المقالات

نعم.. أفتى شلتوت بجواز التعبد على المذهب الجعفري ! ‏

1469 13:38:00 2009-04-16

مهند حبيب السماوي

هذا عنوان مقال مهم للباحث المصري السيد عصام تليمة نُشرت على موقع اسلام اون ‏لاين بتاريخ 13-04-2009 وتحت الرابط :‏http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=12‎‎37706126290&pagename=Zone-Arabic-‎MDarik%2FMDALayout&ref=body

رد فيها بموضوعية دقيقة ومنهجية محكمة وأدلة تاريخية واسلوب اكاديمي على نفي ‏الدكتور يوسف القرضاوي لوجود فتوى للشيخ الراحل المغفور له محمد شلتوت حول جواز ‏التعبد بالمذهب الجعفري الشيعي .‏وقد اوضح الباحث عصام في مقدمة مقالته القيمة، بعد أن قام بنقل تصريح القرضاوي ‏بصورة حرفية، بانه ليس " مقالي هنا نقاشا لرأي شلتوت صحة أو خطأ، بل مقالي لإثبات ‏أو نفي صدور فتوى عن شلتوت بهذا القول " فهو لا يرغب بتقييم الفتوى ولا في اعادة ‏قراءتها من جديد ، بل يحاول أن يثبت انها تعود فعلاً للشيخ الراحل شلتوت التي نفى نسبتها ‏اليه الشيخ القرضاوي وقد كرر الباحث عصام هذه الملاحظة أيضاً في نهاية مقالته . ‏

ثم ينتقل الباحث عصام الى تفصيلات هذا الموضوع من خلال اربعة فقرات تعرض في ‏الاولى منها الى صحة صدور الفتوى ويوثقها بدقة اكاديميا برصانة علمية متتبعاً مسارها ‏التاريخي كرونولوجياً ، واما الفقرة الثانية فيشير الباحث الى قضية مهمة وهو أيمان ‏شلتوت في فتواه واعتقاده اليقيني بها ثم يتطرق في الفقرة الثالثة الى علة نفي القرضاوي ‏للفتوى وهو يَحمل القرضاوي على محمل ايجابي بينما يحاول في الفقرة الرابعة الاجابة على ‏سؤاله الهام " هل جُمع كل تراث شلتوت؟ " .‏ففي الفقرة الاولى نرى الباحث عصام يوكد على صحة صدور الفتوى او " الحديث التاريخي ‏الخطير الشأن "، وهي في حقيقتها كانت من الناحية التاريخية تصريحا من الشيخ شلتوت ‏لصحيفة " وذلك بعد أن صرح شلتوت في بداية عام 1959م لجريدة (الحياة) بعزمه على ‏التقريب بين المذاهب، والمباشرة بتدريس الفقه الشيعي في كلية الشريعة ضمن برامجها ‏الجديده " وهذا مادفع مراسل جريدة (الشعب) السيد محمود سليمة ليسأل هذا السؤال ‏ويجيبه شلتوت وبعدها " نقلته مجلة (رسالة الإسلام) التي كانت تصدر عن دار التقريب بين ‏المذاهب الإسلامية بالقاهرة بعنوان: فتوى تاريخية، وقامت مجلة (الأزهر) بنشره بعنوان: ‏‏(بين السنة والشيعة) وقد نشرت الحوار كاملا "

والذي نصه:‏‏(قيل لفضيلته: إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على ‏وجه صحيح: أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة، وليس من بينها مذهب الشيعة ‏الإمامية، ولا الشيعة الزيدية، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه؛ فتمنعون ‏تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلا؟فأجاب فضيلته: ‏1 ـ إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتبّاع مذهب معين، بل نقول: إن لكل مسلم ‏الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحاً، والمدونة ‏أحكامها في كتبها الخاصة، ولمن قلد مذهباً من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره ـ أي ‏مذهب كان ـ ولا حرج عليه في شيء من ذلك.‏‏2 ـ إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد ‏به شرعا كسائر مذاهب أهل السنة.‏

فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما ‏كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب، أو مقصورة على مذهب، فالكل مجتهدون ‏مقبولون عند الله تعالى يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم، والعمل بما يقررونه ‏في فقههم، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات) ((مجلة (رسالة الإسلام) الفصلية، ‏العدد الثالث من السنة الحادية عشرة الصادر في محرم 1379هـ ـ يوليو 1959م. ص: ‏‏228،227.))‏

ثم يؤكد الباحث عصام في الفقرة الثانية على ان " شلتوت كان مقتنعا بفتواه، ولم تكن مجرد ‏فتوى خرجت وانتهى الأمر " فبعدها بفترة وجيزة نشرت مجلة (المجتمع العربي) في العدد ‏الثاني والثلاثون الصادر في شهر أغسطس 1959 حوارا مطولا مع شلتوت، وبعد ذلك ‏ايضاً " أعادت مجلة (الأزهر) نشر الحوار بالكامل أيضا، وجاء فيه هذا السؤال: هل يعني ‏تدريس مذهب الشيعة في الأزهر أنه جائز التطبيق، أم أنه يدرس لمجرد العلم والتحصيل ‏وزيادة معارف رجل الدين؟فأجاب شلتوت: لسنا حريصين على أن تكون دراستنا في الأزهر لمجرد العلم والتحصيل، ‏إنما نحن ندرس للاستيعاب والفهم، ثم التطبيق والعمل بكل ما يمكن العمل به، وفقه الشيعة ‏مأخوذ ببعض أحكامه في كثير من القانون عندنا، وكثير من علمائنا عمل ببعض أحكام ‏العبادات عندهم، ونحن إنما نرجع إلى الكتاب والسنة، فمتى لم يخالف الرأي أصلا من ‏الأصول الإسلامية الصحيحة، ولم يتعارض مع نص شرعي، فلا بأس من تطبيقه، والأخذ ‏به، وذك هو التقريب المنشود، والتيسير المرجو " (( مجلة الأزهر العدد الثالث المجلد ‏الحادي والثلاثون الصادر في 1959م. ص: 362 )).‏ويشير الباحث الى حدوث صدى كبير لهذه الفتوى حيث " أيدها الدكتور محمد البهي الذي ‏كتب ـ مؤيدا لتوجه الفتوى وشلتوت ـ مقالا بعنوان: (مع المذاهب الإسلامية)(( مجلة ‏الأزهر العدد الثاني من المجلد الحادي والثلاثين، الصادر في غرة صفر سنة 1972هـ ـ ‏أغسطس سنة 1959م ص:137-141 )) وفي نفس العدد كتب الأستاذ محمود الشرقاوي ‏مقالا بعنوان: (الأزهر ومذاهب الفقه الإسلامي)(( 142-146))" .‏وفي مجلة رسالة الإسلام " كتب في العدد التالي للفتوى الشيخ محمد تقي القمي السكرتير ‏العام لجماعة التقريب مقالا بعنوان: (قصة التقريب)، يشيد بالفتوى، وبجهود شلتوت في ‏التقريب ((مجلة رسالة الإسلام العدد الرابع من السنة الحادية عشرة الصادر في سبتمبر ‏‏1959م ص: 348-359 )) وتلاه في نفس العدد الشيخ محمد محمد المدني رئيس تحرير ‏مجلة (رسالة الإسلام) وعميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر، بمقال بعنوان: (رجة البعث في ‏كلية الشريعة) يؤيد فيه فتوى شلتوت، ويسهب في الرد على المخالفين للفتوى ((مجلة ‏رسالة الإسلام العدد الرابع من السنة الحادية عشرة الصادر في جمادى الأولى 1379هـ ـ ‏سبتمبر 1959م ص: 373-388. ومجلة (الأزهر) العدد السادس من المجلد الحادي ‏والثلاثين الصادر في جمادى الآخرة 1379هـ ـ ديسمبر 1959م. ص: 526-536 )) ‏وفي نفس العدد نشر الشيخ محمد الغزالي مقالا بعنوان: (على أوائل الطريق) ((مجلة رسالة ‏الإسلام العدد الرابع من السنة الحادية عشرة الصادر في جمادى الأولى 1379هـ ـ ‏سبتمبر 1959م ص: 412-416 ))" .‏وفي الفقرة الثالثة يجامل صاحب المقالة الشيخ القرضاوي في نفيه لوجود الفتوى ‏ ويقول " أني أتفهم نفي القرضاوي والعسال للفتوى، وأنها ليست في تراث شلتوت، وهما ‏أخبر الناس بتراثه " على اعتبار انهما " قاما بجمعه، وتبويبه، وإخراجه، فهما مصيبان في ‏أن الفتوى ليست في تراث شلتوت المجموع في كتبه الأربعة: الإسلام عقيدة وشريعة ـ ‏الفتاوى ـ التفسير ـ من توجيهات الإسلام ".‏وعلل الباحث عدم ايجاد الفتوى في هذه الكتب الى " أن كتب شلتوت طبعت قبل صدور هذه ‏الفتوى، فبالتتبع لكتب شلتوت وتاريخ الطبع، نجدها كلها نشرت أو جمعت وأعدت للطبع قبل ‏صدور فتواه موضوع المقال "، واعتقد ان هذه الحجة مردودة وتعليلها قاصر لان تراث ‏مفكر ما وفلسفته وجميع ارائه لاتوجد فقط في كتبه بل توجد في ثنايا حواراته ولقاءاته ‏ومقالاته وتصريحاته واقواله المتناثرة أيضاً ، ولا اعتقد بان هذه القضية تخفى على ‏القرضاوي ، حيث كان ينبغي عليه بدلا من ان يتحدث بيقينه ودوغمائية ويقول لمن ساله ‏عن الفتوى "أنا أقول لك: هات لي الفتوى دي (هذه) في أي كتاب من كتبه.. أنا لم أر هذه ‏الفتوى.. أي واحد منكم فليقول إني (أي السائل) شفتها في كتاب كذا أو مجلة كذا" ، بدلا من ‏ذلك كان عليه التمحيص والتدقيق والتحقق من كل ماقاله الراحل شلتوت عن هذه القضية ‏التي تسبب حساسية كبيرة لدى المسلمين .‏ثم نصل الى اخر فقرة من مقالة الباحث عصام وهي طرحه التساؤل التالي : هل جمع كل ‏تراث شلتوت؟ ويجيب بالنفي فالقرضاوي سافر الى قطر سنة 1961 بينما توفي الشيخ ‏شلتوت سنة 1963 وبالتالي كانت هنالك " بحوث ومقالات وتصريحات مهمة جدا لشلتوت ‏لم تجمع بعد " ولم يشهدها القرضاوي الذي " لم يكن متقصياً لكل تراث الرجل " وفاته " بعض الشيء مما نشر " ولذا يصبح تاكيده على عدم وجود هكذا فتوى هو ادعاء ‏غير مدعوم بادلة ويفتقر الى المنهج الهادئ لما ينبغي ان يكون عليه عالم ديني خصوصاً ‏وانه من غير الممكن ان يبقى سنتين الشيخ شلتوت من غير تصريح بعد ان غادر ‏القرضاوي مصر الى قطر وبقى الراحل شلتوت يمارس نشاطه الفكري والديني .‏هذا الامر يجعلنا نتسائل بشك وريبة عن مغزى تصريحات القرضاوي التي لن أبالغ أن قلت ‏بانها طائفية وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين !، ومن حقي ان أتساءل ان كان ‏القرضاوي قد نفى على المغفور له شلتوت هذه الفتوى فهل يعني هذا انه لايؤمن بها ‏ويستكثرها على قامة علمية كبيرة كشلتوت ؟ ...ويصبح التشيع عنده مذهب غير جائز ‏التعبد به ولايُبرئ ذمة معتنقيه الذين يبلغ عددهم حوالي 394 مليون شخص في بعض ‏الاحصائيات الواردة في المصدر التالي: ‏http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=796‎

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ايمن العامري
2009-04-16
تحية للاستاذ مهند حبيب السماوي الذي يكشف لنا دائما هكذا فتاوى
الدكتور شريف العراقي
2009-04-16
ايهما افضل الامام الصادق عليه السلام ام الامام ابو حنيفة النعمان فاذا كان الاثنان متساويان في العلم فان متبعيهما لهما نفس الحقوق والواجبات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك