المقالات

ستة أعوام على سقوط النظام ... شعب سبح بدمه صوب أهدافه

957 18:09:00 2009-04-06

محمد الحيدري

قد لا يفقه البعض شكل المسارات التي اختطها الشعب العراقي لتوجيه التحولات السياسية وجهتها نحو افاق الخلاص من ربقة النظم التي امتهنت كرامته وصادرت حريته لكنها، عجزت عن ثني ارادته.. قد لايفهم البعض صيرورة هذا الشعب، الذي يسبح والى الان بدمه دون ان يكل او يمل او يبدل تبديلا.كثيرة هي الشعوب التي نحرت من الوريد إلى الوريد وعديدة هي الامم التي تقاذفتها الرزايا والبلايا ولكنها في آخر المطاف وقفت وسارت، وشعبنا العراقي ليس بدعاً عن تلك الشعوب وليس استثناءاً عن هذه الامم، بيد أن ما يفرقه عنها ويميزه عليها هو ما يختزنه بين ثنايا مسيرته التاريخية من اهداف كونية شاءت يد القدر أن يضطلع بمهامها ويكدح في الوصول اليها مهما كلف الثمن.

 فهل من المصادفات التاريخية أن تضم تربته اجساد الاطهار (ع) وتكون محطاً لركب سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)، بعدما اختارها أمير المؤمنين (ع) عاصمة لخلافته المباركة ويؤسس في مرابعها دولته العادلة؟.. هل من المصادفات أن يصبح هذا البلد عاصمة للدولة العالمية التي سيدير من خلالها الامام المنتظر (عج) دفة الحكم الالهي ليملئ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا؟.

تحرر ام احتلال ؟واحدة من الاشكاليات التي عادة تثار حول تاريخ التاسع من نيسان 2003 هي: هل ما جرى في ذلك التاريخ احتلال اجنبي بعد اسقاط حكومة صدام التي تعتبر مجازرا انها عراقية ام هو تحرر من دكتاتورية جثمت على صدور العراقيين لعقود خلت؟ ام هو امر بين أمرين؟ والواقع وبقراءة لمشاعر الاغلبية من العراقيين في ذلك الوقت لا نتردد في القول أن ما حصل هو سقوط للنظام وانهيار صروحه الدموية واحتلال اجنبي في ذات الوقت، بحسب المعطيات السياسية واعتراف مجلس الامن الدولي، قد لا يفقه غير العراقيين ما تنطوي عليه هذه اللحظة (لحظة الانعتاق من ربقة ابشع نظام دموي والدخول الاضطراري في نير احتلال اجنبي من قبل (دول عظمى) لكن الشعب العراقي الذي تغصص المرارات ردحا كبيراً من الزمن جراء سياسية القهر والقمع والتجويع والامتهان على يد الطاغية المقبور وجلاوزته واجهزته الاجرامية إلى درجة أن البصمات الاجرامية لهذه الزمرة الاثمة طبعت في كل بيت سواء كان من حجر او وبر -عدا تلك البيوتات الخاصة لازلام النظام واعوانه ومحازبيه والمسبحين بحمده آناء الليل و اطراف النهار - اما النجباء والشرفاء فكانت حصتهم الزنازين والمثارم وأعواد المشانق وهم يشكلون السواد الاعظم من الشعب فكيف تكون ردود افعال هولاء المعذبين وقد سنحت فرصة تاريخية للخلاص؟هل سيقف العراقيون الشرفاء مع الطاغية وفدائيو صدام وسائر الاجهزة القمعية التي اذاقته طيلة عقود خلت الوان العذاب، في حرب الطاغية صدام البهلوانية لكي يقال عنه انه شعب وطني ؟ .

أن الشعب العراقي بتاريخه الناصع ومواقفه الوطنية المشرفة، لا يمكن أن يتقبل الاجنبي لكن كما يقولون للضرورة احكام فالعراقيون بوعيهم المرصوص والتفاتهم حول مرجعيتهم المتمثلة بالسيد السيستاني وخلفه بقية المراجع ،التي يشهد لها الاعداء قبل الاصدقاء بالحكمة وسداد الرأي والقدرة الفذة على ضبط المسارات التاريخية،تجاوزوا هذه الاشكالية وفكوا احجياتها .فقد نجحوا في استثمار الحدث في التاسع من نيسان ولم ينزلقوا في الخندق الاجنبي ولا في الخندق الصدامي والواقع أن التشويهات التي يروج لها الاعلام العربي الاصفر بمزاميره المملولة واتهامه لشعبنا المجاهد بالعمالة للاجنبي ورجمة بتوصيفات تأتي كردة فعل للحنق والحقد الذي يكنه اشقائنا المعادين لنا ومحاولاتهم المتواصلة لاجهاض التجربة العراقية الجديدة ووأدوها .فمتى صار هذا الشعب عميلاً للاجنبي ومهادناً للاحتلال وقد سطر بطولاته في التاريخ المعاصرفي ثورة العشرين، وترفع عن أي تطبيع مع الكيان الاسرائيلي في حين يرفرف العلم الاسرائيلي وسط العواصم العربية وتتسابق زعامات العروبة على شبابيك التطبيع المهين؟! .

ان شعبنا في التاسع من نيسان لم يتخل عن العراق بل تخلى عن جلاد العراق. وما ان أنجلت الغبرة حتى بدأ بمشروعه السياسي لسحب البساط من تحت اقدام الاجنبي رويداً رويداً عبر العملية السياسية بعد ما تدخلت المرجعية الدينية العليا متمثلة بالسيد السيستاني وحرفت المسار الذي رسمته الادارة الامريكية لتحويل العراق الى ضيعة امريكية وتابع للاجنبي .وها نحن اليوم نطوي صفحات الماضي الصدامي السوداء وسنين القهر والظلم العجفاء يحق لنا نحتفي يما انجزناه ونفتخر بما حققناه رغم التحديات والصعاب ورغم الهجمة الارهابية الشرسة التي لاتفرق شيخ وطفل ورجل او امراة .

نعم لقد انجزنا الكثير ولم يبقى الا القليل فالعراق اليوم هو بلد بلد الحرية والتعددية بعدما كان بلد العبودية والدكتاتورية والعراق اليوم يدير دفته حكام اختارهم الشعب بعدما كان الحاكم هو من يختار الشعب ولنا في سياسية التمييز الطائفي والعنصري التي تبناها المقبور صدام اسوة سيئة تدلل على ذلك حيث كان الطاغية يعتبر اعوانه ومحافظات معروفة وصفها بالبيضاء هي الشعب وهي لم تتجاوز الثلاث محافظات ويخوّن الاغلبية الساحقة من الشعب .

في عراق اليوم دستور صادق عليه العراقييون بعدما كانت الدساتير تكتب بأياد ملوثة بدماء الابرياء في غرف مظلمة .اليوم وبعد الاعوام الاربعة نجد حركة الاعمار والبناء والانفتاح الاقتصادي في وقت كنا نحلم بتبليط شارع في حقبة صدام بن ابيه .قد يقول البعض ان العراق لم يشهد استقرارا منذ السقوط حتى نهاية العام الماضي وان فواتير الدماء المراقة كبيرة فنقول لهم ان الجرائم الارهابية التي تستهدف العراقيين يقترفها ايتام النظام الصدامي وزمر التكفير في تحالفهم الشرير وان الفارق بين ماكان وما هو كائن هوان بقايا دولة الطغيان وبعدما شعروا بنهاياتهم وانعتاق شعبنا من سلطتهم الجائرة استجمعوا كل قواهم وجلبوا كل الاعداء من داخل الحدود وخارجها وكل شذاذ الافاق وبدعم من مخابرات بعض النظم العربية الشمولية ليشنوا غاراتهم من جديد ويستهدفوا العراقيين خصوصا اتباع اهل البيت (ع) لعلهم يعيدوا سلطانهم وهيلمانهم فمجرمو الامس هم ارهابيو اليوم .لكن مسيرة هذا الشعب تسير دائما الى امام وهي ماضية بسحق الاعداء - وهاهو الارهاب يندحر ويولي الدبر - وماضية بسحب البساط من الوجود الاجنبي وهاهو العراق يقترب من قطف استقلاله واستعادة كامل سيادته بجلاء اخر جندي اجنبي وفق اتفاقية سحب القوات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
sun
2009-04-07
الشعب قد حطم الاصنام وانتقما بضربة لم تدع في ارضنا صنما فلا مقامات اسيادمعظمة فشعب العراق شعب المجد قد عظما ولا فراعنة تدعوا لطاعتها عصابة تنحر الاخلاق والذمما عصابة لست ادري كيف انعتها ان لم ادنس يراعا طاهرا وفما عصابة من حثالات واوبئة من كل مايخجل العلياء والشيما من كل سارق قوت الشعب منتفخ الا اوداج مفتضح او والغ بدما تامرت ووحوش الغدر تحرسها تروم ارجاع عهد هد فانهدما فهل يعود لها عهد به بطرت لتسترق البرايا تهتك الحرما لعنة صدام م
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك