المقالات

الصدر سبق الزمن واليوم الزمن سبقنا

978 16:19:00 2009-04-11

بقلم : سامي جواد كاظم

ايام نيسان تذكرنا بافجع كارثة حلت بالوسط الاسلامي بغض النظر عن مذاهبهم حيث ان شخصية السيد محمد باقر الصدر الفكرية فرضت نفسها على الاعداء قبل الاصدقاء ، ويذكر هنا سماحة السيد انه شاهد كتابه اقتصادنا في المكتبات الوهابية اثناء ادائه مناسك الحج .امتزج فكر السيد الصدر بين الدين والسياسة بل والغالب هو تطويع السياسة وخضوعها للفكر الاسلامي العملاق ومن افكاره هذه اخذت بعض الجماعات تعتمدها في ادبياتها لتاسيس احزاب .منذ ان سطع نجم السيد الصدر قدم افكار للنهوض بالمجتمع الاسلامي في كافة مرافقه بادئأ بالمرجعية ومنتهيا بالمجتمع ولاننا لا نستطيع استيعاب هذا الكم الهائل من الافكار الرائعة لهذا ساعرج على كلمتين فقط قالها الا وهي المجتمع المجتهد او المجتمع الفقيه . هذا المجتمع الذي اراد له ان يكون السيد الصدر حتى يستطيع هو بعينه يرد على الافكار المنحرفة التسي تتغلغل اليه من القوى الخبيثة كما وانه بستطيع انيرد على السيل الجارف في حينها الا وهو الحزب الشيوعي اضافة الى ذلك التسلح بافكار اسلامية اذا ما ظهرت مستقبرلا افكار الحادية بمكن للمجتمع نبذها قبل ان يتحرك الفقيه هذا من جانب ومن جانب اخر اذا ما افتى او طلب المرجع امر معين فيه حساسية وخطورة كبيرة فان المجتمع المجتهد لا يحتاج الى وقت كي يفكر بابعاد ما طلبت منه المرجعية وعليه تكون الخطى سريعة وقاصمة لكل حالة سلبية يراها المرجع ، فاقوة اداة بيد المرجعية هو المجتمع المحتهد واقوى اداة بيد المجتمع هو المجتهد المفكر الثوري ، .

وقد جهد السيد الشهيد في تأكيد الصلة بين طلبة العلوم الدينية في الحوزة وبين المرجعية الرشيدة بوصفها الموجه الحقيقي الأول. فقد كانت الحوزة العلمية تشكو حالة تحلل من ناحية، والارتباط بقيادات أخرى غير المرجعية الدينية، من ناحية أخرى، وكلا هذين الأمرين! التحلل والارتباط بقيادة أخرى، كانا يمثلان في تصور السيد الشهيد خطر على مستقبل الحوزة العلمية. من هنا فقد جهد في معالجة كلا هذين الأمرين. أما فيما يخص الأمر الثاني فقد أصدر ــ قدس الله نفسه الشريفة ــ فتوى قاطعة بتحريم ارتباط طلبة العلوم الدينية بأية قيادة أخرى غير قيادة المرجعية الدينية، وتحريم انتمائهم إلى كتلة وكيان تنظيمي غير الكيان الحوزوي الذي يرتبط بالمرجعية الدينية وبباقي الفقهاء والعلماء، وباعتقادنا أن السيد الشهيد بهذا الموقف العظيم قد رسم خطاً سليماً لسير الحوزة نحو الرشد، وانقاذها من مهوى سحيق كانت تنزلق فيه.

نستخلص من هذا لابد على القيادات الدينية وكل من له علاقة بالنهوض الفكري الاسلامي ان يلتفت الى توعية وتنمية المجتمع من خلال تحصينه بابعاد فكرية تسمح له باتخاذ القرار الصائب مع محاولة تسلل الافكار السلبية الى وسطه ، فكثير من الافكار السلبية تحتاج الى وأد من قبل فرد في المجتمع قبل ان تستفحل ويتدخل المرجع .اليوم بدأت القوى الظلامية باتخاذ خطوات واجراءات جديدة في محاولة منها لقيادة العالم والتفرد به فبعد ان بدأت تتساقط الاقنعة عن العملاء الذين قسوا على شعوبهم ترضية للموساد الصهيوني ومع التغيير الذي كان يعمل عليه بوش واعلنه اوباما في دعايته الانتخابية فبدأت هذه القوى تعمل على تغيير اللعبة بلعبة اخرى ذات غطاء ديمقراطي حتى اذا دان المجتمع حاكمه يكون قد دان نفسه لانه هو الذي انتخب هذا الحاكم وتعمل هذه الاجندة على اسقاط الشخصيات والقادة الذين يجد فيهم شعوبهم انهم الاجدر في قيادتهم .

هذا ما حدث للعراق بعد السقوط ، فقد نجحت السياسة الامريكية في جعل الشارع العراقي يرفض من لا ترغب فيه امريكا بعد ما استخدمت اقسى الوسائل الارهابية بحق الشعب العراقي ولم تراعي طفل او عجوز او امراة ، ومع جراح البعث التي اثخنت جسد الشعب العراقي بات ما يستحمل ما يحدث له الان .كل وزير يعمل باخلاص لوطنه وشعبه نجد الاعمال الارهابية مع الهجمة الاعلامية عليه متكررة والوزير الارهابي نجده يحتمي بالقوات الامريكية وهيهات للمحاكم العراقية ان تصله او تحاكمه ، فكم من وزير ارهابي وسارق يتنعم بالحصانة الامريكية ؟!!

ففي الوقت الذي طالب السيد الشهيد بمجتمع مجتهد تطالب القوة الظلامية بمجتمع عميل ولهذا نجد ان الشعب العراقي اذا ما تعرض الى اي هزة ارهابية او سياسية كال باللوم على الحكومة ناسيا الدور الامريكي في ذلك الا القلة القليلة من الطبقة الواعية تعلم ان هنالك اصابع امريكية وراء ذلك .

دققوا كثيرا في التصريحات التي يصرح بها قادة القوات الامريكية، على سبيل المثال عندما يصرح المسؤول عن القوات الامريكية في العراق ان الامن هش وهذا يعني لعلمه اما بضعف اداء القوات الامنية العراقية او لعلاقته بالقوى الارهابية العاملة بامرهم وان الامن الذي حصل هو لطلب الادارة الامريكية ذلك ريثما تنتهي المفاوضات بين الجانبين العراقي والامريكي بخصوص المتعلقات بالامتيازات الامريكية .

فلو قلنا قصد من التصريح ضعف الاداء العراقي فهذا مردود عليهم لانهم اكثر من مرة اعلنوا انهم يعملون على اعداد قوات قادرة على ردع الارهاب فاذا كانت ست سنوات غير كافية لاعداد هذه القوات فالعيب فيهم ، ومن جانب اخر اكثر من مرة اشادت القوات الامريكية في العراق بالكفاءة والدقة لكثير من العمليات النوعية للقوات العراقية في الانقضاض على الارهاب ، وكم من مرة طلبوا من القوات العراقية تسليم بعض الارهابيين لهم لعلاقات خاصة بين القوات الامريكية وهؤلاء الارهابيين .اذن الاحتمال الثاني هو الاصح .

نعود للعنوان فالسيد الشهيد سبق الزمن ومشاكل الزمن بحل جذري وقوي يردع فيه اي فكر سلبي يحاول التغلغل الى المجتمع الاسلامي اينما كان عندما طالب بخلق مجتمع مجتهد واليوم نعاني من افكار سلبية تعشعش في افكارنا وبمسميات براقة تخدع المواطن البريء فكيف يمكن لنا ان نفكر بالقادم مستقبلا من افكار سلبية اذا كنا عاجزين عن حل المشاكل التي تعترضنا اليوم .هل ننتظر رحم الزمن ليلد لنا محمد باقر الصدر اخر ،فهذا العجز والوهن بعينه ويعيش بيننا كثير من القادة والمفكرين عجزنا وعجزوا عن ترتيب اوراق التواصل بيننا فالطرفان مسؤلان عن واقع حالنا اليوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الياسرية
2009-04-12
أن ما قرأناه عن الشهيدمحمد باقر الصدر يفرق عن مانلاحظه ممن يحملون اسمه وصورته لتحقيق مارب ماأنزل الله بهامن سلطان ففي الكتب يذكرالشهيدانامعك يااخي وولدي السني وانا معك يااخي وولدي الشيعي بقدرماانتم مع الاسلام نرى هؤلاء يمدون يدهم الى اسوء الناس من الطائفتين حتى ائتلفوامع الوهابية،يقول الشهيدلوكان اصبعي بعثي لقطعته يتحالفون مع البعثية ويصالحوهم ويعتبروهم كفائة وهم لمدة 40 عام لم يتمكنوا من عمل اي شئ فنحن بلا ماء ولاكهرباء ولا مجاري ولا تبليط ولامدارس فأين كانت كفائتهم ولكن كفائتهم تعرفها السجون
حيدر العراقي
2009-04-12
عاشت ايدك على هاي المقالة والله صحيح ان الزمن سبقنا سبقنا لاننا تخلفنا عما قاله الشهيد محمد باقر الصدر فهو رضوان الله عليه كان مع السني والشيعي اذا كانا مع الاسلام والوطن أما الان فلا احد يقول ذلك الا ما عصم ربي والذين يطبقون ذلك هم اقل وأقل وهناك الكثير الذين يدعون الولاء لاسم الصدر، ولكنهم اصبحوا وجها ثانيا لعملة البعث وارهابها لك الله يا محمد باقر الصدر وصدق النشيد الذي كنت اسمعه بالخفية من تلفزيون الانتفاضة ايام التسعينات مثل ابو جعفر فقدنه ذكره طول الوكت عدنه ذكره عد كلمن يحب كاعه وعمامه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك