المقالات

البعث والقطار الانغلو عربي

913 13:50:00 2009-04-15

جميل الحسن

يبدوا ان الحكومة غير مدركة لعواقب تنازلاتها التي تنوي تقديمها الى البعثيين عبر ذريعة استبعاد البعثيين الملطخة اياديهم بدماء الشعب العراقي والتفاوض مع القوى المسالمة في حزب البعث وهي قوى تراها الحكومة غير ضارة وبالامكان استيعابها في اجهزة الدولة من جديد .هذا الاسلوب الساذج الذي تدير به الحكومة ملف حزب البعث وتتعامل وفق قاعدة حسن النوايا الذي لا تعترف به قواعد السياسة بشكل عام وتفكر في تنظيم مؤتمر يعقد في بغداد قريبا للتصالح معهم مما يعني ان الحكومة ماضية في مشروعها للمصالحة مع البعثيين .قد تكون المبررات التي تطرحها الحكومة في هذا المجال مقبولة نوعا ما لكنها لا تلغي حقيقة الماضي الاجرامي لحزب البعث واساليبه المتلونة التي كان يتبعها في الاستحواذ على السلطة وطابع الغدر الذي يغطي مسيرة البعثيين وعدم التزامهم بالمعايير الادبية والاخلاقية في تعاملهم ولهم ماضيهم الخطير في هذا المجال

 فهم فتكوا بعبد الكريم قاسم بعد تقرب اليهم في اواخر ايام حكمه واعادهم الى وظائفهم في دوائر الامن والجيش وكانوا اول من قام باطلاق الرصاص عليه بعد محاكمة صورية في مبنى الاذاعة والتلفزيون بعد ان تعهدوا له بالعفو عنه وعدم ايذائه .كما غدروا ايضا بشريكهم النايف الذي قاد انقلاب تموز مع شريكه الاخر عبد الرحمن الداوود ولولا الحماية الامريكية لهم لقتلوهم في الحال .

 والرموز البعثية سواء التي كانت في السلطة ام خرجت منها استمرت في ممارسة هذه اللعبة بالغدر ببعضهم البعض فضلا عن الخصوم ولا يغرنك حديث بعض من رموز تلك المرحلة وادانتهم لحكم الطاغية صدام فالغدر كان وما يزال صفة من صفاتهم وجزءا من سلوكهم الدموي الاجرامي وهم لجأوا الى المعارضة بعد .من يضمن للحكومة ان لا يتحول هؤلاء البعثيون الاتقياء المساكين الطيبين الى وحوش تفتك بالسلطة وبرموزها وقياداتها في اقرب فرصة تسنح لهم وعندما يتوفر لهم غطاءاقليمي ودولي يعمل على حمايتهم ويضمن عدم تدخل الامريكيين عند الضرورة .لماذا تجازف الحكومة وهي تستمع الى الضغوط والهمس الخارجي بالتصالح مع هؤلاء البعثيين في الخارج وتقدم التنازلات المجانية لهم من دون ان تستغل هذه المحادثات لاقناع دول الجوار بالتخلي عن دعم البعث وطروحاته وعدم السماح لرموزه بالعمل من على ارضيها وان ورقة البعث قد احترقت الى الابد .الطرف الامريكي هو في الواقع جزء من الموضوع من اجل ارضاء دول المنطقة العربية عبر ممارسة الضغوط على المالكي من اجل التصالح مع هؤلاء البعثيين غير الملطخة اياديهم وجيوبهم .

ان البعثيين لا تهمهم مصالح البلاد واستقرارها وهم كانوا يمنون النفس بافشال العملية السياسية في البلد واعادتها الى مربعها الاول واقناع الامريكيين عن طريق الدول والحكومات الاقليمية الراعية لهم بمنحهم السلطة من جديد والارتماء في احضان الامريكان وتنفيذ مخططاتهم في المنطقة كما فعل الطاغية صدام من قبل وهو ما صرح به المجرم الهارب عزة الدوري في رسالة الاوهام والاحلام التي نشرها قبل ايام والتي اعلن فيها بوضوح عن استراتيجية بعثية تقوم على اساس التخادم مع الامريكيين من جديد مقابل الوصول الى السلطة وهو هدف لن يتاخر البعثيون في الوصول اليه متى شاءت الظروف لذلك مادامت القوى المشبوهة التي سحت لهم بالوصول الى السلطة بالامس ما تزال موجودة وهي نفسها قادرة على اعادة سيناريو 8شباط من جديد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك