المقالات

لهذا نحب ال الحكيم

856 12:09:00 2008-12-12

( بقلم : قاسم المرواني )

ضمن السطور التي يسجلها التأريخ على مر صفحاته هي انبثاقة رجل أو أمة أو مَعْلم من معالم الثروات الطبيعية لكى تأتي الأجيال لتقتدي بتلك الرجال وتلك الأمم وتلك المعالم لتؤصلها وتعمل على تعميقها والاستفادة منها ايما استفادة ومن تلك المنابع التي برزت في قرن المتغيرات والتطورات السياسية في المجتمع الدولي والاقليمي ذلك هو السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب (رض) الذي سلك بحياته منعطفين هما العلم والسياسة.

فكانت انطلاقة شهيد المحراب منذ صباه حيث دأب على الدخول بطريق العلم والمعرفة فكانت الحوزة العلمية تضلله وهو ابن الثانية عشر حيث المبتدأ في طريق نهل واكتساب اللغة الحوزوية والالفاظ العلمية وملازمة علماء الدين في الحوزة العلمية فكان المنطلق المنهل والمكتسب من بيت العلم والمعرفة في مجال الفقة والتشريع الاسلامي ، فكان حينها متميزاً يشار اليه بالبنان .

ولم يقف شهيدالمحراب {رض}على معترك الحوزة الدينية فقط اجتاز ذلك بدخولة معترك السياسة الذي أصبح المنعطف الثاني في حياته المليئة بالكثير من المنابع، فكان يوازن بين العلم والفقة والسياسة في كل المجالات التي ينطلق منها قائداً دينياً وسياسياً وموجهاً ، فكان محط أنظار السلطة العفلقية في العراق لمراقبة تحركاته الدينية والسياسية والتي كان يرفض فيها حكم الدكتاتورية والجور واضطهاد الأبرياء من العراقيين ، فكان السيد محمد باقر الحكيم رافضاً ظلم واستكبار واضطهاد اجرام البعث ومدافعاً عن حقوق العراقيين آنذاك حتى تم أعتقاله من قبل النظام الفاشستي وايداعه السجن ومن ذلك الوقت بدأت مرحلة المعترك السياسي تتحرّك على خطىً علمية رصينة وخزين مما اكتسبه من الحوزة الدينية فكوّن خطاً جهادياً مشتملاً من آل الحكيم والمقربين الذين نهلوا من منهاج الحوزة العلمية .

وما إن اطلق سراحه من الاعتقال للمرة الثانية حتى كانت بداية انطلاق مرحلة جديدة من العمل السياسي والجهادي العلني بعد أن هاجر الى الجمهورية الإسلامية في إيران واصبح له من الاتباع والمنخرطين في سلك الجهاد الكثيرون ولم يقتصر الأمر على أسرة آل الحكيم الذين قضوا معظمهم شهداء في العراق تحت وطأت جلاد بغداد ،فقد كانت النقطة البدائية التي تكونت منها نواة المعارضة العراقية رغم ظروف ومأساة الإغتراب إلا إنه استطاع في وقت قياسي ان تكون له شعبية في اوساط العالم السياسي من خلال خطاباته وتوجيهاته للشعب العراقي المظلوم والمضطهد ،فكانت تلك المرحلة من مراحل العمق التاريخي المفرح بتوطيد البذرة ضد طاغوت العراق والمحزنه بنفس الوقت حيث التشرّد من الوطن والغربة.

وما أن خط التأريخ في أعماق صفحاته مسيرة رجل الساحة حتى تسارعت الأحداث وازداد الميل في انقلاب المعادلة السياسية في العراق بعد فصول دامية من المعاناة والقتل والاضطهاد ،،،، فانهارت دكتاتورية صدام ، وانهارت اسطورة البعث الفاشي وعادت المعارضة العراقية وعاد سماحة السيد الحكيم الى أرض الوطن حاملا معه هموم ثلاثه عقود من الجهاد والمسيرة ،عاد مقبلاً ارض بلاد الرافدين ، أرض المراقد المقدسة والأعلام الزاهية، عاد الحكيم إليك أيها الوطن بأهازيج المستقبلين لتمتزج دموع الفرح والحزن معاً فما كان من شهيدالمحراب إلا أن أعاد نفسه الى المربع الأول الذي خرج منه وهو مربع العلم والحوزة الدينية ويسلّم جهد ومسيرة ثلاث عقود الى الشعب العراقي ليكمل المسيرة التي بدأها أول مرة لينزل ويعانق الشارع العراقي ويتعايش معهم فاخذ مواضباً على صلاة الجمعة في ضريح الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام وبذلك كان الأجل أسرع والإرهاب ابخس ليقوم بتفجيره في جمعة دامية لتكون دماء السيد الحكيم مداداً للقلم وسجلاً للتاريخ الذي يروي قصص العظماء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2008-12-12
لاشك أن هذا البيت الشريف قدم الضحايا. وأتذكر في بداية سبعينات القرن الماضي أن أحد أبناء الأمام الحكيم رضوان الله عليه تم قتله من قبل السلطة البعثية مع 20 من ركاب أبرياء من نساء وأطفال في احد باصات الاجرة القادمة من كربلاء المقدسة إلى النجف الأشرف في أحد ليالي الجمعة بعد أداءه مراسيم السيارة على الطريق الواصل بين المدينتين بحجة حادث تصادم حيث أن النظام السابق لم يتورع بقتل الأبرياء الآخرين عندما يريد قتل أحد الأشخاص.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك