المقالات

بين حرية الراي وحرية التعبير

1145 00:26:00 2008-12-16

( بقلم : الصحفي حيدر حسين الاسدي )

وقفت طويلاً وراجعت نفسي عدة مرات قبل ان أتوجه لكتابة هذه الأسطر البسيطة التي وجدت نفسي وكصحفي اعمل في هذا السلك الذي احببته انه من واجبي التعليق حتى ولو بكلمات بسيطه لاسجل موقف وانقل رأي تناقشت به مع الكثير من زملاء المهنة, فقد استمعت وقرأت خلال الساعات الماضية منذ وقوع حادثه الاعتداء من قبل مراسل البغدادية على رئيس الولايات المتحدة على تعليقات كثيرة من أساتذتي ومختصين في المجال الصحفي والقانوني وأراء وتعليقات المواطنين في وسائل الإعلام وقد اجمع أكثر أهل الرأي والعقل ان هذه الحادثة تشكل سابقة خطيرة ونقطة سوداء في تأريخ الصحافة العراقية العريقة

إلا إن ما يهمني هو في هذه الأسطر البسيطة ان اعلق عليه هو ان ما فعلة الزيدي هو تصرف شخصي بحت ينم عن استهتار ورعونة لا سابقه لها ويأسفني ان اقول هذا الكلام تجاه زميل صحفي مارس المهنة لفترة في قناة اقدرها واحترمها لانها تقدم منهج اعلامي مهني بالدرجة الاولى وان اكون مختلف معها في بعض ارائها الا ان ما اريد ان اقوله هو ليس تأيد لكلام الرافضين للحادث انما رد على من ايد ورفع صوته في تأيد هذا التصرف وما ذهب اليه البعض الاخر من محاولة صنع بطل قومي وعربي محرر للارض وهازم الاستعمار هو " منتظر الزيدي"

فاقول لهم متى كانت اخلاقنا وادابنا وقيمنا تسمح بالاعتداء على الضيف اين كان وان يرد علي البعض انه ليس بضيف فأين احترام رئيس الوزراء واركان الحكومة العراقية الذين كانوا جالسين في القاعة وان لم يحترم كل هؤلاء فأين احترام العلم العراقي واسم ألجلاله الموجود عليه وانني لاعجب ان نصنع من مسيء اراد ان يبرز نفسه وتصرفه كبطل استطاع ان يرد كرامة العراقيين وشرفهم فمتى تعلمنى ان نواجه من نعادي بالاحذية ومتى تادبنا ان نقدم لمن يعاكسنا بالتصرف او النهج بالسب والشتائم وان كانت هذه هي المفاخر والبطولات لكان نبينا وال بيته اولى بالتصرف هكذا ان كنا نقتدي بهم ولكننا لم نسمع قط من هذه المدرسة السماوية أي تصرف من هذا القبيل ان كانت دعوتهم المواجه بالقول والقلم واللسان الفصيح والحجة الدامغة والمواجه القوية التي تعبر عن قوة رسالة الشخص وايمانه بقضيته

 فمتى كان الانسان يحمل كل هذه الخصال استطاع ان يواجه المقابل حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة فشخص كمنتظر الزيدي الذي يمثل جزء من السلطة الرابعة في الهيكل الحكومي أي صاحب سلطة رقابية تستطيع ان تؤثر وتواجه بقوة الرأي وان تقف امام رئيس اقوى دولة وتقول له انك تماديت وأجرمت وأساة لبلدنا العراق بكل قوة دون ان استخدم لغة الضعفاء بالسب والشتائم ورمي ما في القدم .

سادتي اننا اليوم بحاجة الى ان نفهم معنى الحرية وان ندرك ان حرية الرأي شيء وحرية التصرف والتعبير شيء اخر فالدستور كفل لنا حرية الراي والمعتقد والحديث دون ان يمنعنا احد ومؤسسات الدولة بأجمعها تحمينا ونحن نمارس حرية الرأي فقوات الجيش والشرطة تحمي كل المتظاهرين اين كانت انتماءاتهم حتى لو كانوا خارجيين ينتقدون رئيس الجمهورية والوزراء والصحف تكتب وتنتقد وتوجه الاتهامات والتعليقات الى كل اركان الدولة دون استثناء دون ان يمنعها احد في حدود الحقيقة دون سلوك طريق التشهير والابتزاز الا ان القانون يقف امام أي شخص يسيء التصرف والتعبير ويخرج عن الذوق العام والعرف والقانون فستكون يد القانون قاسية عليه وفق احكام القانون العراقي النافذ .

وأخيراً اريد ان اختم كلامي هذا بالقول ان الذين يريدون صنع تماثيل ونصب لمنتظر الزيدي ويؤيدون فعله المستهتر والغير مسؤول كان عليهم اولاً ان يطالبوا بنصب وتماثيل تخلد ابطال العراق الذين واجهوا صدام وجهاً لوجه في الدجيل بالرصاص وليس بالاحذية وضحوا بعيشهم واهلهم في سبيل الحرية ومن وقف على المقبور عدي في المنصور ورماه بالرصاص حتى أقعده عن المشي هم اولى بالتكريم والبطولة ممن يبحث عن المجد والشهرة امام عدسات الكامرات فيا اخواني اتقوا الله واعلموا ان ابطال الامم لا يٌٍِصنعون من رمي الاحذية واسفي على زمان يكثر فيه المتباكون على المسيئين وما اكثرهم اليوم وتنزل اللعنات على كل صاحب حق والحديث ذو شجون والله المستعان على اخوة يوسف في بلدي العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هاشم
2008-12-16
الذين قاموا بهذا التصرف الأرعن والذين أيدوا هذا الفعل الشنيع هم ليسوا قطعا من ابناء المدرسة السماوية التي اشرت اليها -أستاذ حيدر - والتي تأمر بالحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن..هؤلاء أبناء الأفك القومجي الذين رأيناه من خلال ايتام البعث الساقط فيما مضى ورأينا نماذج مما يقوم به ازلام تيار مقتده من رعونة هذا عمل جبان لايقره دين ولا القيم العربية فلماذا ىيفتخر البعض بعمل مشين كهذا ويصفون من قام به بالبطولة أعتب على قناة بلادي واسألها ماذاسيكون موقف السيد الجعفري لو كان في موقع المسؤوليه بدل المالكي!؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك