولذلك غدت مهمة إصلاح هذه الإدارة وتقويم مسيرتها أحد الشروط والمستلزمات الضرورية إذا اردنا لعملية البناء أن تنطلق بلا معوقات.هذه الإدارة هي اليوم مكبلة بمئات القوانين والتعليمات المتضاربة التي يجد فيها كل من يريد بغيته ويستطيع أن يختار التفسير والمنطق الذي يحلو له... فلدينا قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل... وقرارات سيء الصيت بريمر التي لم تزل نافذة المفعول... وقرارات الحكومة المؤقتة التي كان لقراراتها الصفة التشريعية والتنفيذية في نفس الوقت... ثم قوانين وقرارات الحكومتين اللتين تلتا ذلك.. ودلني على إدارة في الدنيا تستطيع أن تعمل بكفاءة واإنسيابية وسط هذه الغابة من القوانين والقرارات، ومالم يحدث (فض اشتباك) حقيقي في هذه البيئة التشريعية المتشابكة لا يمكن لهذه الإدارة أن تعمل.. أو تنجز ولا حتى أبسط المهام...

الإدارة العراقية اليوم مترهلة إلى الحد الذي باتت فيه لا تستطيع النهوض.. والحركة.. وهذا الترهل نتج عنه العديد من الامراض والعلل وصار العمل في الدواوين الحكومية رديفاً للكسل.. وإنعدام الإنتاجية.. وضياع الوقت... تضخمت الإدارات وأنعكس ذلك التضخم بطئاً.. وإجراءات إضافية لا داعي لها, ولم تعد الوظيفة العامة قرينه للإنتاجية بل أصبحت عكس ذلك تماماً... وجاء الفساد... ذلك المرض العضال ليجهز على البقية الباقية من العافية في جسد الإدارة الحكومية... وعبثاً تحاول الإجراءات الرسمية محاصرة هذا الداء والقضاء عليه بعد أن انتشر وأستفحل ولم يعد هنالك من علاج سوى أن تلقي الدولة عن كاهلها تلك الأحمال الثقيلة من المهام والوظائف التي تنوء بها.. والتي ثبت بالدليل القاطع عجزها عن القيام بها بكفاءة..

لا بديل عن الخصخصة لتتخلص الدولة من تلك الأحمال التي عجزت أكتاف الدولة وقدراتها عن رفعها... وذلك هو بالضبط ما فعلته وتفعله الأمم التي نجحت في بناء إقتصادياتها والنهوض بمستوى معيشة مواطنيها ولم يعد لنا خيار سوى سلوك هذا الطريق... من اراد تنمية حقيقية في بلادنا فعليه أن يزيل عقبة البيروقراطية ويتخلص منها بصورة نهائية... من بحث عن نهوض فعلي للإقتصاد ينقل الحياة في العراق إلى أفق جديد فعليه أن يعلم أن هذا الهدف لا يمكن الولوج إليه مع بقاء الإدارة العراقية في واقعها الحالي بكل بيروقراطيتها وترهلها وفسادها والفوضى التشريعية التي تعصف بها... الإدارة الحكومية في العراق بصورتها الراهنة بحاجة إلى تغيير جذري ولا نقول إصلاحات محدودة وهذا شرط أساسي لابد منه قبل الحديث عن أية تنمية إقتصادية أو بشرية.

علي غالب بابان - وزير التخطيط العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الشمري
2009-05-14
عندما تترهل الحكومات وتمرض فأنها تستقيل وتاتي حكومة اخرى بديلة بدم جديد وهمة جديدة فأين نحن من هذا التقليد والنظام الديمقراطي ولماذا سجلت الوزارات باسماء الوزراء بالطابو وأصبح كرسي الوزارة مكسبا لا أحد يفرط به . هل ان كرسي الوزارة يسمح للوزير بالتجاوز على الأموال ولذلك فهو يعض بأسنانه على الكرسي أم عدنا الى ما مضى ,؟ وأين رئيس الوزراء ؟ وأين مجلس النواب ؟ ولماذا الجميع غير مهتم وسفينة العراق تشرف على الغرق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك