المقالات

الفيدرالية في العراق في ميزان القادة ورجال القانون

2048 18:08:00 2006-08-12

( بقلم محمود الربيعي )

في غمرة الصراع بين التيارات المختلفة برزت فكرة الفيدرالية لتكون حلا مبكرا للاكراد في الشمال وحلا للشيعة في الوسط والجنوب... وهناك طروحات مختلفة للفيدرالية في نظر القادة الميدانيين، ورؤى تعبر عن حرص كل منهم في اختيار الصالح منها... ولقد وجدنا انه من الافضل ان نبين هذه الاراء والتصورات لتحديد رؤية واضحة لمستقبل العراق والعراقيين... ولقد سمعنا اراء قانونية في هذه وتلك، ولاباس بعرض مبسط لها.فالراي الاول: وهي الفيدرالية التي تنضوي تحت لواءها مجموعة من المحافظات.

ولو سلمنا جدلا ولادة فيدرالية ذات مجموعة كبيرة من المحافظات في الجنوب فما هي اوجه التحفظات منها؟... يبدو ان بعض القادة الميدانيين من الشيعة والقانونين ينظرون الى خطورة مثل هذه الفيدرالية وخصوصا اذا اتخذت طابعا شيعيا لانها ستتعرض الى فتن وابتلاءات لاحصر لها وستحاط بالخصوم والمضايقة على المستوى الامني والاقتصادي والسياسي من قبل الدول العربية وبالخصوص الاقاليم المتاخمة لها وخصوصا في الوقت الذي لايمكنها ان تحتمي بقوى هي بالاساس معرضة لشتى المضايقات والتي لاتتمتع بقوة عسكرية وامنية ظاهرة ولو فكر الحكم الفيدرالي بالانفصال فانه سيتعرض الى ضغوطات داخلية وعربية واقليمية ليست بالحسبان وستقع في فخ الفيدرالية الضعيفة وحالة الانفصال الاضعف ، فالبعض يرى ان هذا المشروع يستجيب لارادة الدول الكبرى ومن يساندها لاضعاف قوة الشيعة وحصرهم في بقعة غير محصنة.وهناك بعض قادة الشيعة يعبرون عمن يرى ان فيدرالية المجموعة قد تولد نظام حكم دكتاتوري في الوسط والجنوب ذات ضرر على التوجه الديمقراطي العام ، وهذا الراي معرض الى المناقشة... فهل ستوفر فيدرالية المجموعة الاستقرار وهل سيستطيع قادتها توفير الامن وايجاد التحالف الدولي والتاييد الدولي لاقامة هذا المشروع وكذلك في حالة الانفصال وهل ان الظروف الدولية والجغرافية والسياسية مهيئة لقبول مثل هذا المشروع وفي حالة وجود حليف فهل يمكن له ان يؤمن الاستقرار في المنطقة ام انها ستاخذ وضع المقاوم للكثير من الخصوم الذين يحيطونها! وهل تكفي النوايا الحسنة للقادة والاخلاص للمشروع الفيدرالي للنجاح وتحقيق الامن في الوسط والجنوب؟ الراي الثاني: فيدرالية المحافظات: حيث يرى قادة اخرون ان الفيدرالية الافضل هي فيدرالية المحافظات.على اساس ان هذا المشروع ليس له صبغة طائفية ولن يخلق له الاعداء... لامن الداخل ولا من الخارج وسيكون مقبول عربيا واقليميا واسلاميا لانه سوف لن يتقاطع مع الخطوط العامة لسياسات المنطقة ، ولن يكون مشروعا طائفيا، ولن تحتاج المحافظات الى حماية الدول الاقليمية المجاورة بالاضافة الى انه سوف لن يتلون بلون الدكتاتورية وسوف لن يسمح لحدوث حالات انفصال. واما رجال القانون: فقد اكدوا ان افضل حالات الفيدرالية للوسط والجنوب هي فيدرالية المحافظات فهي تحقق قدرا معقولا ومعتدلا من التوازن في وضع صعب كوضع العراق ويحقق نوعا من انواع الاستقرار والعراق في امس الحاجة له وسوف يحمي الحقوق بسلطة القانون العام وبسياسة مركزية دستورية وبرلمان دستوري يمارس الديمقراطية بوجه من الوجوه التي تحمي الوحدة الوطنية وتسمح بالمشاركة الواسعة لجميع اطياف الشعب العراقي.ونحن نقول ان مايهمنا اولا واخيرا هو ان نحمي حقوق المواطنين بحماية ارواحهم وممتلكاتهم بالشكل الذي يؤمن لهم حقوقهم الدستورية دون مماس بحريتهم ومعتقداتهم وارائهم على ان تتحقق ارادتهم من خلال اختيارهم لاسلوب الحكم واختيار ممثليهم وقادتهم ويحقق امنهم والعدل لهم ليعيشوا سعداء مع اخوتهم داخل الوطن الواحد وكلما قلت التجزئة وتوحدت الصفوف هزمت المشاريع التي تسعى للهيمنة عليهم وقل تعرضهم لضربات اعدائهم واصبح من اليسير تحقيق الاستقرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك