العمل في مجال الاعلام عمل وسلاح ذو حدين والاعلام ودوره في تغيير معادلات سياسية وغيرها من التوجهات اصبح اليوم امرا من الاهمية بمكان ان الدول المتقدمة والقوية توليه الاهمية القصوى وتضع له الامكانات والخبرات الكبيرة والجميع يعلم ان هناك الكثير من الدول والمؤسسات الامنية والاستخبارية باتت تستخدم الاعلام كوسيلة لاختراق العدو وايضا كوسيلة لبث الحرب النفسيه في صفوف الاعداء لتوهينهم عبر ارسال الرسائل الموجهة من خلال النشرات او التقارير المختلفة وهنا ساتطرق الى هذا الموضوع المهم من خلال الدور الذي لعبه احد شخوص العمالة ضد مصالح شعبه يتخذ من الاعلام وسيلة لذلك والمفروض ان يكون في هذه المحنة ان لم يكن يريد ان يبتعد عن الحيادية ان لايضر بشعبه على اقل تقدير وبالطبع جميعنا كنا نتابع مايقدمه المراسلون وائل الدحدوح وثامر المسحال في النقل المباشر وكانا حقا نالا احترام المشاهد وايضا نالا محبة الجميع من خلال الاداء المهني المميز وايضا الاخلاص لمهنتهم ولوطنهم ومحنة شعبهم في آن معا وهنا يجب ان نسجل ذلك لهذين الاعلاميين وهنا يجب ان نقول ان الحياد في الاعلام مطلوب ولكن حينما تكون الاوطان مهددة والشعب يباد والقضية تكون اكبر من ان يحترم العدو الحيادية في اعلامه لايجب ان نكون ملكيون اكثر من الملك ولايجب ان يكون للحيادية مكان وخصوصا ان سفالة العدو تجعلك وقلمك او وسيلتك الاعلامية مجبرا ان تقف مناصرا للحق والمظلوم ولم يكن مراسل الجزيرة العمري الاسرائيلي الجنسية والهوى الفلسطيني بالاسم ببعيد عن هذا الاختراق الواضح وفي الشدائد كما يقال تعرف الرجال وتعرف الاشباه ايضا ومعركة غزة اماطت اللثام عن الكثير من الحقائق سنتناولها تباعا لكي تكون درسا للجميع ..
لم اسق هذا الاتهام جزافا والشاهد موجود لدي ففي احدى نشرات الاخبار ظهيرة اليوم الاحد، 18 كانون الثاني، 2009وبعد حوالي 15 ساعة على اعلان اسرائيل وقفها لاطلاق النار من جانب واحد كان للجزيرة لقاء مع مراسليها كعادتها في كل نشرة اخبارية وكان وليد العمري على الجانب الاخر من خارج غزة يقف لنقل الصورة من تلك الحدود وسالته المذيعة عن الوضع كيف هو فاجاب ودققوا معي في الصياغة التي اورد فيها تقريره المشبوه :قال" الوضع الان هادئ نسبيا الا اننا سمعنا قبل فترة من الوقت لم يحددها دوي اطلاق صاروخين على عسقلان ومستوطنة اخرى من غزة ومن بيت لاهيا تحديدا ولم تردنا أي معلومات عن الاضرار التي لحقت بالمستوطنات المستهدفة واستدار العمري نحو غزة قائلا وبعد اطلاق الصاروخين وقبل لحظات سمعنا اصوات سقوط قذائف من المدفعية الاسرائيلية على غزة واشار الى مصدر الدخان في الخلفية وكان الدخان متصاعدا على الهواء مباشرة واشار اليه انه وقع للتو ردا على اطلاق الصواريخ الفلسطينية "
المشاهد قد يمر على هذا التقرير مرورا عابرا ولكن السم الذي فيه هو ان وليد العمري يرسل رسالة مفادها ان الفلسطينيين الذين يطلقون الصواريخ نتيجة المجازر التي سقط بسببها اكثر من الف شهيد غالبتهم اطفال ونساء هم المعتدين وان مايفعله الصهيوني هو رد فعل على اطلاق الصواريخ الفلسطينية ولا ادري هل هذه حيادية اعلامية ام اجندة حرب نفسية يمارسها خائن لشعبه كما قيادته في رام الله والقاهرة والرياض وعمان ومن يعملون لحسابهم في تل ابيب اضافة الى انه حدد موقع اطلاق الصواريخ الفلسطينية من بيت لاهيا وتلك اشارة وكانه يعمل في الرصد المعادي وهذه المهمة تمارسها الاستخبارات العسكرية لتحديد مصادر النيران ولتعد قناة الجزيرة الى هذه النشرة وتستمع جيدا لتقرير العمري وهنا نحن يجب ان نكرر ونعيد دائما ونؤشر الى دور هذه القناة المريب في التعامل مع الاحداث فهي نسخة طبق الاصل من سياسة حكام قطر التي تعانق رجالتها ونسائها من كبيرهم حتى صغيرهم الصهاينة وبحميمية وفي ذات الوقت يتباكون على فلسطين بدموع التماسيح وفعلوها مع العراق يبكون الطاغية المقبور ومن السيلية تدار معركة اسقاطه في تناقض وازدواجية غريبة ان لم تكن خيانية ايضا وان قيل هي الحرية في الاعلام والسياسة الا انني بحثت في كل التاريخ ولم اجد لها تفسيرا او مثيلا حتى في النظم الديمقراطية المتطور والمتقدمة في حريتها والتي تنتهج منهج وثوابت تحاول ان لاتمس مصداقيتها ولاتبتعد عن مصالحها .
العمري يمارس دورا مشبوها وواضحا مختصره انه خائن لشعبه ويتخذ من الاعلام وسيلة لدس اجندة الاعداء ومهما كانت المبررات وان اختلفنا او اتفقنا مع الاخرين ولكن ان يخون الانسان قضيته ووطنه وشعبه فتلك التي يستحق ممارسها ان يعرى وعلى رؤوس الاشهاد والعمري احد هذه الشواهد الشاذة .
عرب تايمز نشرت تقريرا قبل اسبوعين بعنوان "احذرو رسائل وليد العمري" عن هذا العميل وساترككم مع تقرير عرب تايمز لانه ليس ببعيد عما اوردته في موضوعي لتكون المصداقية اكثر توثيقا وتكون الحجة دامغة :
كتبت عرب تايمز "احذرو رسائل وليد العمري": تشذ رسائل وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في القدس عن باقي رسائل مراسلي الجزيرة وتذكرنا برسائله المشبوهة في حرب تموز والتي توجها بالتزوير على حسن نصرالله والافتراء عليه ... رسائل وليد العمري الحالية تخدم بشكل مباشر ومفضوح الحرب النفسية التي تشنها اسرائيل ... فالمقاومة ضربت المدن الاسرائيلية اليوم بالصواريخ ... بعدها بدقائق ظهر وليد العمري ليقول ان الصواريخ وقعت في مناطق خالية وان صاروخا واحدا وقع بالقرب من احد المنازل واصاب اثنين بالهلع ... وتوتو توتو خلصت الحدوتو ... لم يصور لنا العمري الصواريخ واثارها ولم يقل لنا انه قام بنفسه بتفقد الاماكن التي ضربتها الصواريخ .. والانكى انه لا يذكر - مثلا - ان هذه هي المزاعم الاسرائيلية فيورد الخبر وكأنه هو المصدر مما يكرس الدعاية الاسرائيلية - العربية بعبثية الصواريخ الفلسطينية ..
والعمري - الذي بكى عرفات وهو يغطي نقله بالطائرة الى باريس - محسوب على جهات عرفاتية فاسدة لها علاقة باسرائيل وخطه الاعلامي ان لم يكن يخدم اسرائيل مباشرة فهو يخدم قطعا الخط الفاسد في حركة فتح التي تحاول ان تشكك بصمود مقاتلي حماس وفاعلية هجماتهم .. ولما انطلقت صواريخ الكاتيوشا نحو نهاريا سارع العمري الى عرض لقطات تزعم ان الصواريخ اصابت ملجأ للعجزة ... وحتى ...... .... اكثر اجرى لقاء مع امرأة فلسطينية وليس مع اسرائيلية حتى يقول ان الصواريخ تضرب الفلسطينيين ... ولما ضربت اسرائيل اليوم عمارات سكنية وقتلت عائلات بأكملها سارع العمري الى القول ان اسرائيل استهدفت اربعة انفاق كانت معدة لخطف الجنود ... العجيب ان العمري لا يقدم لنا - لا بالصوت ولا بالصورة - اية معلومات عن خسائر الجنود الصهاينة واقسى ما يفعله هو تمرير بيانات الجيش الاسرائيلي التي يستقيها منهم خاصة وان العمري موجود الان مع القوات الاسرائيلية على مداخل غزة
العمري يحمل الجنسية الاسرائيلية وقد ( تربى ) صحفيا على يدي محطة الشيخ ابراهيم البراهيم ( ام بي سي ) ولما اتقن الوساخة الاعلامية السعودية على اصولها وتمتع بالريال السعودي انتقل الى محطة الجزيرة ناقلا معه الوساخة السعودية في الاعلام ويكفي انه يقف وراء توريط الجزيرة بلقاء فضيحة كان ينوي ان يجريه مع مجرم الحرب شارون قبل ان تقرر المحطة الغاء الحوار وكانت جهات فلسطينية قد اثارت علامات استفهام حول العمري بعد ان برر قبل فترة هجوما اسرائيليا على بيت حانون لقتل ابو محمد الجعبري ..زاعما ان اسرائيل استهدفت المنطقة - وهي مدنية - بسبب وجود الجعبري - وهو من قادة حماس - فيها وهي معلومة لم تذكرها حتى اسرائيل نفسها ... وقد شبه هذه العملية بعملية اغتيال الشيخ صلاح شحادة وكأنه تبرير غير مباشر للعدو مع ان كل وسائل الاعلام حتى الصهيونية منها لم تأتي بمثل هذه الرواية المختلقة لتبرير جريمة بشعة . فالناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي " افيحاي ادرعي " قال أنه لا تعليق يمكن أن يقدمه الجيش على ما حدث في بيت حانون و الحادثة برمتها قيد الحقي اما العمري فقد أرجع سبب المجزرة إلى شك الصهاينة في وجود أحمد الجعبري في المكان الذي استهدف وكان العمري على رأس المدعوين لحضور مؤتمر صهيوني بدعوة من جامعة بن غوريون وكان شاكر النابلسي من المدعوين ايضا
اخطر ما في موضوع العمري هو خبر وصلنا اليوم ولا ندري مدى صحته يقول ان وليد العمري وقبل ان يعمل في مهنة الاعلام خدم في الجيش الاسرائيلي .. فهل يمكن تأكيد هذه المعلومة الخطيرة من مصدر ثالث" انتهى تقرير عرب تايمز .. ان اختراق الخونة لصفوف أي شعب هو من الاخطار التي يجب متابعتها من قبل اخيار الوطن أي وطن كان ولو كان مايفعله وليد العمري فعله مراسل اسرائيلي اصل وصورة وجنسية لما تكلمت عليه بشئ لانه مخلص لقضيته ويؤدي واجبه تجاه قضيته ولكن ان يكون الفلسطيني اكثرا اخلاصا لبني صهيون من الصهيوني ذاته ويغدر بشعبه فتلك لعنة عليه يجب ان نطلقها وعلى الشعب الفلسطيني تشخيصه ومعالجته والدرس اقوله هنا للجميع واهمها في بلدي العراق فما اكثر الاختراقات وما اكثر الخونة واسمائهم مشخصة ولكن تعطل العدل وسوء القضاء ومن امن العقاب اساء الادب جعل شرهم يستشري في وطننا الشرقية والبغدادية وغيرها من الاختراقات كمراسلي الشرق الاوسط والحياة السعودية وقناة العبرية خير شواهد كنا تحدثنا عنهم من قبل ولكنهم لازالوا يمنحون تأشيرات الاختراق تحت شعار حرية الاعلام والديمقراطية المفرطة .
الاحد، 18 كانون الثاني، 2009احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha
