الشيعة مادة دسمة لكتابك ياحسن العلوي

بقلم : سامي جواد كاظم

كل من يهوى كتابة التاريخ عليه التجرد من نزعاته الشخصية حتى تكون الصورة التي يرسمها عن الحدث خالية من الضبابية والا فان هنالك كلام ثان عن ما يدون من احداث ومفارقات وعند الفقهاء علم يسمى علم رجال الحديث يركز على دراسة احوال الراوي حتى يمكن الاعتماد على روايته ، ومن اهم ما يبحثون عنه هو الانتماء في المعتقد حيث انه له الدور الرئيسي في دراسة احاديثه .في احدى اللقاءات مع الكاتب العراقي حسن العلوي والذي اعتبر مؤرخ لحقبة من الزمن بفرصة منحها له حزب البعث حتى يتحدث عن ما شاهد وقال وفعل قال العلوي انه لم يبوح بكل ما لديه حيث ان هنالك مواسم واوقات معينة تجعله يكتب بعض ما لديه من اسرار سواء كانت تخص البعث او نقيض البعث .ظهر في الاسواق اخر بضاعة من سلعته التاريخية حيث ان وقت اصدار هذا الكتاب جاء في الوقت الذي يراه الكاتب انه يلائم افكار هذا الكتاب ، عنوان الكتاب شيعة السلطة وشيعة العراق ولكن مضمونه يستحق العنوان التالي (عراق الشيعة وسلطة الشيعة ) حيث الفرق بين العنوانين والافتراء على الشيعة واثبات فجوة بين شيعة السلطة وشيعة العراق ولكنه خاب ظنه .ولا ادعي ان ماجاء به العلوي في كتابه هذا كله هراء في هراء فهنالك محطات جاءت سليمة وصادقة واخرى تافهة لاتستحق الرد والبعض الاخر يستحق الرد لتصحيح التمويه الذي يبغي من ورائه ايهام القارئ للفكرة التي يروم جعلها صحيحة حسب مبدأ هتلر اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ولهذا القسم سيكون لي رد عليه .في بداية كتابه تغنى كثيرا عن بغداد وهذا امر لا باس به فالذي له ذكريات لطيفة مع بغداد ولياليها له الحق في الاطناب والاسهاب عنها ، ولانه من خلال المديح فانه اثنى على بانيها ومؤسسها وكذلك له الحق ولكن من خلال هذا الاطناب فانه يستهجن لو اراد الحاكم للعراق الان ان يجعل مثلا طويريج عاصمة للعراق وانه مستشهدا برئيسه صدام وانه اكمل مسيرة المنصور في الحفاظ على بريق بغداد ، فلكل حاكم الحق في اختيار العاصمة والتاريخ الاسلامي يحدثنا عن عواصم كثيرة متغيرة بل ان هنالك بعض الدول لها عاصمتين .ففي الوقت الذي اصدر كتابه الشيعة والدولة القومية في العراق وانزل غضبه على البعث وفضح القدر الممكن لموسمه من الاعيب البعث عاد في كتابه هذا ليكون نسخة طبق الاصل من ذلك الكتاب وبالاتجاه العكسي ويحاول جل اهتمامه النيل والتنكيل للحكومات المتعاقبة على العراق منذ ان سقط رفيقه صدام .ولهذا كان الفصل الاول من نهاية صدام وطبيعة محاكمته وان السنة نالوا الظلم من صدام وجاء استشهاده غير موفق ولا يرتبط بما يدعي لكثرة المغالطات .فقد ذكر في ص33 تحت عنوان لماذا الدجيل وليس سامراء والدور وحديثة وكبيسة ؟ ذكر اسماء من اعدمهم صدام من السنة منهم محمد مظلوم و وزير الخارجية مرتضى الحديثي وشقيقه كرد الحديثي وهو من قدماء الحزبيين ومحمد صبري الحديثي وكيل وزير الخارجية وعبد الخالق السامرائي متصوف الحزب ومحمد محجوب وخالد عثمان حزبي و وزير وعشيرة الجبور التي ذكرتها وكيفية نيلها ظلم صدام فهي كانت قبل الهفوة لها الحظوة في حفظ امن صدام والقصر الجمهوري .واسماء اخرى من السنة الذين اعدمهم صدام ولكنه لم يذكر سبب اعدامهم ؟ فهل سبب اعدامهم نفسه سبب اعدام محمد باقر الصدر ؟ او نفس سبب اغتيال مهدي الحكيم او حسن الشيرازي او عبد العزيز البدري فان هؤلاء لا منصب ولا بعثية على عكس السنة الذين ذكرتهم فانهم في الوقت الذي تضاربت المصالح تم تصفيتهم وانت مثلهم الا انك ايها العلوي اذكى منهم واستطعت ان تنفذ بجلدك والا مكانتك من صدام والبعث اعلى بكثير منهم لان الاعلام لا يمكن له ان يسلم الا للصفوة وليس باقل من الصفوة والصفوة هي الولاء المطلق من خلال انجازات واعمال يقوم بها الرفيق الحزبي وعليه عندما نقرا كتبك التاريخية فانك تذكر اقوال ومشاهد ولا تذكر افعالك وكيفية ارتقاءك سلم المناصب في دولة صدام حسين .فليس كل من اعدمه صدام يعتبر مناضل والا لضمنت قائمتك حسين كامل وشقيقه او راجي التكريتي على سبيل المثال لا الحصر ، ولانك عزيزي العلوي تحن الى بغداد وماضيها فلا بد ان يكون للحنين جزء من ليالي الاجتماعات والالتقاء بالاحبة الرفاق من صنف صدام وذويه فعند ذكر هفوة كما تقول عن صدام فانك تبررها بانها جاءت بالانفعال وليست بالقصد فقد عرجت على الانتفاضة الشعبانية ومارافقها من احداث وذكر عبارة المحافظات البيضاء التي اوت وساندت صدام على حساب بقية المحافظات الشيعية والكردية فقد ذكرت في ص 44 ان صدام قال عن هذه المحافظات بالبيضاء وهي غلطة جاءت نتيجة الانفعال أي انها ليس لها مداليل اخرى في صدر صدام المحتقن غيظا وكرها من الجنوب والشمال بل الانفعال الذي تزول الهغوة مع ارتخاء الاعصاب واي تبري هذا لهذه الكلمة فهل انت غافل عن ما فعله صدام في المحافظات التي ثارت ضده من الشمال والجنوب وبما ان للشمال اجندة ومصالح لدول اجنبية فبقى الجنوب هو السندان الوحيد الذي يطرق عليه صدام وجلاوزته .يحاول العلوي تفسير محاكمة صدام عن الدجيل بانها جاءت بارادة ايرانية على اعتبار ان التخطيط المسبق لاغتيال صدام في هذه المنطقة كان لايران دور فيه ولا اعلم لماذا لايكن لايران دور فيه اليس هو قائد جيش يحارب ايران فمن الطبيعي ان ايران تستنفذ كل طاقاتها من اجل التحالف مع كل من هو ضد صدام وحتى كارلوس الذي ذكرته فهذا امر تقدم عليه كل الدول في العالم والا لماذا صدام ياوي مجاهدي خلق هل لسواد عيونهم ؟الدجيل جريمة من جرائمه ووالله لو حوكم على غير هذه الجريمة لقيل عنها نفس التخرصات التي تقال الان المهم انه مجرم وما ناله اقل بكثير من جزائه .في ص 47 ذكر العلوي عن السلب والنهب والفرهود الذي تعرض له العراق بعد سقوط الصنم وان هذا السلب جاء بارادة امريكية نعم وصدقت في هذا ولكن من هو الذي سلب ونهب هنالك عدة اشكال من هذه الزمر منها جاءت مع الامريكان من العرب ورايتهم بام عيني وهم خليجيين واعتقد انهم كويتيين فقد بذخوا المال من اجل حرق دوائر الدولة ، وشكل اخر هم المجرمون الذين اطلق سراحهم صدام قبل الغزو من سجن ابي غريب ويقدر عددهم بـ 35 الف مجرم اما المحكومين السياسيين فقد تم تصفيتهم ، وشكل ثالث هم المتخلفون بسبب ثقافة البعث القبيحة التي ولدت شريحة من المجتمع المتخلف بكل معنى الكلمة وفي كل مجالات الحياة .وكثيرا ما يحاول العلوي العزف على الوتر الحساس وهو الشيعة والعجم والعروبة ولا يعلم ان هذا الكلام لا يساوي عفطة عنز ، فان القومية والعروبة التي لا تحفظ كرامة الانسان فان البصاق عليها كثير جدا عليها ، ويحاول من خلال توهمه بفصل الشيعة في السلطة عن الشيعة في العراق معتبرا ان الذين في السلطة هم من الصفويين وفي الشعب هم من العروبيين ، ونحن بدورنا نقول لك ان العروبيين والصفويين لا وجود لهم في الشيعة المهم هو اننا نتبع اهل البيت ولما انك مشبع بالثقافة البعثية فلا يمكن لك ان تترك هذه الاسطوانة المشروخة بهذه الشعارات الفضفاضة التي لا تاتي بجلبة شعير لنملة ، ولو انك تفقه في التاريخ الاسلامي لقلت لك ان القومية لا اعتبار لها عند الاسلام من عدة جوانب بل وحتى الوطن فان الانسان الذي يهان على ارضه فالوطن عنده لا يساوي شيئا ، يقول الامام علي(ع) الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة ، فالغنى والفقر بكل شيء المادي والمعنوي . يتبع