المقالات

عطاء معاوية وعطاء الحسين (ع) ـ قصيرة من طويلة

1488 20:49:00 2008-12-13

بقلم : سامي جواد كاظم

الحسين سبط الرسول وريحانته وسيد شباب اهل الجنة ابو الاحرار سيد الشهداء هذا المنعطف الاكثر سطوعا في التاريخ استطاع من خلال سيره طبقا لمنهج جده المسدد آلهيا ان يجعل قلوب الملايين ومن شتى الاديان والمذاهب تهوى اليه .وبسبب هذا العشق فان الكثيرين ممن قطعوا العهد على انفسهم بانهم يحيون ذكراه ما داموا على قيد الحياة بل انهم يوصون ابنائهم بالسير على نفس الخطى ويتركون اموال موقوفة لاحياء ذكر الحسين (ع) .ولطالما احب الكتابة عن جوانب من حياة الامام الحسين عليه السلام قبل الطف استوقفتي هذه الرواية ذات العدة مداليل الرواية تقول : الديلمي : قال أبو عبد الله [ جعفر بن محمد الصادق ] : وفد إلى الحسين وفد فقالوا : يا ابن رسول الله ! إن أصحابنا وفدوا إلى معاوية ووفدنا نحن إليك ، فقال : إذن أجيزكم بأكثر مما يجيزهم ، فقالوا : جعلنا فداك ! إنما جئنا مرتادين لديننا .قال : فطأطأ رأسه ونكت في الأرض وأطرق طويلا ، ثم رفع رأسه فقال : قصيرة من طويلة ، من أحبنا لم يحبنا لقرابة بيننا وبينه ، ولا لمعروف أسديناه إليه ، إنما أحبنا لله ورسوله ، فمن أحبنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين ، وقرن بين سبابتيه . موسوعة كلمات الامام الحسين 335ص .تعالوا لنستنشق من عطر كلمات الحسين (ع) ما امكننا من رائحة زكية تنفعنا في ديننا ودنيانا .بداية الحديث وجواب الحسين عليه السلام تدل دلالة واضحة على ما كان يفعله معاوية من شراء ذمم الناس بالمال وانه لا يردعه دين ولاخوف من الله عز وجل في تصرفاته والمهم في اعماله هو شراء ذمم الناس حتى يمهد الطريق لبيعة يزيد ، وبالرغم من ذلك فان هنالك الخلص من صحابة الحسين عليه السلام الذين لا يستبدلون دينهم حتى بملك معاوية والدولة الاموية معها .وتمعنوا في جواب الحسين عليه السلام عندما قال لهم ـ اجيزكم باكثر مما يجيزهم ـ من هذا دلالة واضحة على الحالة المادية للامام عليه السلام ولكن لكثرة عطائه للايتام والفقراء ويظهر بحالة الزهد حتى يظن انه فقير وهذا بعيد كل البعد عن الواقع ، ففي احدى الروايات ان معاوية بعث باموال للامام الحسين عليه السلام ولابن الزبير ولابن عمر وسال اصحابه حول كيفية التصرف بها من قبل الثلاثة فقالوا انهم سيوفون بها ديونهم فقال معاوية الا الحسين فانه سيوزعها على الايتام والارامل الذين فقدوا معيلهم في حرب صفين وهذه اشارة الى اصحاب الاحزاب الذين لديهم شهداء في زمن الطاغية عليهم ان يذكروهم اليوم .وجواب الوفد بانهم مريدين لدينهم فهذه خصلة لا يمكن لها ان تقدر بثمن الا الثمن الالهي وهذا ينطبق على موقف الفرزدق مع الامام السجاد (ع) عندما قال قصيدته الشهيرة في الحرم المكي امام الطاغية الاموي الذي حاول تجاهل الامام السجاد (ع) وما عليه من هيبة ووقار جعل المسلمين ينشقون سماطين لاتاحة المجال للسجاد حتى يلامس الكعبة على عكسه الذي حاول جاهدا هذا الاموي الوصول الى الكعبة فلم يستطع فقال من هذا لا اعرفه قصد الامام السجاد (ع) فانبرى له الفرزدق بالقول ( هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ....الى اخر القصيدة ) فامر الاموي بحبسه وارسل اليه الامام عليه السلام مبلغ من المال وكسوة فرد الفرزدق المال واحتفظ بالكسوة لغرض التبرك وليس الحاجة وقال انما قلت الشعر لما يختلج في صدري اتجاه الامام وهذا لا يعوض بثمن . والان لننظر الى تكملة حديث الحسين عليه السلام فقوله قصيرة من طويلة ، القصيرة هي الدنيا وما نجني فيها والطويلة هي الاخرة وما نجني منها فان مكتسبات الدنيا مهما كانت معنوية او مادية شرعية او غير شرعية فهي زائلة وقد تكون لسعادة او تعاسة اخروية باقية ، فالسعادة التي يحظى بها اصحاب الجوائز من معاوية ستنقلب عليهم نار جهنم يوم القيامة والذين رفضوها وارتادوا الحسين (ع) فيكفيهم ان الحسين اشار الى مكانتهم باصبعيه وقال كهاتين اي مكانتهم من مكانة الائمة عليهم السلام واي فوز هذا !!! هذا الامر هو بعينه ينطبق على الذين يحيون شعائر الحسين عليه السلام اليوم متحملين كل الصعاب بالرغم من الممانعات التي تضعها الحكومات الطاغية على مر العصور وكما ان هنالك البذل المادي من قبل هؤلاء المحبين وحتى انهم يعرضون انفسهم للالم مواساةً لالم الحسين عليه السلام وعياله .ما هو الثمن الذي يتأملون الحصول عليه انه الثمن في الطويلة وليس القصيرة بالرغم من المكتسبات الجمة التي تتحقق في القصيرة نتيجة احياء شعائر الحسين والتي تلهب حماس الاحرار في رفض الظلم بحيث اصبحت هذه الشعائر هي المعنية من قبل الحكام فاذا كانوا طواغيت فاول ما يقومون به منعها ومحاربة من يقدم عليها واذا كان عادلا فانه يقرها ويعلن الحداد بمناسبتها .عند احياء الشعائر الحسينية فكانهم احيوا الحسين عليه السلام وجعلوه شاخصا امام الظلمة وبما انهم اي الظلمة لايتمكنون من الحسين فانهم ينتقمون من الذين يحيون ذكراه بل وحتى من ضريحه من خلال محاولاتهم الفاشلة بتفجير المرقد .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2008-12-14
لقد اصبت الحقيقة والله لا نرجوا من الله الا الطويلة معهموخصوصا وهم احباب الله واوليائهواسرار خزائن علمه ومستودع اسراره ورحمته للعباد في ا لدنيا والاخرة
ابو علاوي
2008-12-14
بسمه تعالى عطاء الحسين كان نورا لكل مناضل شريف مضح لخير البشر وماغاندي الا واحدا من الوف عبر الزمن اما ماسمي عطاء المقارن فاين الثرى من الثرياواين النهارالمشرق من الليل الأظلم وما قلدالمقارن الا طغاة العصور وكيف لا ويزيد يصعد منبر رسول البشرية الطهر وهل من هدم لشريعة محمد اعتى من ذلك؟ حكم بالخدع وعمرو يشترط ولاية مصر ان هو كاد له فاين الدين واين زخارف الدنيا وعند الله الخصام بين من اخلص قلبه ولبه لسيد الشهداء وابي الاحرارريحانة الرسول الاعظم وبين من اتخذ الهه هواه فعشق امثاله فهل من صاح؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك