المقالات

حكاية من مليون حكاية

882 13:00:00 2008-12-31

( بقلم : جواد الشلال )

قتلت قوات الاحتلال مواطن في احد الإحياء الشعبية في بغداد –اشتباها- وهذا الأمر ليس جديدا على أبناء العراق ..فان القتل اشتباها أو عمدا أو انتقاما .. أصبح امرأ مألوفا بين أبناء شعبنا .. خاصة إذا قامت به قوات الاحتلال تحديدا ...لكن الغرابة في الأمر ..إن الرجل الشهيد هذا كان راعي لأيتام عددهم سبعة منهن ست إناث وصبي واحد من أمهم التي فارقت الحياة نتيجة الولادة الأخيرة لطفلتها .. ولعدم وجود علاج لإيقاف النزف التي أصيبت به إثناء العملية ..وكان ذلك خلال فترة الحصار المفروض على العراق إثناء حكم النظام السابقوبعد سنتين من وفات زوجته ..أقترن بأرملة لديها ولد واحد استشهد زوجها في فترة الحرب العراقية –الإيرانية ..فاجتمع الرجل والمرأة معا وتدبرا أمرهما برعاية الأيتام من الطرفين ...وقد رزقهم الله بطفلين احدهما صبي والأخرى أنثى وأصبح عدد الأطفال عشرة وقد نجحا بتربية الأطفال و إدارة شئوون العائلة بشكل رائع وأصبحا مضرب الأمثال للذين يعرفونهما .وبعد استشهاد زوجها ..من قبل القوات الأمريكية المحتلة ..بقت المرأة تقاتل الحياة بضراوة وعفة عالية من اجل إعالة الأيتام وخاصة إن تراكم الأيتام من أبويين وأميين مختلفين يحتاج جهد غير اعتيادي لتوفير أسس العدالة المعقولة لتربية الأطفال وتدبير شؤونهم وقد نجحت إلام الحقيقية وبالوكالة على الجميع لمتابعة أمورهم خاصة مايتعلق بلقمه العيش والدراسة والصحة . وان تلك المرأة الشجاعة ..التي يبدو إن قدرها إن تعيش بلا زوج وان تتكفل رعاية أيتام((ربما يحتاجون إلى دار أيتام مصغره)) وخاصة إن أكبرهم عمرا هو طالب في الصف الثالث متوسط.

ولكن على حين غرة..وفي غفلة من الزمن اللامعقول وعندما كانت كفيلة الأيتام ذاهبة لإتمام معاملة في احد دوائر الدولة تخص شؤون الأيتام .. انفجرت عبوة ناسفة ظالمة ..وجعلت جسد المرأة يتطاير اشلاءا هي ومن معها في السيارة .. وفارقت الحياة في اللحظة ذاتها .. صعق الناس الذين يعرفونها بأمر انفجار العبوة واستشهاد تلك المرأة الصابرة المحتسبة ..وأصبح الناس تحت ظل تساؤلات ..لايدرك احد القدرة للإجابة عليها . فتلك العبوة من زرعها .. ولمن ..؟ وماذا كان يستهدف ..وهل كان من وضعها بحسابه انه ربما تلك العبوة اللعينة لاتنفجر على هدفها ..وإذا انفجرت على غير هدفها وأصابت الأبرياء ..هل من وضعها مسئول عن هذه الأمر المميت والمدمر أم لا .. وهل هو مسؤول إمام الله ..وهل يقف عند رب العزة طويلا ..وهل هو مؤمن بنظرية التمترس الرهيبة .. وبعد ذالك ماذا سيفعل الأيتام .... وكيف سيتم متابعة أمورهم الحياتية والعائلية .إننا لانحاكي تلك القصة الواقعية..والأيتام موجودون على مسرح الحياة ألان .. لا نحاكيها بشكل سياسي او عسكري .. لكننا ننظر إليها برؤية إنسانية عراقية صرفة ..

ونتسأل هل من فعل هذه الأمر قد اغرورقت عيناه بالدموع بتلك الحكاية المؤلمة أم إن الأمر مر وكأن شيء لم يكن ..وهل حسب كيف سيعيش هؤلاء الأيتام ..وكيف يرتزقون ..ومن يهتم بشؤونهم وتربيتهم ومن يرفع الحزن والأسى والظلم من أعماق نفوسهم وهل يدرك من قتل والدة الأيتام بان هؤلاء الأيتام وطنيون ومحبين للعراق والإسلام .. وان والدتهم وكفيلتهم علمتهم بان الصلاة هي المحبة الناصعة والحقيقية لرب العالمين وهم يؤدون صلاتهم بأوقاتها وعلمتهم أيضا إن العراق هو بلدهم وهو أحب وأجمل بلد في الدنيا مهما كانت الظروف صعبة إننا نعرف بالتأكيد من قتل زوجها. لكننا لا نعرف بالضبط من وضع العبوة وقتل تلك المرة الصابرة وكلنا نعلم إن الله تبارك وتعالى سيجد منفذا ميسرا لهولاء الأطفال اليتامى .

بالتأكيد إن تلك القصة ليست هي أقسى قصة نسمعها او نراها في العراق ..وليست هي في أعلى هرم المأساة في العراق فهنالك من القصص التي يشيب لهارأس الوليد .. ولكن تميز تلك القصة يأتي عبر النوازع الانسانية المذهلة التي تفيض وجدانا غزيرا يمس شغاف القلوب التي تمتلك إنسانية ومحبة .. وتطرح ألما إنسانيه صادقا يطوف في إرجاء الوطن الجريح .......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك